في إنتظار المرحوم ..!

في إنتظار المرحوم ..!

عن قراءة اخرى لمسرحية ” في إنتظارغودو” لصموئيل بيكيت …
عبد الفتاح البصري
2012

الشخوص:
هي وهو .. يائسان
ألأستاذ
المحظوظ (المنبوذ او المجنون )
شخص أو أكثر..

المكان : في مكان ما
الزمان: في زماننا الماضي والحاضر والمستقبل.. وما بعده ..
من الممكن للبداية أن تكون بعرض شرائح <سلايد> ولقطات لمشاهد كوارث العالم الفقير والحروب التي مرت بالعراق والمقابر الجماعية والمآسي <الجوع والتشرد والبؤس والموت المجاني > مع ترديد أغنية سخيفة جدا < من الأغاني الهابطة لفترة التسعينات والألفية الثانية للعراقيين >
تبدأ المسرحية برجل بائس وأنيق وجاد يتبول على بقايا عمود في منتصف المسرح ( قد يكون عمود كهرباء أو برج اتصال أو بقايا برج ناقوس أو مسجد أو آثار تاريخية < يفضل الأخيرة وحسب رؤية المخرج>..على الجانب الأيسر من الخشبة امرأة بائسة وأنيقة وجادة تبحث في فضلات المطاعم والبيوت والأسواق< يمكن أن تشاهد في الفضلات وبوضوح حزام ناسف وشريط ابيض بعرض عشرة سم _ ممكن استعمال ورق التواليت_ وقِدر كبير وكتب ولوحات وتماثيل وموازين وقناني ..الخ >عن بيضة مسلوقة وخبز ابيض وطرشي (مخلل) وصوص (sauce ) ومنديل ابيض لوضعه على الصدر عند تناول الطعام مع شوكة وسكين وصحن نظيف مطهر بمعقم..( تبحث بدون كلام .. مجرد همهمات مفهومة تدل على ذلك .. وتجد معظمها بصورة ممتازة.!! أثناء بحثها تنظر بين الحين والآخر للأعلى (للسماء او السقف) او للقصر! وكأن لسان حالها يقول : لماذا ؟ بألم وحسرة مكتومتين ..) يمكن وضع ستارة شفافة فوق جزء من الخشبة على الاّ تؤثر على الإضاءة .
على الجانب الأيمن من المسرح صورة لقصر باذخ فيه فتحة للباب فقط
حديث الشخصيتان عن المنقذ والمخلّص والمرحوم والقدير والمنتظر حضوره (الحاضر الغائب)دائما بإشارة الى القصر او السماء للدلالة على مكان تواجده..
ينتهي الرجل من عمله ( التبول) ويستدير ناحية الجمهور .. يجلس على مكان تبوله وكأنه في أرقى مكان بالعالم ..متلمسا الأرض (مجموعة قاذورات) وكأنها فرش حرير ..يبدو ذلك من محياه وهمهمته..
هي: هل أنت جائع ؟ ( مشيرة إلى المزابل)< من الممكن الإمعان بالبؤس أكثر في حركة منها عند السؤال بجلوسها القرفصاء>
هو: لنشرب ( مشيرا إلى مكان تبوله)
هي: أنا تعبانه
هو: راح أنام ( سأنام)
هي: هل كتبت الرسالة ؟
هو : لماذا ؟
هي: ربما يأتي في أي لحظة ؟
هو : ولكنه .. لم يبلغني بقدومه
هي: وهل يعلم احد متى وأين ؟!
هو: طز
هي: فينا أم …؟
هو: لا يهم.. لقد شبعنا وتقيأنا( ببرود )
هي: لكننا يجب <تقولها بتركيز وقوة كبيرتين >
هو: ان نتبول (اختلاف الراي والاسلوب بين الشخصيتان ضروري لكنهما يبقَيان هادئان ومتوازنان)
هي: اود ان ارى الشمس ..
