مقابلـــــــــــــة عمــــــــــــل

حكايات يرويها: نبيل عودة

نشرت احدى الصحف اعلانا كبيرا عن وجود وظيفة شاغرة لمحاسب، وان شروط العمل مغرية جدا، الى جانب المعاش الكبير، هناك سيارة خاصة للشخص الملائم مع كل مصروفاتها.

تقدم عشرات المختصين بالحسابات لهذه الوظيفة، وبينهم كان صالح، الذي عمل كل حياته بتصليح بناشر السيارات.

عندما حدث أصحابه انه تقدم لوظيفة محاسب، استخفوا به وضحكوا عليه حتى الثمالة، والحق يقال انه لم يغضب بل شاركهم ضحكهم وكأن المقصود بالسخرية شخص آخر غيره.

سأله أحد أصحابه: ” كيف تجرؤ ان تتقدم لوظيفة محاسب وانت بالكاد تحسن جمع رقمان بسيطان مع بعض؟ ”

ضحك صالح ولم يجب.

– هل تظن انك ستفوز بوظيفة محاسب لشركة تقدر مداخيلها بالملايين؟

واصل صالح الضحك وكأن الموضوع يتعلق بشخص غيره. صمته فاجأهم، لم يفهموا ما يجري لصاحبهم. صالح يضحك ولا ينبس ببنت شفة. ترى هل كان يخدعهم طول الوقت؟ انه لا يعرف عملا غير تصليح البناشر؟ أيجوز انه حقا خريج معهد حسابات وهم لا يدرون؟

اتصل صالح بالمكتب صاحب الإعلان مصرا ان ينظموا له مقابلة بخصوص اعلانهم لوظيفة محاسب.

أخيرا تلقى صالح دعوة لإجراء مقابلة مع المشغل. في الموعد المحدد وصل صالح مرتديا ثيابه التي لا تخرج من الخزانة الا بأيام الأعياد.

استقبله المشغل وقال انه توسم خيرا من إصراره على المقابلة. وانه لديه بضعة استفسارات ليتأكد ان صالح حقا هو الإنسان المناسب للوظيفة الشاغرة. قال صالح:

– اسال أستاذ… انا جاهز للإجابة بصراحة.

– أين درست موضوع إدارة الحسابات؟

– لم ادرس موضوع الحسابات.

– اذن كيف تمارس عمل الحسابات؟

– لا امارسه.

– ماذا تعمل اذن؟

– انا مصلح بناشر للسيارات.

– عزيزي نحن لا نريد مصلح بناشر، نريد محاسبا متخصصا؟

– أعرف.

– لماذا اذن طلبت ان نقابلك؟

– كي اعلمكم أني لست مناسبا للوظيفة التي اعلنتم عنها!!

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here