الراحل علي الوردي في ميزان (7-1): الانحراف الجنسي: قوم لوط

عبد الرضا حمد جاسم
عبد الرضا حمد جاسمالمقدمة: في كتاب مهزلة العقل البشري/ 1955 كتب الراحل الدكتور علي الوردي له الذكر الطيب التالي:

1.ص181: [ولهذا يصح ان نقول بأن القياس المنطقي أصبح عندهم مطية لأغراضهم وعواطفهم يستخدمونه متى احتاجوا اليه. فتراهم قادرين ان يبرهنوا على صحة شيء في هذا المجلس وعلى خطئه في مجلس اخر. فهم قد يلتقطون مقدماتهم الكبرى من اقوال الشعراء أو الامثال الدارجة أو ما يجدونه في الكتب هنا وهناك من اقوال لا يعلم مبلغ صحتها الا الله. إنهم ينظرون في الراي أولا فان استحسنوه بحثوا عن مقدمة كبرى تصلح لتأييده فان لم يجدوها اختلقوها او تأولوها والقياس المنطقي طوع رغبتهم بعد ذلك] انتهى

2.ص185: [عيبهم الكبير انهم يتبعون مبدا “التناقض” فعليا وينكرونه نظريا فهم يجرون في اقيستهم المنطقية وراء كل امر تميل اليه قلوبهم ثم يدعون انهم يسعون وراء الحقيقة المطلقة] انتهى

و: [وما على الباحث إلا أن يستشف جانب الصواب والخطأ في كل فكرة ثم يدرس أثرها في تطور الحضارة البشرية بوجه عام] انتهى

الوردي والانحراف الجنسي:

في ص59 من كراسة/ شخصية الفرد العراقي/1951 كتب الراحل التالي: [… وفي العراق نجد الانحراف الجنسي منتشراً بسبب هذا الانفصال الفظيع بين الرجل والمرأة ولهذا نجد أغلب أغانينا تخاطب الحبيب بلفظ المذكر الامر الذي يندر ان نلاحظه في البلاد الأخرى، واغلب اشعارنا الغزلية نؤاسية أي هائمة بنفس الحب الذي هام به المنكوب أبو نؤاس ولسوء حظنا ان العراق كان مهد الحجاب لأول انتشاره في الحاضرة الإسلامية وكذلك مهبط الوحي على ابي نؤاس] انتهى

أسمحوا لي أن اُقَّطِعْ هذه العبارة واُناقش كل جزء منها كما يأتي:

الجزء الأول:

[في العراق نجد الانحراف الجنسي منتشراً بسبب هذا الانفصال الفظيع بين الرجل والمرأة] انتهى

أقول:

لا شك في ان الانفصال “الفظيع” بين الرجل والمرأة يؤدي الى مشاكل اجتماعية من صورها بعض الانحراف الجنسي المكتسب… وهذا يقره العلم وتقره نتائج الدراسات الاجتماعية والنفسية وليس على/في ذلك خلاف. لكن اين وجد الوردي هذا الانفصال “الفظيع” بين الرجل والمرأة في العراق وقت اعداده هذه الدراسة او قبلها؟ هل كانت الجامعة او الكلية التي نُّسِبَ للتدريس فيها هذا الانفصال. أليكم ما كتبه الراحل الوردي في ص286 من دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/1965: [زرت المدينة في العام الماضي مع جماعة من الطلاب والطالبات فكانت الزيارة حدثا هاما في تاريخ المدينة لفت اليه الأنظار. الواقع ان اهل المدينة قاموا بواجب الضيافة نحونا حسبما تقتضي تقاليدهم القبلية ولكنهم كانوا في قرارة أنفسهم يستنكرون وجود طالبات سافرات يمشين مع الطلاب جنبا الى جنب…] انتهى