هو: اني مريض
هي: ساكتب قصيدة
هو: مجانا ؟؟
هي: من اجل قدح ماء نظيف
هو: لمن ؟( او) لكِ
هي : له …عندما يأتي
هو: ( يضحك باستهزاء) تحلمين كثيرا
هي: قضينا حياتنا في الأحلام
هو : وسنبقى الى الأبد
هي: ما هي السعادة ؟
هو: هل هناك ترك في السؤال ؟
هي: يمكنك ترك السؤال كله
هو: أحسن
هي: هل سيأتي ؟
هو: سننتظر
هي: هكذا ؟
هو: دون عمل
هي: دون حركة
هو: دون عقل
هي: ودون فعل
هو: هو يفكر عنا
هي: وهو الذي يعمل لأجلنا
هو: وهو امننا وسلامنا
هي: وهو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا
هو: وهو بديل عن اولادنا
هي: وآبائنا
هو: وامهاتنا
هي: ماذا ؟
هو: (مستمرا) وخالاتنا
هي: ششششششششششششش
هو: (مستمرا) وزوجاتنا
هي: اسكت
هو: ماذا؟
هي: (تهز يديها علامة – كيف يمكن ذلك- )
هو: هل انت عمياء ؟
هي: كيف ذلك ؟
هو: في زماننا هذا..كل شيء ممكن …سهل وبسييييييط( يمكن استعمال كومبيوتر لتوضيح كم ان العملية سهلة جدا)
هي: موتنا لا اسهل منه
هو: من اجله.. نعم
هي: روحنا فداء له
هو: وجسدنا؟
هي: للجياع
هو: (يقف مؤشراً على اجزاء حساسة من جسمه) كل ما في الجسد ؟!!
هي: من اجله.. نضحي .. <تحاول ان تتذكر >
هو: وهل …. سياتي ؟( غباء وبلادة)ٍ
هي: لابد
هو: لماذا؟
هي: لأننا ننتظر
هو: اذن .. لننتظر
هي: كلا
هو: ماذا ؟
هي: لناكل
هو: واذا جاء ؟
هي: طز
هو: سأضربه حتى يتعلم الانتظار
هي: جلده رقيق
هو: اوي
هي: ابيض ناعم كال..كال..< لا تحضرها الكلمة>
هو: قطن طبي
هي: واذا لم يات ؟
هو: سننتظر.. ماذا لدينا غير ذلك..شغل عمل
( يمكن هنا ان تدخل مجاميع مختلفة تحمل صورا وشعارات تدخل وتخرج المسرح بلا صوت )
هي: هل تفكر ؟
هو: وماذا افعل به؟
هي: لتتبر…… (اشارةالى البراز)
هو: لست جائعا
هي: اود رؤية عشتامومو
هو: هل هي امك ؟
هي: ايها الغبي .. انها الحرية ……
هو : هههه مع وقف التنفيذ
هو وهي(معا) :ها.. اخضر احمر ازرق اسود اصفر..
هو: عدا الابيض.. ماعدا ألأبيض
هي: انه لون الكفن
هو: هل تملكين واحدا
هي: لماذا ؟
هو: لناكله عندما نجوع
هي: ولكن المنقذ سياتي
هو: وهل معه كفن ؟
هي: اذا …اتى
هو: فلناكله
هي: بدون ملح
هو: وبلا طبخ
هي: هششششششششششششش
هو: ماذا؟
هي: لئلا يسمعك
هو: (يأتي بحركات من يفحص المكان باحثا عن آلات تسجيل صوت وصورة تستخدم للتجسس..يجد بعضها في الديكور المجاور له والأكثر في المزبلة مربوطة بأسلاك تتجه للقصر ..خلال حركة هو بالبحث تقوم هي بحركات المكياج لشيء قادم)
هو: لمن كل هذا ؟
هي: عندما يأتي المخلّص .. سأستقبله
هو: لكنه لا يحتاج الى خدعة المكياج؟
هي: وهل تعتقد انه ذكي الى هذه الدرجة ؟
هو: (ينظر الى مؤخرته او …….. !) ليس اكثر من هذا
هي: (تؤشر الى القصر) كلهم كذلك
هو: هششششششش
هي: ماذا ؟
هو: اعتقد انه حضر
هي: من ؟
هو: هو
هي: من هو
هو : الذي ننتظر حضوره
هي: الكفن ؟
هو : انه الذي سيخلصنا من القيود والظلم و….الحرامية
هي: وماذا عن الجوع والأمان والفقر
هو: دعِ ذلك للزيارة القادمة
هي: ومتى موعدها؟
هو: هو الذي يقرر متى
هي: لأستعد له
ترفع هي مجموعة من الازبال هاتفة له..اما هو فيقف ليتبول وهو يؤشر للقادم باليد الأخرى
يدخل رجل (اوامراة لا فرق ) سكران (ثمل جدا ) بملابس رثة جدا وهو يترنح يمنة ويسرا حاملا كتابا في الفلسفة مستخدما اياه كقنينة شراب ليسكر بسببه..
