عصفورين بكرك واحد

عباس راضي العزاوي

ان يمنحك القدر فرصة الفوز بصديق صادق صدوق فانت ذو حظ رهيب ولك في هذه الدنيا متنفس وفسحة كرياض الجنة وريحها تعيش بكنفها كسيد مطاع لاتلاقي فيها نصبا ولا ضياع وانا المتفلهم اليكم هنا كان لي ايضا هذا النصيب لولا المزعجات من اللغاوي وثلة من اصحاب البلاوي وكنت اعتقد جازما كغيري من اصحاب القلوب الفطيره ان الموت وحده يمكنه ان يفرق بيننا.

ولكن العيب الوحيد الذي داهم صاحبي مؤخرا بعد سقوطه بالضربة القاضيه صريع حب سريع تكلل بالزواج الفوري فيما بعد,هو خوفه من حبيبته الجديده خوفة الحيه , ففي احدى اجمل تسكعاتنا الاسبوعية عرجنا على باب الشرجي كمحطة اخيره ومفضله لاصحاب الدخل الممرود رسميا ومنها نتسرسح الى مدينتنا الصاخبه الثورة , لنضيع بين تفاصيلها وقطاعاتها التي تشبه صينية البقلاوة الهائلة.

فسالته قبل ان نصل الى تانكي المي ان نزرگ زرگة سريعه نتغده فلافل تره طگنه الجوع , فرد بحزم لا لا يا أخي زوجتي هسه اكيد امسويه غده وگالتلي قبل لاطلع تره ما اكل اذا ماترجع ونتغده سوه ,عمت عيني عليه حنينه كلش وهي مناه اصلا ماتاكل ودايما اتگلي من تشبع انت اني من يمي اشبع .

گتله سبحان الله اني هم اهلي عدهم هيچ طبع مع اختلاف طفيف جدا اذا مارجعت على الغده مايخلون ولا ثحروبه واحده الا ماندر وهذه قاعده من اهم قواعد الاشتباك حول الصينيه وقد اقرها برلمان العائلة الكريمة بدكتاتورية صارمه منذ الدورة التشريعية الاولى بعد وفاة ابي في سبيعينيات القرن المنصرم مفادها ” الغايب ماله سهم” اي ماله حصه في الطعام لان الميزانية لاتتحمل عدة وجبات.

وبما انه تحرج من رفض دعوتي لوجبة الكادحين التي اقترحتها فقد طلب مني واصر على مصاحبته الى بيتهم لنتغدى سوية وليته لم يفعل !! وبذلك نضرب عصفورين بكرك واحد نوفر سعر لفات الفلافل والشربت ونحضى بساعة اضافية لنكون سوية.

ولانه تركني قليلا في الديوانية( الاستقبال) وذهب لتغيير ملابسه, بدأت كعادتي الملم جميع الشوائب العالقه بفروة السجاده او (المدّه) كما تسميها امهاتنا لقتل دقائق الانتظار, ولمعرفتي بمزاج صاحبي حاولت اخفاء ماجمعت من اوساخ لاضعها تحت المدّه حتى لا اسبب بمشكله فظهرت كميات اخرى مخبئة تحتها لم افلح باخفائها لاني وجدت صاحبي يقف فوق راسي فاغرا فاه لهذا المنظر الغريب وتغيرت ملامحه ولم يعد يستطيع الحديث معي كما کان قبل ساعات.

مرت اسابيع واشهر ولم احض بلقاء واحد مع صاحبي العزیز ورغم محاولاتي الذهاب اليه عدة مرات كان لسوء حظي انه دائما خارج البيت او في بيت عمه في الكياره او او , فصدقت الرساله مرغما في الــ (او) العاشرة وكانت واضحة المعاني والاهداف, فقد ضاع صاحبي بين حياته الجديده بعلاتها وعسلها وبين صديقه المثير للجدل ووجه الشؤم والخراب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here