المراة الصالحة ودورها في بناء المجتمع

اتناول اليوم موضوع غاية في الاهمية والضرورة لانه يتعلق بالحياة عموما والية الحفاظ عليها وتطويرها بالشكل الذي يضمن استمراريتها على النحو السليم الخالي من المشاكل الاجتماعية المتعبة ,لذلك اعتذر من الجميع لدقة الموضوع وبعض الاشارات الهامة التي فيه .

كيف يمكن للمراة ان تكون اساس بناء المجتمع

لكل إنسان إمرأة أو رجل بصمة في الحياة وكلاً في مجاله واختصاصه فالمعلمة لها بصمتها في طالباتها والأم لها بصمة في تربية أبنائها، فطوبى لمن لها الأثر والبصمة الطيبة في بيتها وأبنائها، لأن هذا الأثر إذا كان طيب سوف ينعكس على المجتمع كله أو بناء المجتمع، وإذا كان كان سيء سوف يهدم هذا البناء، ولكن ما هي الخطوات التي يمكن للأم أن تتحصن بها لبناء هذا المجتمع الصغير وهو البيت وأيضاً المجتمع الكبير وهو الحياة حيث إن الأم المدرسة الأولى لتربية الأبناء.

المراة اس الحياة

المرأة زوجة وأم وأخت وعمة وخالة وجدة ولكل منهم دورها وبصمتها، ولكن الأساس في كل هذا الأم والتي تكون من قبلها زوجة لذلك صلاحها يعتبر صلاح البيت والزوج والأبناء والأسرة كلها، فصلاحها رابطة خير بينها وبين زوجها مما ينعكس على صلاح الأبناء وتربيتهم تربية صحيحة إسلامية، لأنها الجندي المجهول والفعال في بناء الأسرة أولاً وبناء المجتمع ثانياً، وكما قال الشاعر حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.

تفاعل المراة واصلاح الزوج

لقد جعل الإسلام مسؤولية المرأة في عاتق زوجها فجعل له القوامة فقال تعالى:

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء}

وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»

إلا أن ذلك لا ينفي أهمية مكانة المرأة ومسؤوليتها عن زوجها ودورها المهم في صلاحه وإعانته على البر والتقوى كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: «فاظفر بذات الدين تربت يداك»

فذات الدين عوناً على الدين والدنيا، لأن المرأة ذات الدين تكون ذات خصال حميدة فهي الزوجة التي تعين زوجها وتكون بجانبه في الحزن والفرح وتكون راحته وطمأنينته وسكنه الذي يأوي إليه وداعية إلى التمسك بالفضائل وتحليه بالسنن الشرعية، فهي الواحة التي يأوي إليها عند ضيقه والتي يستجم بها من التعب وحرقة النهار من العمل فهي الحنان والحب الذي يرغب فيه فقال الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم عن هذه الزوجة الصالحة: «الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة»

وصفات هذه المرأة الصالحة والزوجة الوفية والأم الفاضلة التي ستكون بإذن الله تعالى لها بصمتها الطيبة في تربية أبنائها وأسرتها تكمن في هذه الصفات:

1-أن تكون مطيعة لزوجها فيما لا يغضب الله.

2-محافظة على نفسها في غيبة زوجها.

3-لا تكذب خاصة مع زوجها وتكون صريحة معه.

4-تستمع إلى حديث زوجها باهتمام وتظهر له سعادتها بوجوده معها في المنزل وتثني عليه ذوقه ليبادلها الشعور الطيب.

5-تكون مرحة لبقة تضفي على المكان السرور والبهجة.

6-إذا رأت زوجها على وشك الغضب فتمتنع فوراً عن الاستمرار في الحديث وتطيب خاطره.

7-لا يرى الزوج إلا ما يسره من بشاشة الوجه وحسن المظهر وطيب المعاشرة.

8-تعرف ما يحبه زوجها فتفعله وتمتنع عما يكرهه.

9-لا تنسى واجبها نحو والدته ووالده وأهله وبخاصة في المناسبات وتبادلهم الزيارات.

10-وأخيراً لا تنسى النصيحة النبوية التي جمعت محاسن الزوجة الصالحة في أنه: إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في ماله وعرضه.

فطوبى لمن يديها هذه الصفات الحميدة لأنها ستفوز بمغفرة من الله تعالى وجنته فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: «نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذق عمضاً حتى ترضى».

الاثار الايجابية على الابناء

مما لا شك فيه أن اختيار المرأة الصالحة هو أول خطوة في مشروع صلاح الأبناء حيث إن للأم دور كبير في تربية أبنائها على الطريقة الإسلامية الصحيحة فهي الحضن الدافئ لهم، ينهلون من روحها ويتطبعون بطبعها، فهي التي ترضعهم من خلقها قبل ثديها وتغمرهم بأمطار من العطف والحب، فتبذل الغالي والرخيص في سبيل تربيتهم وتقويمهم وإصلاحهم لذلك فهذه الأم الصالحة ينعكس خلقها على أبنائها فهي التي:

-تربط قلوب الأبناء بالله تعالى بالقرآن الكريم قراءة وحفظ وتدبر.

-تربيهم على المحافظة على الصلاة فقال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132].

فإذا بلغ الطفل السابعة أمر بالصلاة وشجعته وحفزته على ذلك الأم لأنها تكون معه في البيت أكثر من الأب فتكون مراقبة له.

-حثهم على التحلي بالأخلاق الفاضلة كالشجاعة والكرم.

-غرس آثار الأنبياء الصالحين في قلوبهم وأخلاقهم.

-تعليمهم الواجب من العقيدة وأحكام الفقه منذ نعومة أظفارهم حتى يتحلون بها في الكبر وتكون أساساً في معاملتهم مع الناس.

اذن هذا الذي اريد ان اصل اليه من خلال ماطرحته من فكر واقول ختاما اذا اردنا صلاح حالنا ومجتمعنا علينا بصلاح حال نساءنا اولا لانهن الاساس في بناء المجتمع من خلال الاسرة والانطلاق بها الى المجتمع .

ارجوا ان اكون قد وفقت في التعامل مع هذا الموضوع الحساس الخطير ولو بنسبة بسيطة رعاكم الله تعالى

قاسم محمد الحساني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here