وقفة صراحة : على ذوي القتلى ” الشيعة ” العراقيين في سوريا مطالبة النظام الإيراني بالتعويض

بقلم مهدي قاسم

أتذكر جيدا أنه قبل اندلاع ما يسمى ب” الربيع العربي ” الذي سرعان ما تحوّل إلى كارثة على أمة العربان من أصحاب البعران ، كنا نحن غالبية العراقيين بين غضبان و زعلان على النظام السوري التعبان الذي كان يغض النظر عن تسلل الإرهابيين عبر الحدود السورية ـ العراقية و تحت أنظار الأجهزة الأمنية للنظام السوري ، أن لم يكن وفقا لتوجيهاتها أيضا ..

و قد كتبنا حينذاك نحن و كذلك غيرنا مقالات تنديد عديدة بالنظام السوري ، لكونه كان متواطئا مع القوى الإرهابية من هذه الناحية ومحتضنا فلول النظام السابق و الذين كانوا يجندون الإرهابيين في سوريا و يرسلونهم إلى العراق لتيفجّروا نفسها في مناطق الأغلبية ” الشيعية ” في جانب الرصافة من بغداد .

و عجيب الأعاجيب و الغرائب أن هذه القوى الإرهابية التي كانت تصول و تجول على عموم الأراضي السورية و” رايحة جاية إلى العراق خرمي مري” في ذلك الحين ما كانت لتفكر في عملية تفجير مرقد السيدة زينب في الشام مثلا ، بيما هي لم تردد في تفجير مرقد الإمام العسكري في سامراء عندما كانت تنشط في العراق تفجيرا و قتلا و تدميرا حينذاك برضا و موافقة النظام السوري ..

لماذا يا ترى لم تفعل ذلك في الشام ؟..

أي لم يتجرأ الإرهابيون على نسف ضريح السيدة زينب ؟..

لأن القوى الإرهابية و بكل بساطة كانت موجّهة ، أو بالأحرى تحت إشراف المخابرات السورية انضباطا و إرشادا ، سيما من جانب فلول النظام السابق الذين احتضنهم النظام السوري بعد سقوط النظام البعثي السابق مباشرة …

و كان من المحتمل جدا أن تستمر هذه الحالة ، أي تدفق الإرهابيين من الحدود السورية المحاذية للعراق ، و تاليا زيادة نسبة التفجيرات في مناطق الأغلبية ” الشيعية ” في بغداد ، لو لم يتعرض النظام السوري نفسه فجأة إلى هزة سياسية قوية بالشكل الحالي الذي يعرفه كل قاص و دان ..

الأمر الذي يعني أن النظام السوري البعثي الحالي لا يقل نذالة و سفالة و قمعا عن نظام قرينه البعثي الساقط في العراق .

ولكنه نظام محظوظ على كل حال من هذه الناحية ، و بشكل من الأشكال ، إذ أن الحظ قد أسعفه بشيعة عراقيين من ذوي ذاكرة مقعرة ومجوفة و أصحاب دماء مجانية ، من حيث يذهبون إلى سوريا ليقاتلوا دفاعا عن هذا النظام ، وهو نفس النظام الذي كان يرسل الإرهابيين إلى العراق لتفجير أنفسهم في مناطقهم ، أي في مناطق و أحياء ” الشيعة ” العراقيين و لآف مرات ، و بمئات الأف ضحايا و الذين جعل منهم مكتب الأمم المتحدة أسهم بورصة للصعود الدائم .

هــــــــذا أولا ….

أما ثانيا :

فالمعلوم أنه مَن لا يحترم حرمة دمه ، بل و يجعله رخيصا ـــ كماء خابط ــ فلا ينتظر أو يتوقع من الآخرين أن يحترموا حرمة دمه المجاني هو بالذات ..

هذه هي الحقيقة العنيدة و أن كانت مرَّة للبعض و يصعب هضمها بسهولة .

بينما ثالثا:

على ذوي الضحايا الصرعى و الجرحى والمفقودين من ” شيعة عراقيين ” الذين قُتلوا و يُقتلون داخل الأراضي السورية في مواجهات وعمليات قصف ” مجهولة ” ؟ أو مداهمات و كمائن مباغتة ، أن يطلبوا التعويض عن قتلاهم من النظام الإيراني ، لأنهم في نهاية المطاف يُتعبرون ــ إذا شاء بعض أم أبى ــ جنودا مرتزقة للنظام الإيراني وــ أن بصبغة مذهبيىة ــ و يدافعون عن نفوذه في سوريا ليس إلا ..

لأن ما نقوله ــ آنفا ــ ليس إسقاطا أو تنقيصا من حق أحد أوتجاوزا ، بقدر ما هو حقيقة جلية ، تنسحب ــ بلا استثناء ــ على كل شخص يقاتل خارج بلده دفاعا عن نظام أجنبي ..

فما بالنا إذا كان الأمر متعلقا ــ تحديدا ــ بنظام ديكتاتوري و قمعي مفرط القسوة كالنظام السوري ، و الذي كان متواطئا مع الإرهابيين الذين كانوا يفجّرون أنفسهم داخل العراق على مدنيين مسالمين ؟!!..

هذه هي الحقيقة المرَّة و العنيدة و أن كان يصعب على ” بعض ” هضمها بسهولة ، بسبب ” أعراض ” عقائدية ، تجعلهم مصابين بإسهال ذهّاني شديد و متشنج متواصل !!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here