وقفة صراحة : الشعور القومي عند أردوغان أقوى من شعوره الديني و المذهبي

مهدي قاسم

لم يفز أردوغان في هذه المرة أيضا في الانتخابات ، و بأغلبية كبيرة اعتباطا ، إنما بفضل إنجازاته الكثيرة التي حققها منذ تبؤه مقاليد السلطة و الحكم و حتى الآن ..

إذ أن المواطنين الواعين ــ في أي مكان في العالم ــ طبعا ما عدا في العراق !!ــ ينتخبون ساستهم ــ عادة ــ بناءعلى إنجازاتهم الخدمية والاقتصادية ومشاريعهم الإصلاحية و التحديثية للبنى التحتية للدولة ..

و لدى أردوغان من مشاريع و إنجازات كثيرة * التي تجعل غالبية الأتراك أن يصوتوا له على هذا الأساس ، و لمرات عديدة و على توال متواصل ، بعدما تيقنوا من أنه ليس سياسيا عاديا فقط ، وإنما رجل دولة أيضا ــ بشكل من الأشكال ــ و بانتماء وطني عميق وأصيل حقا ، من حيث وضع و يضع مصالح تركيا العليا فوق أي اعتبار آخر ، إلى حد إذا اقتضت الضرورة الأمنية للسيادة التركية فأنه لا يتردد عن اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية دفاعا عن العمق الأمني التركي ، بهدف حماية السيادة الوطنية لتركيا ..

لذا وعلى الرغم من كونه إسلاميا ” أخوانجيا ” فأن ذلك لم يقف عائقا أمام أهدافه و خططه و تغيير تحالفاته الدولية باستمرار و توظيفها لتحقيق المصالح الاستراتيجية و الأمنية لصالح المنفعة التركية ، وذلك بغية تحقيق التنمية الاقتصادية و قفزة التحديث العصرية لتركيا ..

وبما أنه من المعلوم في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم ، أنما مصالح فقط ، وفقا لمتغيرات الظروف السياسية ، فليس لأردوغان من حليف أو صديق دائم ولا من عدو أو خصم دائم ، أنما بين هذا وذلك و حسب متطلبات المصلحة الوطنية ..

بل يمكن القول أنه أقرب إلى قومي ” قح ” ومتشدد فيما يخص الأمر المصالح التركية ، سيما منها الأمنية التي تمس السيادة الوطنية ، منه إلى إسلامي ” أخوانجي متشدد ، وهو بهذه الصفة القومية الحريصة على مصالح وطنه و قومه ، قد يكون أقرب إلى الساسة الإسلاميين ” الشيعة ” الإيرانيين الذين عندهم مصالح إيران فوق اي دين أو مذهب ، مثلما الأمر بالنسبة لأردوغان أيضا ..

أنا شخصيا لا احب أردوغان لتسببه شحة المياه في العراق من كثرة تشييده سدودا ، و كذلك بسبب حملاته العسكرية في العمق العراقي ، دفاعا عن العمق الأمني التركي ، ولكني لو كنتُ مواطنا تركيا حقا ، لأيدته و انتخبته طالما ، استمر بهذه السياسة الحريصة على مصالح و سيادة تركيا العليا سواء منها الأمنية أو الاقتصادية ..

ـــ فيما يلي مشهد فيديو عن زيارة أردوغان لأكبر و أضخم مستشفى قام بتشييده حديثا ويحتوى على ثلاثة آلاف سرير و يعمل فيه أكثر من ألف وخمسمائة من الطاقم الطبي المحترف مع معدات وتقنيات طبية متطورة..

https://www.facebook.com/M.stayaway/videos/pcb.1424

532664358822/1424533841025371/?type=3&theater

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here