هل وجد الراحل الوردي الانفصال “الفظيع” ذلك في أسواق المحلات الشعبية في المناطق السكنية التي تردد عليها…ألم تكن البيوت في تلك المناطق السكنية تضم أكثر من عائلة في كل بيت وكما ذكر الوردي في ص301 /دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/عنوان فرعي/”ازدحام البيت” كتب الراحل الوردي: “وهذا امر نلاحظه في كثير من البيوت في المدن العراقية حيث تحتشد عدة عائلات في البيت الواحد عادةً وقد تسكن كل عائلة في غرفة او بضع غرف منه…] انتهى

هذا موجود في الكثير من مناطق ومدن العراق يضاف لها في المدن الأخرى البعيدة عن بغداد و ازقتها الناس تعيش بالقرب من بعضها والكثير منهم يشكلون اسرة كبيرة كونهم من الأقارب والانساب وأبناء العم والخال ولا فواصل بين المرأة والرجل وكانت قصص الحب والغرام والهيام على الكثير من الالسن و الأغاني تصدح في البراري و على شواطئ الأنهار او على ظهور المراكب و المشاحيف وكان الكثير من الرجال يستأنسون برأي المرأة في بعض المواقف الصعبة واعرف امرأة كانت تدير “كُتاب” لتحفيض القرآن في قضاء من اقضية العراق على نغمات: (الف لام زبر أل…حين ميم زبر حم دال بش دو… الحمدُ) وتَّخرج من ذلك الكتاب بعض الأشخاص الذين صار لهم دور في الحياة. اذن اين انفصال الرجل عن المرأة …

وللعلم انه في عام 1923 صدرت في العراق اول مجلة تختص بشؤون المرأة اسمها “ليلى” وكانت اول خريجة لكلية الطب في عام 1939 وبعدها كانت خريجات كلية الحقوق. وساهمت المرأة في انتفاضة 1948 واحداث 1952 حيث اعتقل بعضهن. وكانت اول وزيرة في كل المنطقة او في البلاد العربية هي عراقية… صحيح ان هذه الحالات قليلة لكن لها أساس فهي لم تأتي طافية لتستقر في العراق انما من أصل العراق الثقافي الاجتماعي.

جزم الراحل الوردي هنا بوجود وانتشار الانحراف الجنسي في العراق بذكره “نجد.و.منتشراً” وهو الذي برع في ذم من يجزم ويحسم…وهنا يحق لي كقارئ أن اسأل الراحل الوردي: أين وجدت “نجد”؟ وماهي مظاهر الانتشار “منتشراً”؟

أجاب الراحل الوردي على ذلك بالتالي: [كتب في صفحة 351/دراسة في طبيعة المجتمع العراقي التالي: [ويتضح انتشار اللواط في المقاهي فقد كان من الأمور المألوفة في كثير من المقاهي أن يجلس الرجل فيها ومعه غلامه الخاص به فهو لا يفارقه الا قليلا] انتهى

في ص351 من كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي كتب الراحل الوردي:[يطلق الباحثون على اللواط اسم “الانحراف الجنسي الإيجابي “اما “الابنة” فيطلقون عليها اسم “الانحراف الجنسي السالب “و الملاحظ ان الانحراف الجنسي بكلا نوعيه الإيجابي و السلبي موجود في جميع المجتمعات البشرية…] انتهى

لم يفكر الوردي لحظة واحدة انه يتجنى على المجتمع العراقي بمثل هذه الاقوال غير المبررة وغير المسنودة وغير الدقيقة…حيث لم يترك صفة سيئة لم يجعل المجتمع العراقي متفرد فيها او متقدم على المجتمعات الأخرى فيها…كما بينتُ ذلك في الراحل علي الوردي في ميزان/61: الرابط

http://www.almothaqaf.com/a/b1d/927593

اكيد الدكتور يعرف معنى اللواط…فكيف سمح لنفسه ان يقول “اللواط” منتشراً على ضوء حالة رجل اصطحب غلامة وجلسا في المقهى…ثم كم رجل من رواد ذلك المقهى له /عنده غُلام؟ ربما بعض ممن قرأ أو يقرأ أو سيقرأ العبارة: “يتضح انتشار اللواط في المقاهي ” ويربطها بتفرد المدينة العراقية في عدد مقاهيها الذي زعمه الراحل الوردي…حيث كتب في ص300/دراسة في طبيعة المجتمع العراقي: “اشتهرت المدينة العراقية بأنها من أكثر مدن العالم في عدد مقاهيها بالنسبة الى عدد سكانها” انتهى

