العبادي : تركيا لم تتوغل اكثر مما هو متفق عليه

أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عدم وجود أي تنسيق مع انقرة بشأن حملتها العسكرية في جبال قنديل ومحيطها، فيما هدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان باجتياح مناطق اخرى محاذية للحدود داخل الاراضي السورية.

يأتي هذا في الوقت الذي كثفت فيه تركيا من قصفها الجوي على منطقة قنديل ومناطق حدودية اخرى تضم قواعد عسكرية لحزب العمال الكوردستاني PKK الذي يخوض صراعا مسلحا مع انقرة منذ اكثر من ثلاثة عقود.

وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، أن قوات بلاده تحقق تقدما في العملية العسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني في جبال قنديل، بإقليم كوردستان.

وأضاف يلدرم، ليل الأربعاء – الخميس، أن «العملية العسكرية ضد PKK في جبال قنديل، تتقدم خطوة خطوة، ودخلت قواتنا بعمق 40 كم في المنطقة، وتسيطر على مساحة تقدر بـ 400 كلم مربع”.

وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكوردستاني PKK «منظمة إرهابية».

وقال العبادي في مؤتمر صحفي عقده في بغداد يوم الاربعاء “لا يوجد أي تنسيق بين الحكومة العراقية والجانب التركي… هم (الاتراك) يتحدثون عن جبال قنديل بالتحديد”.

وأضاف العبادي أن القوات التركية لم تتوغل في عمق الاراضي العراقية اكثر مما هو متفق عليه بين انقرة وبغداد قبل ثلاثة عقود تقريبا.

وتُفسر تصريحات العبادي على انها ضوء اخضر للعملية التركية في قنديل والمناطق الحدودية بين اقليم كوردستان العراق وتركيا.

وقال إن الحملة التركية تأتي لمنع أي “اعمال عسكرية” قد يقوم بها حزب العمال الكوردستاني داخل تركيا خلال الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الاحد المقبل.

وأشار العبادي الى أن بغداد لن تسمح بأن تكون الاراضي العراقية منطلقا لشن هجمات على دول الجوار داعيا تركيا الى احترام سيادة العراق.

هذا وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قصف بلاده 10 نقاط مهمة لحزب العمال الكوردستاني المحظور في جبال قنديل.

وأكد أردوغان، في كلمة له أمام حشد جماهيري بمدينة شانلي أورفة بجنوب البلاد، “تحييد” قياديين في عملية أخرى استهدفت اجتماعا لهم في المنطقة.

وقال “جاء الدور على المناطق السورية المحاذية لولاية شانلي أورفة. سنطهرها قريبا من الإرهابيين، ونسلمها إلى أصحابها الأصليين من العرب والكورد والتركمان”.

ومضى للقول “لذا فإن انتخابات 24 حزيران مهمة جدا”.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية التركية ستة مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض محرم إنجه ومرشحة حزب “إيي” ميرال أقشنر والقيادي الكوردي صلاح الدين ديميرتاش فضلا عن آخرين.

وفي وقت سابق من هذا الاسبوع ، قال قيادي بارز في حزب العمال الكوردستاني PKK إن مقاتليه لن يخلوا جبال قنديل الواقعة داخل اقليم كوردستان عند الحدود مع تركيا، مشيراً إلى أن أي حملة برية تركية لن تكون سهلة.

وقال القائد الميداني في حزب العمال وعضو اللجنة التنفيذية في الحزب مراد قره يلان، أول أمس: «دائماً ما تهدد تركيا بتنفيذ حملة في قنديل.. تركيا تدرك تماما أن أي عملية من هذا النوع في قنديل وسنجار لن تكون سهلة».

وقال قره يلان في مقابلة مع وكالة فرات القريبة من حزبه إن تهديدات أردوغان بشن حملة برية واسعة في قنديل «دعاية انتخابية».

وتابع «تهديدات أردوغان كذبة كبيرة. إذا كان بمقدوره شن هجوم فليتفضل. إذا كان يملك شرفاً فليهاجم قنديل وسوف يرى الرد».

لحزب العمال الكوردستاني قواعد عسكرية في قنديل يتخذ منها منطلقا لشن هجمات على القوات التركية خاصة في شمال كوردستان (جنوب شرقي تركيا).

وبات القصف التركي على أهداف للعمال الكوردستاني في جبال قنديل والمناطق الحدودية المترامية أمراً شبه يومي ويوقع في أحيان كثيرة خسائر بين المدنيين من سكان تلك المناطق .

وكثيراً ما تطالب حكومة إقليم كوردستان حزب العمال بإخلاء المناطق الحدودية التي يسيطر عليها تحاشيا لتعرض السكان والقرويين للقصف، كما تسبب وجود معاقل له في تلك المناطق بإخلاء مئات القرى من ساكنيها وعرقلة إيصال الخدمات لعشرات أخرى منها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here