الشخص : هلو .. ( ملوحا بيد ل هو و هي .. ويشرب من الكتاب من حين لآخر )
هو و هي (معا) : هلو ورحمة الله وبركاته
الشخص: لقد ابلغني ( ينظر للاعلى ثم للقصر ) بانه سيأتي لينفّذ كل مطالبكم
هو وهي: (بسرعة وقوة )-( او باستهزاء) متى؟
الشخص : ( مصدوما )ولم العجالة .. سيأتي… عندما يقرر
هو: هل نسلم لك مطالبنا لتقدمها له
هي: لنختصر الوقت
هو: لمشاغله الكثيرة
هي: بعدِّ الأموال
هو: والسفر
هي : والإيفاد
الشخص : كلهم هكذا.. مشغولون بالعدِّ والسفروالإيفاد فقط
هي: هل استطيع مقابلته انا بشكل خاص ؟
هو: دون الناس
الشخص: ومن يبالي بالناس ؟
هو: هل يحتاج للتبول؟
الشخص: على الناس ؟
هي: المخلّص
الشخص: طز
هو: هل معه كفن ؟
الشخص: ليس بعد( لم يحن بعد )
هي: ( بهمس ) هل هو متزوج ؟
الشخص: هل هناك ترك في السؤال ؟
هي: ليس مهما ..عندما ياتي.. هذا يكفي
الشخص: سأذهب.. انتهى عملي هنا.
(يخرج..يظل هو و هي ينظران الى جهة خروج الشخص .. يعودان لممارسة عمل المكياج لهي.. والتبول لهو)
هي: قلت لك انه سياتي
هو: من؟
هي: المنقذ
هو: طز
هي: انك بلا امل
هو: (ضاحكا) هل هي نكتة ؟
هي: سياتي مخلّصنا .. وسَيشبعنا ( حركة دلالة على الضرب واشياءاخرى) سلاما وامانا .. ويسكننا في قصور من المرمر..تعج بها الحدائق الغناء..والماء الزلال (اشارةالى المزابل ومكان تبول هو . تتمدد على المزابل وتؤشر اليها في حديثها )
هو(مقاطعا) : زلال.. ها تذكرت.. انا احب هذه الحلوى
هي: هل جننت ؟
هو: مازلت املك نصف العقل
هي: لقد قال رسوله انه سياتي
هو: وأنتِ صدَّقت
هي: انظر.. هناك..هناك من ياتي من هذا الجانب
هو و هي ينظران الى جانب المسرح (القصر ربما) يدخل الاستاذ راكبا على المحظوظ مستخدما اياه كالمطية..الاستاذ بملابس مطرزة بالذهب .. المحظوظ بملابس جادة ومهندمة..