قد يتصور بعض هذا البعض وبالذات من غيرالعراقيين ان هناك حفلة كل رجل فيها راكب على ظهرغلامه ويأتيه من دبره علناً وامام الجماهيرالتي تهتف وتزغرد منتشيه.الوردي يصورالحال كأن هناك قوم لوط جدد هم افراد المجتمع العراقي. هل جلوس الرجل مع “غلامه” يعني لواط؟ …هل مقاهي المدن الأخرى “الكاظمية والنجف وكربلاء” تلك التي زارها الوردي مثل مقاهي بعض ازقة بغداد تلك التي وصفها الوردي؟

كان على الراحل الوردي ان لا يقول [“نجد” …”منتشراً”] بسبب هذا الانفصال الفظيع بين المرأة والرجل … فالانتشار له معنى يعرفه الدكتور الوردي وهو لا يناسب الحالة المذكورة…كان عليه ان يقول “يلاحظ” او “يمكن ملاحظته “او “يمكن الاستدلال على وجوده “.ان الموضوع يخص مجتمع متعدد متنوع متباعد .عليه فالدقة في التعبير و اختيار الكلمات والعبارات المناسبة والدقيقة والصالحة مطلوبة .لا أن يستسهل وضع “نجد” و “منتشراً” .

يمكن لأي شخص أن يطرح السؤال التالي: اين وجد الوردي ذلك؟ وكيف عرف او فسر ان ذلك منتشر؟ وهذا يحتاج الى جواب شافي يجعل المجيب وكلامه موضع احترام لا استخفاف.

فالأصح كما اعتقد القول ان الانحراف الجنسي المكتسب ازداد بسبب ذلك الفصل بين الرجل والمرأة وهذا مفهوم علمياً وموجود في كل المجتمعات الحاصل فيها الفصل او السافرة وبدرجات مختلفة…

لماذا اختار الراحل الوردي “منتشراً” وربط ذلك بموضوع المقاهي وانتشارها؟؟

الجواب: انه يفعل كل شيء في سبيل ترسيخ فرضيته عن ازدواج الشخصية في المجتمع العراقي التي تمحور حولها طرح الراحل الوردي عن صراع “البداوة والحضارة” أي تفشي او انتشار او تغلغل الازدواجية في شخصية الفرد العراقي بتلك الحالة الغريبة التي افترضها.

هنا يجب ان أعود مرة أخرى للمقدمة لمعرفة هل انها تنطبق عليه وعلى طروحاته هذه؟ الجواب نعم وبكل دقة.

وللتأكيد اضع هنا ما قاله الراحل الوردي عن العلاقة بين الانحراف الجنسي وازدواج الشخصية حيث كتب في ص60/ شخصية الفرد العراقي التالي: [ان المنحرف جنسيا يزداد فيه دواء ازدواج الشخصية فهو شخص يضمر غير ما يظهر].

أعود للمقدمة (1) أعلاه وأربط او نناقش هذا المقطع في ضوء ما ورد فيها أستطيع ان استنتج ان الراحل الوردي هنا صار ارسطوطاليسياً /من أصحاب المنطق القديم الذي هاجمه كثيرا وبشدة، فهو أوجد له مقدمةً كبرى هي: الانحراف الجنسي منتشر في العراق…ثم صاغ له مقدمة صغرى وهي: ان الانحراف يؤدي الى ازدواج الشخصية فصارت النتيجة “المنطقية “هي: ان ازدواج الشخصية منتشر في العراق.

وأوجد مقدمة كبرى اخرى هي انتشار المقاهي ومقدمة صغرى هي الانحراف الجنسي فيها ملحوظ فكانت النتيجة المنطقية هي انتشار الانحراف الجنسي في المجتمع العراقي!!!!!

والعجيب ان الراحل الوردي اخذ حكاية انتشار المقاهي في العراق عن سائح قال: “بين كل مقهى ومقهى مقهى” وهنا ينطبق على الوردي ما ورد في المقدمة أعلاه (2). انه اخذ بعض المقاهي في بعض ازقة بغداد وضخمها ليظهر له ان كل العراق كذلك دون ان يكلف نفسه التدقيق في ذلك.

الجزء الثاني:

[لهذا نجد اغلب اغانينا تخاطب الحبيب بلفظ المذكر الامر الذي يندر ان نلاحظه في البلاد الأخرى] انتهى

أقول:

هذا الجزء مرتبط بالمقدمة الكبرى أعلاه…علامَ استند الراحل الوردي في الجزم بأن الانحراف الجنسي منتشراً في العراق؟ الجواب هو: استند على …الرجل يصطحب غلامه الى المقهى فهذا دليل الوردي على انتشار الانحراف الجنسي في العراق وأضاف اليه دليل اخر هو: “اغلب اغانينا تخاطب الحبيب بلفظ المذكر” وحتى يعطيها وقعها الذي يرغب به كعادته أتبعها بقوله ” الذي يندر ان نلاحظه في البلاد الأخرى”…

السؤال كيف عرف الراحل الوردي “يندر ان نلاحظه في البلاد الأخرى”؟ البلاد الأخرى تعني كل العالم…هل درس الوردي البلاد الأخرى وعرف ذلك؟

هنا أوجد الراحل الوردي مقدمة كبرى جديدة هي: انتشار الشعر العربي/انتشار مخاطبة الحبيب بلفظ المذكر واوجد لها مقدمة صغرى هي التغزل بالغلمان/مخاطبة الحبيب بلفظ المذكر…انحراف جنسي…اذن وصل الراحل الوردي الى النتيجة “المنطقية” التي يريدها هي انتشار الانحراف الجنسي ” في العراق بشكل يندر وجوده في البلاد الاخرى”. لآن البلاد الأخرى في اشعارها/شعرها لا تستخدم لفظ المذكر بمخاطبة الحبيب!!!!!!!

ما كان لي ان أتوقف هنا لو لم يتحفنا الوردي ب “يندر” و “نجد” و “منتشراً”… وهنا اسأل الراحل الوردي: هل الموسيقار محمد عبد الوهاب “وهو من محبيه” عندما لحن اغنية “انت عمري” للسيدة ام كلثوم ودندن بها لتحفيظها الاغنية كان عليه ان يقول: “انتِ عمري” حتى لا يُعتبر منحرفاً جنسياً؟ وماذا كان على مطربة او مؤدية مقامات ان تقول عندما تغني ” رأيتُ مليحةً كالغصن مالت…”…هل تقول: “رأيتُ مليحاً كالغصن مال” حتى لا تتهم بالانحراف الجنسي؟ وماذا عن”قَدُكِ المياس يا عمري…الخ” أو”قَدُكَ” عندما تٌغنى.

لا اعرف بأي لفظ كانت الأغاني المصرية والخليجية والمغاربية والشامية والفرنسية والإنكليزية والألمانية تذكر الحبيب؟

أعتقد ان هذا الموضوع “مخاطبة الحبيب بلفظ المذكر” موجود في كل لغات العالم بهذا الشكل او ذاك.

في صفحة 350 من كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/ 1965كتب الراحل الوردي: [ليس لدينا إحصاء عن مبلغ انتشار اللواط في المدن العراقية في العهد العثماني لكن هناك تخمينا تقريبيا يشير الى ان نسبة انتشاره كانت لا تقل عن 40% من مجموع سكان المدن وهذه نسبة كبيرة جدا ولعلها أكبرمما هي في البلاد الأخرى باستثناء امارات الخليج] انتهى

أقول: من اين اتى الوردي بهذه التخمينات وكيف اقتنع بها؟ وكيف تَّقَبَلَ ذلك مَنْ نشرها وقرأها وسكت عنها؟

انا هنا اُسجل استغرابي من كل من قرأ للراحل الوردي ولم يتوقف عند مثل هذه الأمور المهمة التي تمس مجتمع حتى لو كان من غير هذا المجتمع… ذلك يعني وتعني تلك حالة غريبة عجيبة مرت على المثقفين او المطلعين من كُتاب وصحفيين وأساتذة جامعة. انها غلطة أتمنى ان يهب من يجب عليه ان يعتذر ليعتذر عنها…اتمنى ذلك.

العهد العثماني طويل يصل حتى الى ما بعد ولادة الراحل علي الوردي (1913) و يمكن ان أقول امتد تأثيره الى ما بعد حصول علي الوردي على شهادته الجامعية و حتى الدكتوراه من خلال ما ذكره من مصادر دراسته للمجتمع العراقي و اقصد “المعمرين”.

سبق ان تطرقتُ الى هذه العبارة ومن المفيد ان اُعيدها هنا للأهمية…”نسبة لا تقل عن 40% من سكان المدن. “ولمناقشة هذه النسبة لابد ان نستعين بأرقام أخرى للراحل الوردي حيث ذكر الدكتور الفاضل في ص286 دراسة التالي: [لنأخذ على سبيل المثال مدينة (…..) التي تقع الى الشمال من بغداد على بعد زهاء (……….) وهي مدينة صغيرة يبلغ عدد سكانها 1500 نسمة].. اُريد ان اُطَبِقْ على سكان هذه المدينة قول الوردي هذا وسوف أقف عند 40% وليس لا تقل عن 40% [احتراماً للمدينة وتاريخها وأهلها الكرام لم اذكر اسمها]

وقبل التفسير والتحليل اعود الى المقدمة (1) أعلاه حيث ورد: [فهم قد يلتقطون مقدماتهم الكبرى من اقوال الشعراء أو الامثال الدارجة أو ما يجدونه في الكتب هنا وهناك من اقوال لا يعلم مبلغ صحتها الا الله. إنهم ينظرون في الراي أولا فان استحسنوه بحثوا عن مقدمة كبرى تصلح لتأييده فان لم يجدوها اختلقوها او تأولوها والقياس المنطقي طوع رغبتهم بعد ذلك] انتهى

الراحل الوردي التقط الكثير من أمثال هذه النسبة من اقوال الشعراء والمعمرين والسفلة والسقطة وبعض الكتب والامثال الدارجة فيما أطلق عليه دراسة المجتمع العراقي ونظر في الرأي واستحسنه ولم يدقق فيه ويبحث عنه ويحلله وبحث له عن مقدمة كبرى وما أكثر المقدمات الكبرى التي وضعها الراحل الوردي لتأييد تلك الاقوال والامثال والحالات فقبل بهذه النسبة التي لا يمكن ان تمر على غير من استحسنها ويستحسنها مهما كان موقعه وعلمه ورأيه.

ولتحليل وتفسير هذه النسبة وتقريبها للقارئ الكريم وفضحها أقول التالي:

1.اللواط يخص الذكور وهذا معلوم ومفهوم.

2.ال40% من (1500) نسمة تعني ( 600 )انسان/شخص.

3.على فرض ان عدد الذكور في المدينة المذكورة يقترب او يتراوح او في حدود 50% أي عدد الذكور هو (750) من السكان من هؤلاء (600) منحرف جنسياً سالب وموجب. السالب حسب ما نقله لنا الوردي هو بحدود1% أي ما يعادل من (600) “منحرف” هناك ستة اشخاص انحرافهم سالب و الباقي (596) شخص انحرافهم موجب.

