أصْدِقاءٌ بِلا مصداق: ألحلقةُ آلثانيّة.

يُمكننا إختصار ما عرضناه في آلقسم ألأوّل بحديثٍ عن سيّد البُلغاء وآلمتكلّمين محمد(ص) واصفاً آخر الزمان, بقوله:
[أقَلُّ ما يكون في آخر ألزّمان أخٌ يُوثق بهِ أو درهمٌ مِن حلالٍ](1).

أمّا في هذه الحلقة فسنعرض نصوص دالة على فساد بلداننا بسبب الكفر والنفاق كحالة عامّة بعكس الظاهر فيها من المنائر والمنابر والمظاهر والمساجد وكثرة “آلعلماء” كمصاديق لفساد القلوب في عصرنا هذا, و معظم الأحاديث وردت عن النبي وآل آلبيت(ع)لأنهم أمراء الكلام و سادة الكون, وإن جُهل حقّهم على الدوام وللآن كالمفكرين والفلاسفة اليوم بسبب الذنوب وإنتشار الأميّة الفكريّة بين عامّة الناس والمسلمين خاصّة والأحزاب بشكل أخصّ .. لسببٍ ذو بُعدين؛ أخبرنا عنه الرّسول قبل 1400عام بقوله:

[صِنفان مِنْ أمّتي إذا صَلَحَا صَلَحَـتْ أمّتي و إذا فسدا فَسَدتْ أمَّتي, قيل: يا رسول الله وَ مَنْ هُم؟ قال: (ألفُقَهاءُ و آلأُمَراء)](2).
و قد أشرنا تفصيلاً لذلك في مقال سابق(3) ومن أعظم ألفساد أنّهُما – أيّ ألفقهاء و الأمراء – يعتبران نهب أموال الناس باسم الدِّين والوطن والقانون حلالٌ زلال بل و واجب دينيّ و وطني وجهاد في الله, حيث يتمّ سرقة الأموال وإرسالها للخارج لخزنها في البنوك وشراء القصور وفقح الشركات بأسماء نسائهم وأبنائهم و أخواتهم و إخوانهم وأحفادهم للتصرف بها(4), وحين سألناهم عن ألدليل الشرعي لهذا الفساد: قالوا؛ أموال مجهولة المالك, وقال “العلماء”: هذا شأننا الذي أعطاه لنا الدِّين و لم نجبر أحداً عليها, بينما أحاديث صرحة تُحرّم ذلك, و هذه الحالة تُجسّد محنة الدّين و الفكر في هذا العصر, من حيث حرمة التصرف حتى بدرهم واحد خصوصاً من أموال المسلمين, بل حتى الأموال التي أُخذت غلولا.
وإليكم ذلك الحديث ألعجيب ألمتواتر الذي يُجسّد واقعنا على أمل طرح بقية الأحاديث في الحلقات القادمة إن شاء الله و هو:

– [إذا فعلت أمّتي خمسة عشر خصلة, حلّ بها البلاء, قيل يا رسول الله ما هُنَّ؛ قال(ص): إذا أخذوا المغنم دولاً, و الأمانة مغنماً, و الزكاة مغرماً, وأطاع الرجل زوجته و عقّ أمّهُ, وبرَّ صديقهُ و جفا أباه, وإرتفعت الأصوات في المساجد وأُكرم الرّجل مخافة شرّه و كان زعيم القوم أرذلهم وإذا لُبِسَ الحرير و شُرِبت الخمر و إتّخذ القيان المعازف و لعن آخر هذه الأمة أولها, فليَتَرقّبوا بعد ذلك ثلاث خصال: ريحاً حمراء و مسخاً و فسخاً](5).
وآلمتابع النّبه يرآى وقوع تلك الأحداث كحقائق مع المصداق تفصيلاً في بلادنا والله يُعين الفقير لفساد “العلماء” و”آلسياسيين”.
ألفيلسوف الكونيّ/عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (تُحف العقول عن آل الرسول)(ص), باب مواعظ النبي و حكمه, ص53. المطبعة الأسلامية, ط1, تأليف محمد بن شعبة الحراني.
(2) نفس المصدر السابق, ص50.
(3) راجع مقالاتنا الأخيرة التي بحثنا فيها سبب إنحراف الناس و إنتشار النفاق إلى (آلدِّين) و (ألسياسة) خصوصا مقالنا عبر الرابط:
https://plus.google.com/collection/YzxJXE
(4) شهدتُ بأنّ معظم أبناء المراجع والسياسيين ببلادنا يدرسون في الخارج بأسماء مستعارة, بل حتى علاجهم في الخارج بأموال الفقراء.
(5) (تُحف العقول عن آل الرسول)(ص), باب مواعظ النبي و حكمه, ص52. المطبعة الأسلامية, ط1, تأليف محمد بن شعبة الحراني.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here