ينزل الاستاذ من على ظهر المحظوظ ..طيلة فترة بقائه على المسرح لا ينظر الى هو ..فقط يوجه نظراته الحادة الجائعة الى هي.. يتوجه مباشرة الى الجانب المعاكس لدخوله بينما يتجه المحظوظ الى الجانب الاخر له.. بعدها يمكن ان يقترب الاستاذ اكثر لهي والمحظوظ لهو..حسب الحاجة..طوال المشهد ..المحظوظ يمشي على اربع..
هو و هي(معا): ( التركيز على كلمة الاستاذ لمغزى )اهلا وسهلا بالاستاذ
هي: (بغنج ) انتظرناك طويلا جدا
الاستاذ(بمغزى) : هذا افضل ما لدي. ألأنتظار الطويل .ليكون الناتج اجمل
هو: هل احضرت كفنك معك ؟
الاستاذ: ليس مهما.. لدي واحد من حرير
هي: اقدملك،عفوا.. التمس لك… بمطالبنا
الاستاذ: (فرح) كم عددكن ؟
هي: انا و هو
الاستاذ(متضايقا وبسرعة) اهتمي بمطالبك انت فقط
هي: لكنه جائع؟
الاستاذ: (بمغزى)كلنا جياع .. انظري الى هذا ( يشير الى المحظوظ) .. انه جائع لشيء سأريكِ ماهو..
(يتجه الاستاذ الى المحظوظ ليضربه بعصا فيقف المحظوظ على ركبتيه )
الاستاذ: قل ماهو نوع جوعك؟ (او ( مانوع جوعك ؟
المحظوظ : لكل إنسان / حق التمتع بكافة الحقوق والحريات / دون اي تمييز/ بسبب العنصر او اللون او الجنس او اللغة /او الرأي السياسي او اي رأي آخر.. او الأصل الوطني او الإجتماعي او الثروة او الميلاد /او اي وضع آخر دون اي تفرقة بين الرجال والنساء..( المادة ٢ من البيان العالمي لحقوق الإنسان )
الاستاذ : (يضربه بالعصا فيتوقف المنبوذ عن الكلام) انه (هذا المجنون )جائع جدا كما قلت لك
هي: ولماذا لا ياكل؟
الاستاذ: دعيه جائعٌ دائما .. ليظل تحت .. دائما
هي: وهل يستطيع الاكل؟
الاستاذ: هنا الخطورة..(بتصريح تسلطي) يجب الاّ نجعلهم يستريحون او يشبعون او ينامون او يهدأون او ……يفكرون،…..يجب ان نشغلهم بتوافه الحياة وبالأمل الكاذب…..يجب ان نجعلهم مشغولي الذهن بما نريد لهم ان ينشغلوا ..لا بما يريدون هم…..فالكذب والخداع واللؤم من صفاتنا نحن….نُظهر لهم عكس ما نخفيه….من يدري….فبعد سنوات من الكذب والخداع ، سيموت الكثير منهم ،وسيتقاعد العدد الاكبر….وسياتي جيل جديد لم يلمس شيئا من لَعبتنا….فنبدأ معه من جديد …. وهكذا….تغيير بسيط في الوجوه والاقنعة…..لكن اللِعبة نفسها تستمر….جيلا بعد جيل…..نستمر نحن في لَعبتنا ….ويظلوا هم تحتنا….انظري اليه…. انه( هذا المنبوذ ) جائع ليقول ماسنطلب منه ان يفعل.. ( يضرب المحظوظ بقدمه ) قل ماتشاء
المحظوظ )يقف) : يقرأ مقطع من احاديث علي بن ابي طالبوالنبي محمد في الجشع والتسلط والظلم(من أرضى سلطان بسخط الله خرج من دين الله)-(محمد) إن من نصب للناس نفسه إمامٱ فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره..(علي) …….من إرتكب احدٱ بظلم بعث الله من يظلمه بمثله او على ولده او على عقبه من بعده..(الصادق)…(.يمكن جعل قراءة الجمل موزعة لأكثر من شخصية..)
الاستاذ: ارايتِ.. قلت لكِ..لا يمكننا ان ندع لهم الحبل على طوله..
هي: لكنه جائع؟
الاستاذ: يجب ان يظل دائما هكذا…اذا اردنا ان نتمتع بلَعبتنا….الا ترغبين بذلك؟
هي: اللِعبة ام الجوع ؟
الاستاذ: بدأت بالتفكير مثله..وانت ماتقول؟
هو: سأنتظر
الاستاذ: تنتظر ماذا ؟!
هو : القدير !!
الاستاذ: وهل هو يعلم ؟!
هو : هو من ؟!
الاستاذ : المنقذ ؟
هو : ربما !!
الاستاذ : وهل انا لا انفع ؟
هو : لا..
الاستاذ : كيف ؟
هو : هل معك كفن ؟
الاستاذ : لا . لماذا ؟
هو : لناكل
الاستاذ : وهل انت جائع ؟
هو : دائما..( ماجاع فقير الا بما متع به غني..)-( علي)
الاستاذ : انت لا تختلف كثيرا عن …هذا ( يؤ شر الى المحظوظ ..)
تقول الانواء الجوية ان هناك فرصة لنزول المط……اليب
هو : والموافقة عليها …. دون التنفيذ
الاستاذ : ( للمحظوظ) مارأيك ؟
المحظوظ : اترفّع فيك الخُلق وانت تنتظر كم من جادٍ تهون له الاهوال
وتبقى أنت الظل والسمـا رانية كما الذي تنبأت له الاجيـــال
(يمكن الاستفادة من بيت شعر للمتنبيءاو المعري )
والغنى في يد اللئيم قبيح قدر قبح الكريم في الإملاق
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله واخو الجهالة في الشقاوة ينعم….المتنبي
ودهر ناسه ناس صغار وإن كانت لهم جثث ضخام
أرانب غير انهم ملوك مفتحة عيونهم نيام (المتنبي)
الاستاذ : (ل هي ) ها..مارايك ؟
هي : سنظل ننتظر
الاستاذ : هذا افضل ما لديك
المحظوظ : الفقر في الوطن غربة … والغنى في الغربة وطن
الاستاذ : ارحل اذن !!
المحظوظ : الفقر عاهرة لا (تنتظر احدا) تحتاج تأشيرة مرور
الاستاذ: العالم يسع الكثير
المحظوظ: الا نحن !!
هي : القبور ضاقت بنا
هو : والمزابل ايضا
هي : والمخلّص يتفرج
الاستاذ : (مستهزئا) سيأتي
المحظوظ : (متبرما) بالحمّام
هي : مع هذا سنظل ننتظر
الاستاذ : هذا افضل ما لديكم
المحظوظ: الصبر خبز المظلومين
الاستاذ : تموتون من اجل الشعارات
هو : حياتُـنا … شعارات خاوية
هي : املنا … بؤس دائم
هو : مستقبلنا .. اكذوبة صدقناها
المحظوظ: رأيت الدهر مختلفا يدور فلا حزن يدوم ولا سرور
وقد بنت الملوك به قصورا فلم تبق الملوك ولا القصور (علي)
الاستاذ : لكنكم .. تنتظرون .. وهذا مفتاحكم للأمل القادم
المحظوظ : ( مكملاً ) المغلّف بالكذب والدجل
الاستاذ : آمالكم بالحرية والسلام
المحظوظ : والخوف والرعب والموت المجاني
هي : والقيود والاقنعة المزيفة
هو : الأقنعة… نحن صدقناها
الاستاذ : هذا لأنكم صابرون
المحظوظ : ( باستخفاف ) ننتظر المخلّص
هو : وما العمل ؟
المحظوظ : نرفض
هي : كيف ؟
هو : نجعله يجوع
هي : لن ينفع
المحظوظ : هناك دائما حل
هو : وما هو ؟
المحظوظ : لنفكر
الاستاذ : لابد انك شبعت ؟
المحظوظ : اذا كان الانتظار لا ينفع .. فلنبدأ بالحركة
هو : كيف نفعل ؟
المحظوظ : لماذا ندع غيرنا يفكر عنا ؟
هي : عشنا هكذاعشرات السنين
المحظوظ : جاء وقت التغيير
هو : للمنقذ والمنتظر قدومه ؟
المحظوظ : كل شيء
هي : وهل ننجح ؟
المحظوظ : اذا اردنا
هو : وماهو دور القدير هنا اذن ؟
المحظوظ : ندعه ينتظر
هي : ينتظر ماذا ؟
المحظوظ : ينتظر خلاصه !!!
هو : ممّن ؟!!
المحظوظ : من نفسه .. ليخلصنا
هي : ممّن ؟!!!
المحظوظ : من لعبة الانتظار
الاستاذ : بدأت اللعبة تتغير
هو : ماذا يعني ؟!!
الاستاذ: علينا ان نقدم للجياع بعض فتات الموائد
المحظوظ : ليسكتوا
الاستاذ ( ل هي ) : هل عرفتِ لماذا يجب تركهم جياعا
هي : لكني مازلت افكر بالانتظار
الاستاذ : هذا عين العقل .. ابقي هكذا ولك ما ترغبين
هي : حقا ؟
الاستاذ : لم اكن صادقا في حياتي الا مرة واحدة
هي : متى كان ذلك ؟

الاستاذ : عندما ولدت كنت ابكي جائعا وخائفا
هي : هذا فقط ؟
الاستاذ : عندها عرفت اللعبة .. وبدأت
المحظوظ : اللحظة التي تفصل الخير والشر
الاستاذ : بالتجويع والتخويف تكون ..ملكا
المحظوظ : بدون تتويج ؟
الاستاذ : هذا مفهوم قديم
هو : لنشرب نخب الملك ( يرفع كأساً من مكان تبوله )
هي : لنرحّب به ( ترفع اسمالاً من المزبلة لتهتف له )
المحظوظ : ( للاستاذ)>يؤشر اليه <>هذا هو مقياسكم
الاستاذ : اعتقد ان الوقت قد حان للذهاب
( الاستاذ يركب على ظهر المحظوظ ويخرجان من ناحية القصر..يمكن خلال فترة وجود الاستاذ والمحظوظ ان تدخل مجاميع اواشخاصا منفردين تحمل صورا مشوهة تدعو لها .).
هو : أرأيتِ ؟
هي : أرأيت ؟
هو : الغشاوة عميت أبصارنا
هي : لأنك تستخدم نظارات شمسية
هو : وهل هناك شمس لنرى ؟
هي : (اننا) نعيش الظلمة دهرا
هو : وسنبقى كذلك
هي : بإرادتنا
هو : وهل هناك أمل بالتغيير ؟
هي : اذا أردنا
هو : وهل نستطيع ؟
هي : كل شيء ممكن
هو : كيف ؟!
هي : ان نبدأ بفعل
هو : ها ؟!
هي : نتحرّك
هو : لكن ؟
هي : هل انت خائف ؟
هو : لا .. ولكن ..
هي : انت متردد
هو : كلا..ولكن ..
هي : لكن ماذا ؟
هو : نحتاج للتفكير
هي : ليس لدينا وقت
هو : للتفكير ام للحركة ؟!
هي : للأكل
هو : ماذا ؟ !
هي : لكي نفكّر او نتحرّك .. يجب ان نأكل
هو : حسن..لنبدأ
هي: هيا..لا وقت نضيعه..الآن
هو: الآن
( احدهما يبحث عن كتاب في الحرية والآخر في لابتوب او تابلت عن موضوعة التصدي لأنظمة حكم تسلطية ..ويبدآن بالقراءة كطالبي ثانوية متوضحا ذلك من على الشاشة الخلفية صور وكتابات في هذين الموضوعين مع عرض لصور غاندي ومانديلا ..يمكن ايضا مرور اشخاص يحملون صورا وشعارات بهذا المعنى )
************
الجزء الثاني
نفس المكان والديكور والشخصيتان..ربما يزداد المكان بؤسا وقذارة وتهديما..يبدو مرت سنوات دون تغيير يذكر سوى تعاسة المكان والحياة والخوف والرعب والموت المجاني والفقر المدقع والغباء والتخلف واللصوصية ..الوضع اكثر سوداوية مما كان عليه الجزء الأول ..
الشخصيتان هو وهي اصبحتا شائختان ( كهلان بوضع باروكة ولحية بيضاء مع عكازة لكل منهما وملابس رثة ممزقة قدر الإمكان بسرعة كي لا تأخذ وقتا للتغيير)
التغييييييييييييير…….
هو : ها..ماذا الآن ؟
هي : هل انت جائع ؟
هو : دائمٱ
هي : لننتظر
هو : من ؟
هي : المنتظر قدومه
هو : اما زلنا ننتظر ؟ (باستغراب كبير)
هي : وماذا لدينا غير الإنتظار؟
هو : شغل عمل…
هي : لا تيأس..سيأتي
هو: بالعيد
هي : لم (انت) لا تتحمل الصبر ؟
هو : الآن عرفت لم َلم تتحملني امي في رحمها تسعة اشهر
هي : ماذا تقصد ؟
هو : ولدت عن سبعة اشهر..لذا نهتم ونتبارك بالرقم سبعة
هي : لكني ارغب بالرقم واحد
هو : كل النساء هكذا…( بمغزى)
هي : كذلك الرجال…( بمغزى)
هو : والقدير ينظر الينا…ويضحك
هي : لماذا ؟!
هو : لغباوتنا …واستمرارنا بقناعة في لعبة الإنتظار
هي : قرون مرت ونحن ننتظر
هو : وسنبقى كذلك
هي : الى متى؟
هو : الى ان نصحو
هي : مماذا ؟
هو : من قولبة عقولنا
هي : لم لا نحرر انفسنا؟
هو : لنبدأ ( هذا يعتمد علينا )
هي : واذا جاء المخلص؟
هو: ( باستهزاء) هاهو جاء
(يدخل الأستاذ وهو يمتطي المحظوظ بحبل حول رقبته )
هو وهي مصعوقان : ماذا ؟
الأستاذ : (متفاجئا ) ماذا ؟
هي : (مؤشرة الى المحظوظ) اما زال …جائعا؟
الأستاذ : كما كان….. وسيكون
هو : وهل هو راض بذلك؟
الأستاذ : وهل لديه البديل ؟
هي : يمكنه ان …..يرفض؟
الأستاذ : يرفض ماذا ؟
هو : اللعبة…
الأستاذ : اسأله
هي : هل ترغب الإستمرار باللعبة ؟
المحظوظ : ومن نكد الدنيا على الحُرِّ ان يرى عدوا له مامن صداقته بد
الأستاذ : الم اقل لكما..هكذا يزداد ثراؤنا
هو : وهراؤنا
هي : وبلادتنا
المحظوظ : نعلن الحب…ليموت الخرف( الخوف)
الأستاذ : وهل يشبع من يحب؟
هي : من يعرف ماذا يعني الحب..لن يستبدله بكنوز الأرض
الأستاذ : عدنا للطنين
هو : لكننا نعلن شيئا آخر
الأستاذ : وماهو ؟
هي : نعلن الحب … والحرية
الأستاذ : والقدير ؟
هو : لينتظر
الأستاذ : ماذا؟
هي : مخلّصه
الأستاذ : انتما…تتمردان
هو : إنتظرنا مخلصنا مئات السنين ان يأتي
هي : ليخلصنا من الجوع والظلم والدجل
هو : لكنه للأسف إستساغ هذه اللعبة
هي : وظل يتفرج علينا
المحظوظ : ونحن نموت ونحيا نموت ونحيا
هي : ننتظر حضوره كما وعد
هو : وكل من اتى يلعب نفس اللعبة
هي : تارة بإسم الرب
هو : وتارة بإسم الوطن
المنبوذ : واخرى بإسم الشرف والقيم والمبادئ
هو : ونحن لثقتنا به….. آمنا بكل ذلك
هي : وظللنا ننتظره
هو : كما ننتظر المطر في تموز وآب
هي : لكن….؟
الأستاذ : لكن ماذا ؟
هو : وصلنا الى لا شئ
الأستاذ : ماذا تقصد ؟
هي : إكتشفنا اللعبة !!!!!
الأستاذ : لا توجد لعبة
هو : بل توجد..وانت قلتها
المنبوذ : ومن ابتكرها وادامها ؟
هي : نحن ……وانتم
الأستاذ : هل اكلتم ؟
هو : اين هو المخلص ؟
الأستاذ : سيأتي
هي : متى ؟
الأستاذ : هو الذي يقرر
هو : ونحن من يقرر مصيرنا؟
الأستاذ : هو
هي : هل استطيع ان اراه؟
الأستاذ : لا اعتقد
هو : لماذا ؟
الأستاذ : ليس لأحد حق…….الإختيار !!!!
هي( مصعوقة) : ماذا ؟
هو : وماذا عن وعوده في الحرية ؟
الأستاذ : كلام نحن صنعناه
هي : ونحن صدقناه
المنبوذ : بل واعطيناه قدسية الا نسمح لأحد بمناقشته
هي : وظللنا ننتظر
هو : هكذا بدأت اللعبة
هي : ونسجنا حولها المعجزات
المنبوذ : والخرافات
هي : لغبائنا
هو : وبلادتنا
هي : لكن…..
الأستاذ : لكن ماذا….
هو : بعضنا ..إستطاع ان يأكل
الأستاذ : لا بأس ..ومن هذا البعضنا؟
هو : هل تريد قائمة بأسمائهم؟
الأستاذ : اذا فعلت..فلك منا(متداركا) مني…كل ماتشتهي
هي : نحن نريد شيئا واحدا فقط..
الأستاذ : اطلبوا ماتشاؤون مادمنا سنلعب معا
هو : لدينا سؤال واحد
الأستاذ : ابسط طلب..إسأل
هي : هل…المخلص …حيا ؟
الأستاذ( مصعوقا): ماذا ؟
هو : عرفنا انه….ميت.. ولا وجود له
الأستاذ: لا تقول هكذا تفاهات..وإلا فانت تحطم اسطورة عمرها آلاف السنين
المحظوظ : اسطورة نحن صنعناها…ونحن نغيرها
الأستاذ : وعلينا جميعا ان نستمر بلعبها دون تغيير
هو : ولماذا لا نلعبها معا
الأستاذ: لم لا..
هي : لنبدأ اللعب بالادوار
الاستاذ: كيف ؟
هو : نستبدل ادوارنا
الأستاذ: ماذا تقصد؟
هي: انت بدلا منه( تؤشر الى المحظوظ)
الأستاذ( مصعوقا): لا يمكن ذلك
هو : ولم لا؟
الأستاذ : لأنني كنت دائما فوق
هي : لكنها لعبة
الاستاذ : نعم..تغيير اللعبة وقواعدها…… لا لأدوار شخوصها
هو : في اللعبة..يتم تغيير الشخوص دائما..
هي : مرة تكون لصا..وفي الثانية تكون….نصابا;
الأستاذ : نحن نظل فوق دائما…ويظلوا هم تحت دائما
هو و هي ( معا ): اللعبة قد تغيرت..

المحظوظ ينهض فيقع الأستاذ على الأرض ويدور الثلاثة حوله مع دخول مجاميع مختلفة يدورون حوله فيختفي اثر الأستاذ ليبرز المحظوظ بينهم وهو يرفع اوراقا ينثرها فوق الجميع بما في ذلك الجمهور وهو يردد :
المحظوظ : بالحب والصدق…نعيش انسانيتنا…وبالكذب والتناحر نشهر حيوانيتنا..والإختيار لنا.. ان نكون…او لا نكون
الجميع يرمي ازهارا للجمهور
ستار

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here