برومثيوس – للشاعر الألماني الكبير غوتـه (1832-1749)

ترجمة د. بهجت عباس

( كان برومثـيوس، أحد الجبابرة في الأساطير اليونانية، قد سرق النار من الآلهة وأعطاها البشر، فعاقبه زيوس، كبير الآلهة، بربطه إلى صخرة مرسلاً إليه عـقابَ الجو يأكل كبده في النهار ويقوم زيوس بتجديدها في الليل. في هذه القصيدة التي نظمها غوته عام 1774، والتي هي جزء من مشروع مسرحية لم تكمل، برومثـيوس يخاطب زيوس. ويظهر أنّ العقاب جاء بعد الخطاب!).

غـط ِّ سمـاءك، يا زيـوس،

بسد يـم غيوم

ومارس، مثلَ الغلام الذي يقطع رؤوسَ الأشواك،

على شجر السِّـنديان ومـرتفعـات الجبل!

ولكن يجب أن تترك لي أرضي

وكوخي الذي لم تـبنـِه وموقدَ ناري

الذي تحسـد ني على ناره المتوهـجة

لا أعرف شيـئـاً أشـدَّ بؤساً منكم

تحت الشمس أيـتها الآلهة!

أنتـمْ تـغـذّ ون هيـبْـتـَكم شَظَـفاً ً

من القرابين المفروضة

وتراتيـل المـُصلّـين،

ولسوف تتـضـوًرون جـوعاً،

إذا لم يكـنْ ثمـّة أطفال وشحّـاذون

حمقى أمل أخـّاذ.

عندما كنت طفـلاً،

لم أفهـمْ شيـئاً من آخـر،

أجـلـتُ بعينـي الزائـغـة

إلـى الشمـس، كما لو كان هناك

أ ُذن لتسمع شكـواي،

وقلب كقـلبي،

ليـُزيح عني الشدا ئد.

من الذي سـاعد ني

من طغيان الجـبابـرة ؟

من الذي أنقـذني من المـوت،

ألمْ تـُنـجزْ كلَّ شيء بنفسك،

يا قلبي المقـدَّس الوهـّاج ؟

وفي وهـج شبابك وعطائـك،

خـُدعتَ، ألم تـُسبل شكر النجاة

على النائم في الأعالي ؟

أأ ُبجـِّلـُكَ ؟ لأيِّ شيء ؟

هل سكـَّنـتَ آلامـي

عنـد ما كنت أعـاني ؟

هل كفـكفـتَ عَـبـراتي

عندما كنت ُ مـكروباً ؟

ألم يسبـكني إلى الطبيعة البشرية

الزمـن الجبّار

والمصير الأبدي،

سـيَّـدايَ وسيِّـداك ؟

هل تتـصوَر ربـّما

أنـني سأكره الحـياة،

أهـرب إلى الصـحارى،

لأنْ ليس كلُّ أحلامي المتـبرعمـة آتتْ أ ُكُـلها

هنـا أجلس أنـا، وأصنع بشراً،

حسـب مـُخـيَّلتي ـ

جنسـاً يكـون شبـيهاً بي،

ليعـاني،

ليـتمـتعَ، وليسعـدَ،

ولا يعيـرك اهتمـاماً،

كمـثلي ـ

————————————————————————————-

من مجموعة (ستّون قصيدة ألمانية بلغة مزدوجة – عمّان 2006)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here