4.على فرض ان من بين الذكور هناك 20% من كبار السن “المسنين” والأطفال فيكون عددهم (150) شخص /ذَكَرْ يمكن ان نطلق عليهم انهم خارج “النشاط الجنسي”…فهذا يعني ان كل الذكور في المدينة منحرفين جنسياً وكما أشرنا في (1) اللواط يعني “الذكور”…تبقى نسبة مهمة تلك التي لم يطرحها الوردي واقصد انحراف النساء “سحاق”

حسب هذه النسبة فأن العراقيين الذكور في المدن جميعهم منحرفين جنسياً. هل من قال هذا القول وكتبه ونشره عاقل بل هل من قرأ هذا القول ولم يعترض عليه او يناقشه عاقل؟؟؟؟؟؟؟

…………………………

في ص351 من كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي كتب الراحل الوردي:[يطلق الباحثون على اللواط اسم “الانحراف الجنسي الإيجابي “اما “الابنة” فيطلقون عليها اسم “الانحراف الجنسي السالب “و الملاحظ ان الانحراف الجنسي بكلا نوعيه الإيجابي و السلبي موجود في جميع المجتمعات البشرية و يعتقد الباحث هافلوك أليس ان(2 %)من سكان العالم في شتى الأقطار مصابون بالانحراف الجنسي بشكل يصعب عليهم التخلص منه فهو انحراف طبيعي فيهم نشاء من جراء خطأ في تكوين اجسامهم فالذكر يميل الى الذكر و الانثى تميل الى الانثى و الفرد منهم قد يكون ذا انحراف سلبي او إيجابي حسب الظروف التي أحاطت به في بداية امره و قد وقف العلم عاجزا عن علاج هؤلاء الا قليلا]انتهى.

مناقشة: ينقل لنا الراحل الوردي راي الباحث (هافلوك أليس) الذي قال ان هناك 2 % من سكان العالم في شتى الأقطار مصابون بالانحراف الجنسي الإيجابي والسلبي وفي كلا الجنسين…

ويأتي الراحل الوردي ليجعل العراق في قمة الدول في الانحراف الجنسي السالب والموجب حيث كانت النسبة فقط عند الرجال في المدن لا تقل عن 40%. حتى لو تَدَّخَلَ من يقول ان الوردي أشار الى ان تلك النسبة هي بخصوص اهل المدن فجوابي عليه نعم وعلى فرض ان سكان المدن في العراق يعادل او يساوي ربع السكان فالنتيجة ستكون ايضاً بحدود (10%) وهو خمسة اضعاف ما ذكره هافلوك أليس.

وقطعاً للطريق على من يحاول التبرير حول الانحراف الطبيعي والمكتسب انقل للقاري الكريم التالي: كتب الراحل الوردي في ص12 مهزلة العقل البشري التالي: [نحن لو درسنا طبيعة الانحراف الجنسي المنتشر في البلاد المتحجبة لوجدنا فيه بعض معالم الاكتساب والميل الى التعويض في الغالب] انتهى

العراق حسب الوردي من البلدان المتشددة بالحجاب وحجر المرأة وهذا القول يعني أن سكان مدن العراق فيهم نسبة اللواط (40%) انحراف جنسي موجب والغالبية العظمى منهم انحرافهم طبيعي أي بالجينات/تركيب اجسامهم وهذا النوع يصعب شفاءه. حيث كتب في ص351 من /دراسة في طبيعة المجتمع العراقي التالي: [معنى هذا ان هناك فرق كبير بين الانحراف الطبيعي والانحراف الاكتسابي فالأول مرض لا يرجى شفاؤه في الغالب اما الثاني فصاحبه ليس منحرفا بطبعه انما هو اكتسب الانحراف من محيطه الاجتماعي وهو يتخذه وسيلة للتعويض عما فقده من معاشرة الجنس الاخر وهو اذن قابل للشفاء

ويتغير في نسبته ونوعه حسب الظروف المحيطة به] انتهى

الى اللقاء في الجزء التالي

عبد الرضا حمد جاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here