نعيم الهاشمي الخفاجي
لدى تتبعي للمواضيع التي تطرح في منبر الحوار السني الشيعي وجدت طرح مواضيع للاسف الكثير يحاول تضخيم المواضيع للنيل من الشيعه يصور ان العصمة مخالفه للشرع والمنطق والعقل في حين أنّ العصمة في الأئمّة عليهم السلام لم تكن بدعة ابتدعها الشيعة ووهبوها للائمة عليهم السلام بل هي ثابته بنصّ القرآن الكريم وبالأدلّة العقليّة والمنطقية القطعيّة وبالروايات المتواترة والصحيحة التي تحدث بها الحبيب المصطفى رسول الله ص والامور باتت في تناول اليد بظل وجود الثورة المعلوماتيه في مجال الاتصالات والتي اعطت للمتصفح امكانتة تصفح مايحتاجة من الكتب والمصادر من خلال تليفونه النقال او الحاسوب وبدون تكلفه اعباء شراء الكتب ويمكن للباحثين عن الفكر الشيعي الجعفري مراجعة كتب أصول الدين ، العقائد الحقّة للشيعة الامامية باب عصمة الأنبياء والأئمّة ـ مضافاً إلى سيرة الأئمّة المعصومين عليهم السلام ومنهج حياتهم لم يسجل التاريخ انهم ارتكبوا معصية او سألهم احد ولم يجيبوه بخلاف عدالة الصحابة فإنّها لا دليل عليها بل الدليل قائم على عدم جميع الصحابة عدول بل نفسهم لم يكن الصحابة يعتقدون بعدالة أنفسهم ، والذي يقرأ التاريخ الاسلامي يجد الصحابة بعضهم حارب البعض الآخر ويقاتله بطرق شرسه تسببت بقتل الاف الصحابه والمتتبع للايات تجد ايات تقول الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان بعض من يحيط به منافقون يصرح القرآن الكريم بأن المسلمين لم يكونوا يعلملون بنفاقهم قال الله تعالى : ( مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) [ التوبة : ۱۰۱ ] فلا يمكن لكل انسان عاقل نحكم بعدالة جميع الصحابة مع وجود منافقين مندسين في صفوفهم لا نميّز المؤمن من المنافق فلو حكمنا بعدالة صحابي من الصحابة نحتمل انّه نفس ذلك المنافق الذي أخبرنا الله تعالى بأنّه مندس في الصحابة ولا نعرفه.
مضافاً إلى انّ الحبيب المصطفى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنّه قال ان الكثير من أصحابه سوف يرتدون ويغيّرون ويحدّثون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيمكن مراجعة الصحاح وكتب السير والتاريخ فتجد الكثير من الاحاديث التي تكلم بها النبي محمد ص قد تحدث بها وحذر من ارتكاب المخالفات
ففي صحيح مسلم بطرق متعدّدة عن عبدالله وبطريق واحد عن حذيفة : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : انا فرطكم على الحوض ولاُنازعنّ أقوامنا ثمّ لاُغلبنّ عليهم فأقول يا ربّ أصحابي فيقال : انّك لا تدري ما احدثوا بعدك » [ صحيح مسلم كتاب الفضائل باب اثبات الحوض ]. وروى أحمد بن حنبل بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « ليذادن اناس من أصحابي عن الحوض كما يذاد الغريبة من الابل … ـ وقال في آخره ـ اناديهم هلم فيقال انّهم قد بدّلوا بعدك فأقول سحقاً سقحاً » [ مسند أحمد بن حنبل ج ۳ / ٤٥٤ ]. بعد هذه الاحاديث لايمكن ان يكون جميع صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدولاً وقد كان فيهم معاوية وعمرو بن العاص وكانوا يسبّون علياً ويلعنونه ويأمرون بلعنه على المنابر. ومن الصحابة سمرة بن جندب الذي كان من قوّاد جيش يزيد الذي أباح المدينة وقتل المهاجرين والأنصار وهتك الأعراض ونفسه رسول الله محمد ص قال وبحديث صحيح ملعون ملعون من اخاف اهل مدينتي راجعوا واقعة الحرة وكيف جيش الخلافة اقتحم مدينة رسول الله ص وقتل اكثر من ٧٠٠صحابي من حفظة القران وحسب ماذكرته كتب التاريخ تم تسجيل اكثر من ١٠٠٠حالة ولادة لفتيات باكرات تم اغتصابهن فهنا كيف يكون جميع من عاصر الرسول محمد ص من أصحاب النبي عدولاً ، مع انّ البخاري يروي في صحيحه بسنده عن العلاء بن المسيّب عن أبيه قال : « لقيت البراء بن عازب فقلت طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبايعته تحت الشجرة ، فقال : يا ابن أخ انّك لا تدري ما أحدثنا بعده » [ صحيح البخاري بحاشية السندي ج ۳ / ٤٤ ، كتاب المغازي باب غزوة الحديبيّة ].
وفي [ تهذيب التهذيب ۸ / ۹ ط بيروت ] روى ابن حجر عن عمرو بن ثابت انّه قال : « لما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم كفر الناس الا خمسة ». وكيف يكون صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدولاً مع انّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاطب وقال : « لا أدري ما تحدثون بعدي ».
« روى الامام مالك في [ الموطأ ۲ / ٤٦۰ كتاب الجهاد في سبيل الله ] بسنده عن مولى عمر بن عبيدالله انه بلغ ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لشهداء أحد : هؤلاء اشهد لهم. فقال أبو بكر : ألسنا يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اخوانهم اسلمنا كما اسلموا وجاهدنا كما جاهدوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي. فبكى أبو بكر ثم قال : أئنا لكائنون بعدك ». العصمة وفق مدرسة ال البيت ع هي ملكة يمنحها الله سبحانه وتعالى لاوليائه يعطيهم ملكة تمنعهم من ارتكاب الخطأ مع قدرتهم على فعل ذلك، نزلت اية التطهير وهي نص صريح ان اهل البيت ع اضافة الى الاية الشريفة انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا واسانيد اسباب النزول كثيرة وايضا نفسه نبي الاسلام محمد ص لم يكتفي بنص الاية ولالقاء الحجة على الامة وضع كسائه على علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقال هؤلاء اهل بيتي الذين اذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ومن روت الحديث هي ام المؤمنين ام سلمة رض ومضاف الى ام سلمة رض فقد ذكر الحديث عشرات الصحابة، الكثير يحاول تضخيم الاحداث وهو لايميز بين علم الغيب وبين ماتحدث به رسول الله ص الى باب مدينة علمه علي بن ابي طالب ع نقلا عن جبرائيل ع عن الله سبحانه وتعالى لذلك احاديث ائمتنا ع ليس علم غيب وانما علم تعلموه من رسول لله ص نحن في زمننا هذا قرأنا حديث الامام علي ع ووصفه لداعش بشكل ينطبق على اجرامهم وقساوتهم بنسبه متطابقة بشكل كامل وتام كلام الامام علي ع هو اخبار عن علم رسول الله ص كما هو ثابت في اخبار الملاحم والفتن وهو ليس غيب وانما اخبار عن رسول الله محمد ص سوف نتواصل ان شاء الله لمواصلة حوار للرد على الشبهات بعيدا عن منطق السب والشتم مع تحيات نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط