يرى الكثير من العراقيين في مأثرة الشاب الكوردي “جبار” ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺤّﻰ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ لينقذ فتاة بغدادية من الغرق في أربيل، خير مثال على اللحمة الوطنية ووحدة المصير بين العراقيين على اختلاف أطيافهم.
وعبّر شيوخ عشائر وناشطون مدنيون من وسط وجنوب العراق أمس الخميس عن تلاحم أطياف الشعب العراقي، بقدومهم لوقفة حداد نظمت في مدينة أﺭﺑﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﺎﺏ جبار، الذي أصبح مثالا يقتدي به شبّان العراق.
جبار قضى في الـ17 من حزيران الجاري أثناء محاولته إنقاذ فتاة بغدادية كانت قد قدمت مع عائلتها إلى قرية برسيرين للسياحة، قبل أن تغرق في النهر ويهب جبار لإنقاذها، ليغرق هو وينقذها.
وأجمع من حضروا لمواساة ذوي جبار على أن ما فعله، يعزز الطرح المؤمن بأن تلاحم العراقيين ووقوفهم صفا واحدا، كفيل بتمكينهم من التغلب على الصعاب والمشاكل التي تواجهها البلاد.
وعثرت الجهات المعنية، الأحد الماضي، 17 حزيران، 2018، على جثة جبار بعد أن فقد حياته خلال محاولته إنقاذ سيدة عربية من الغرق في نهر جومان بقضاء سوران بأربيل.
وكانت سيدة عربية كانت قد جاءت مع عائلتها إلى قرية برسيرين، غرقت في النهر، قبل أن يهب مواطن من المنطقة لإنقاذها لكنه غرق أيضاً وفقد حياته.
يشار إلى أن السيدة الغريقة تدعى زهراء هاشم وهي من مواليد عام 1982، أما الشاب الذي بادر بمحاولة إنقاذها فهو جبار سعيد وهو من أهالي برسيرين وكان يبلغ من العمر 21 عاماً.
وبعد ذلك بعث رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مسعود بارزاني، رسالة مواساة الى عائلة الشاب (جبار عثمان) الذي ضحى بحياته.
وقال بارزاني في رسالته، “سماعنا لنبأ وفاة المواطن (جبار عثمان)، الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذ حياة مواطنة سائحة عربية، في نهر جومان قرب قرية برسرين، أصابنا بالحزن الشديد، وبهذه المناسبة الأليمة نعزي عائلة الشاب المضحي لشعبنا”.
وأضاف ان “فقدان حياة هذا الشاب، في هذه الحادثة النادرة، دليل على إنسانية الأنسان الكوردي وإستعداده للتضحية، ورمز إنساني وعلامة واضحة للثقافة العالية التي يتمتع بها شعب كوردستان في إحترام الضيف ومساعدة المنكوبين”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط