وقفة صراحة : على الحزب الشيوعي أن لا يكرر وصمة عار الجبهة الوطنية مع الإسلاميين الفاسدين

بقلم مهدي قاسم

قرأتُ بيان أو تصريح الحزب الشيوعي العراقي *ــ أدناه ــ حول عقد اتفاق تشكيل الكتلة الأكبر بين تحالف ” سائرون ” و الفتح ” حيث يتضح من القراءة السريعة للبيان أن الحزب موافق على هذا الاتفاق و بل و مبارك له !!، .الأمر الذي أثار دهشتنا و استغرابنا حقا ، إذا كنا نتوقع العكس تماما ، أي رفض دخول ” تحالف سائرون ” في تحالف مع أحزاب و تنظيمات ذات ولاءات سياسية صريحة و علنية مع النظام الإيراني لحد التبعية و الولاء المطلقين، فضلا عن كون التنظيمين : أي التيار الصدري و فيلق البدر اللذان كانا ضمن ما يسمى ب” التحالف الوطني ” الكارثي ، ذات الصبغة الطائفية و المحاصصتية ، و الذي كان له الدور الأكبر في السنوات الماضية في تكريس مظاهر الفساد السياسي و الإداري و المالي ، إضافة إلى تكريس تدهور الوضع المعيشي و الخدمي المصاحب لمظاهر التخلف و التقهقر و زيادة معاناة المواطنين ..

بل و التغطية على الساسة الفاسدين منهم ..

هذا دون أن نكرر و نعيد ما قلنا مرارا و تكرارا في مقالات سابقة عن مواقف مقتدى الصدر المتغيرة والمتقلبة 180 درجة ، بين لحظة و أخرى ، تماما ، مثل أجواء ومناخات البلدان الغربية التي لا يمكن التنبؤ بها بين ساعة و أخرى ، نقول ذلك على الرغم من علمنا بالنوايا الطيبة و الوطنية التي توّجه خطوات ومواقف السيد مقتدى الصدر السياسية ..

مع التأكيد على أن ” النوايا الطيبة غالبا ما تعبَّد الطريق إلى الجحيم ” ! ..

أو على الأقل كان يجب على الحزب الشيوعي العراقي أن لا يبارك مثل هذا التحالف أو بالأحرى أن لا يكون جزءا مساهما فيه و الذي سوف لن يكون أفضل من سابقه ــ أي التحالف الوطني ” للبيت الشيعي ” السابق ..

و بيننا الأيام على مصداقية ما نقول حول تكريس الطائفية و مظاهر الفساد و زيادة خيبة وعذابات المواطنين ..

كما يجب أن نضيف ــ حسب اعتقادنا ــ بأن دخول الحزب الشيوعي العراقي في هذا التحالف سوف يجلب العار السياسي على رأسه و سوف يخسر كثيرا جدا من رصيده السياسي الحالي ، من أن يربح شيئا يسيرا على الإطلاق من وراء ذلك ..

هذا إذا كان من ثمة ربح سياسي إطلاقا ..

بل أن احتمال تحوّل الحزب الشيوعي العراقي إلى” ذيل ” بائس خلف أحزاب الإسلام ” الشيعية ــ السنية الأخوانجية ” الطائفية والفاسدة ، سيكون له بمثابة سقطة تاريخية ، وحتى بمثابة ضربة قاضية نهائية و أخيرة ، ربما أسوأ بكثير من وصمة عار الجبهة الوطنية التي عقدها مع البعثيين الفاشيين في سبعينات من القرن الماضي و التي سرعان ما تحولت إلى مصائد وكمائن له من قبل أجهزة القمع الصدامية ….

نظن بأن الوقت لا زال متسعا للمراجعة أو التراجع ، سيما أنه بإمكان الحزب الشيوعي أن يكون ضمن معارضة بنّاءة تحت قبة البرلمان ، بحيث يستطيع أن يقوم بدوره السياسي و الضروري و التغييري و الإصلاحي المطلوب ن بدلا من أن يقوم بدورذيل يهش ذباب الفساد و العار الطائفي عن ظهر جواميس الفساد في المستنقع السياسي العراقي الأسن الراهن ..

ملحوظة : ما كنتُ لأسمح لنفسي يأن أكتب هذه المقالة هذه ، لو لم أصوّت للحزب الشيوعي العراقي في الانتخابات الأخيرة لأنني اعتبره أنزه الأحزاب قاطبة لحد الآن ..

