استراتيجية عراقية ضد المحاصيل الاستراتيجية

خدر خلات بحزاني

اعلنت وزارة الزراعة العراقية الاتحادية حظر زراعة 8 محاصيل بسبب قلة الايرادات المائية المتوقعة، وهذه المحاصيل هي الرز، الذرة الصفراء، الذرة البيضاء، السمسم، القطن، الدخن، زهرة الشمس والماش. مع الابقاء على زراعة الأرز في 225 دونما خاصة بالبحوث الزراعية والتطوير.

رغم تواضع معلوماتي الاقتصادية والزراعية بشكل عام، لكنني ارى ان هذه المحاصيل جميعها، ويضاف لها الحنطة والشعير، هي محاصيل تسمى بالمحاصيل الاستراتيجية، اي ان الدول التي لها خبراء ـ مثل خبرائنا طبعا، لن يقبلوا بالمساس بهذه المحاصيل الاستراتيجية التي تمثل قوت الشعب، حيث يمكن الاستغناء عن القرع او البطيخ والرقي وحتى الفراولة الحمراء الشهية، ولا يمكن الاستغناء عن المحاصيل الاستراتيجية.

منع زرع هذه المحاصيل يعني استيرادها، ويعني خروج مئات الملايين وربما المليارات من الدولارات الى الخارج لاستيرادها من دول الجوار ومن دول بعيدة، ولا ننسى حصة المسؤولين الفاسدين من جماعتنا، وهنا احد عمارات، اقصد ابيات القصيد.

اقترح ان تقوم الحكومة بمنع مزارع الاسماك، لانها هدر للمياه وبالتالي ينبغي استيراد الاسماك كي تستفاد الحيتان من الكومنسيونات، وايضا منع الاهالي من نصب حنفيتي ماء والاكتفاء بواحدة لكل منزل، وايضا منع استيراد او تقنين استيراد حافظات المياه المنزلية (الترمس) مع تقنين استيراد برادات وثلاجات المياه لتنشيط صناعة “الحبوب الفخارية” التراثية لعيون اليونسكو والاكتفاء بمياه الحب الباردة شتاءا والفاترة صيفا، واقفال معامل صنع الثلج، لان الثلج كذاب وحيّال لانه في الاخير يذوب وتذهب فلوس الشعب في “شربة ميّة” على قول المصريين.

ثم لماذا لا يتم تحويل مياه الانهر والروافد جميها لنهر واحد بما انها تفقد اكثر من 50% من ايرادتها؟ وبالتالي سنوفر على حكومتنا الحبيبة مصاريف كبيرة مخصصة لبناء الجسور والقناطر التي يجلس تحتها السكارى ويخالفوا التشريعات ويسيئوا لسمعة البلد الاستراتيجية في الاخلاق الرصينة والمتزنة؟

اعتقد ان العراق سيوفر ملايين الدولارات اذا منع صناعة الابلام والزوارق التي يتم استيرادها للعوم في انهاره وبحيراته، ولا باس من منع ارواء اشجار النخيل لانها تنتج التمر الذي يؤدي لمرض السكري ويكلف البلد اموال اضافية طائلة من ادوية مستوردة ومستشفيات لها كوادر تريد رواتب و “هاتي يا حكومة”.

وينبغي تشريع قرارات تخص الاستحمام للعراقيين، حيث ينبغي منع المواطن من الاستحمام لمرة واحدة كل 3 اسابيع (مع استثناءات للسادة المسؤولين الكبار وحاشياتهم المحترمة) لان الاستحمام اليومي يستهلك الكثير من الصابون وشامبو الاستحمام وحتى الليف وايضا مساحيق التنظيف “التايد”، كما ان قلة الاستحمام ستقلل المواليد وتقلل مصاريف الاسرة العراقية الكريمة من حفاظات وملابس واكل وشرب للاطفال، وبالتالي سنوفر اموال اخرى لخزينتنا الفارغة ونوفر اموال للفقراء وهذه خطة استراتيجية محكمة وهدف سيسعد ملايين فقراء الوطن.

كما لابد لوزراة المراة من التدخل في هذا الشان الاستراتيجي، وتوعية النساء بعدم غسل مواعين الطعام بعد كل وجبة يوميا، والاكتفاء بذلك مرة واحدة اسبوعيا، وهذا ايضا سيكون له مردودات اقتصادية جمّة، اضافة الى انه سيقلل من وحشية وخشونة وتشقق ايادي النساء وتدمير اظافرهن الرائعة والساحرة، وبالتالي سيرفع من مستوى جمالها الذي يتشوه بفعل مواد التنظيف الكيماوية اللعينة.

وكخطة استراتيجية ذات عمق اركيولوجي طوبوغرافي يستند لمفاهيم الاقتصاد الشخصني والوطني في آن واحد، ينبغي توعية الشعب ان شرب الماء بكثرة يؤدي الى ضعف جنسي عند الرجال، ويقلل حظ النساء من الزواج، وسترون ان المواطن سيفضل ان يشرب النفط عوض الماء، تضامنا مع الخطة الاستراتيجية المحكمة لتوفير عملة صعبة سيسرقها حيتان الوطن الذين لا تكفيهم محيطات الارض برمتها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here