فمن هنا اكتسبت حق الكتابة والنقد المشروع .
هامش ذات صلة :

POSTED ON 2018-06-14 BY SOTALIRAQ

متمسكون بالمشروع الوطني للتغيير والإصلاح

منذ اعلان نتائج انتخابات مجلس النواب لسنة ٢٠١٨، بالنظر الى عدم حصول اَي من الكتل الفائزة على عدد من المقاعد البرلمانية يؤهلها لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، فقد دخلت كتل سياسية عدة في حوارات ولقاءات، كان تحالف “سائرون” محور العديد منها لكونه الفائز الاول في عدد المقاعد.

لذلك وفي اعقاب اعلان النتائج، التقى الوفد المفاوض لتحالف سائرون بممثلي العديد من الكتل السياسية. وأسفرت اللقاءات عن تفاهمات في شأن المباديء التي ينبغي ان يعتمدها برنامج الحكومة القادمة. وكان بين اللقاءات تلك التي جرت مع تحالف الفتح، والتي اعقبها اعلان الاتفاق من قبل السيد مقتدى الصدر والسيد هادي العامري مساء أمس، لتشكيل الكتلة الاكبر.

وفِي لقاءات سائرون ومفاوضاته كافة جرى تأكيد الثوابت التي تضمنها مشروعه للتغيير والإصلاح، التي تلبي رغبة الناس والناخبين، خصوصا من منحوا ثقتهم لتحالف سائرون، فغدا ذلك أمانة في عنق التحالف وهدفا يسعى الى تحقيقه.

وفِي هذا السياق تم الانفتاح على القوى والكتل التي ابدت استعدادا للتفاهم والتوافق على الأسس المذكورة، الامر الذي وفر الارضيّة لتطور تلك اللقاءات الى تفاهمات، والى اتفاقات تستجيب للاستحقاق الدستوري الحاكم بشأن الكتلة الأكبر. علما ان اساس موقفنا من أي تحالف يعتمد على مدى التزامه بالمباديء المشار اليها اعلاه.

وقد جرى الاعلان عن التحالف مع الفتح، ليسهم في منع تعريض البلد الى مخاطر جدية، تحرق الأخضر واليابس، وهو ما تحاول قوى مختلفة وبدوافع متباينة جره اليها. فالبعض لا يتورع عن اللجوء الى الأساليب والوسائل التي تضع الوطن على كف عفريت من دون اكتراث بالنتائج، في سعيه لمنع توفير الظروف المناسبة لانتقال سلمي سلس للسلطة، وللحيلولة دون تنفيذ المشروع الوطني الاصلاحي، ولتيسير الالتفاف على إرادة التغيير التي عبرت عنها جماهير واسعة.

وقد اثار اعلان تحالفي سائرون والفتح طائفة من الآراء المتباينة في الاوساط المختلفة.

وفيما نرى ان من الطبيعي ان يحفز اعلان هذا التحالف الهام، الساعي الى تشكيل الكتلة الاكبر، مثل هذا التباين في الرأي، فاننا نجد في ذلك تعبيرا عن قناعة مزيد من القوى الوطنية ببرنامج سائرون، وما يتضمن من التزامات شاملة في سائر الميادين، ومن توجه الى الخلاص من المحاصصة الطائفية والاثنية، ومكافحة الفساد، واقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحقق العدالة الاجتماعية.

ومع اقرارنا بحقيقة ان أي تحالف سياسي لا ينفي بالضرورة الاختلافات في الفكر وفي بعض المواقف السياسية، فاننا نؤكد، كحزب شيوعي، وكطرف في سائرون، سعينا من خلال هذا التحالف وبالتعاون والتنسيق مع بقية اطرافه، الى دفع كل القوى الوطنية التي تتفق مع الخطوط العامة لبرنامج سائرون، وتوجهات هذا التحالف العابر للطوائف، نحو العمل الموحد لتشكيل الكتلة الاكبر التي تأخذ على عاتقها، وفقا للالتزامات الدستورية، تشكيل الحكومة على اساس الكفاءة والنزاهة والوطنية.

لقد كنّا وما زلنا نرى في تحالف سائرون وبرنامجه إمكانية واقعية للتغيير والإصلاح، وهو ما يتوجب التمسك به والسعي الى تحقيق أهدافه، وتوفير فضاءات لتحويله الى واقع معاش. وعلى هذا فان موقفنا هو موقف سائرون ذاته، الذي يمد اليد الى الائتلافات والتحالفات التي تقترب من مشروعه السياسي الوطني، وتتوافق معه في وضع المواطن والوطن في مركز الاهتمام، وتكريس كافة الجهود لخدمتهما.

بغداد

١٣ حزيران ٢٠١٨

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here