المهمة الكبرى

الكثيرين منا يريد تغير الواقع المرير الذي نعيشه ، لان أملنا في تغير الأمور في ظل الأوضاع المعقدة القائمة مهمة صعبة ومستحيلة .
لنكون إمام مفترق طريق ، أما نبقى بنفس الحال تحت حكم الأحزاب وهم زالوا مصرين في نهجهم من اجل السلطة والنفوذ ، ووعود الإصلاح الكاذبة من الجميع ، وتستمر معاناة شعبنا المظلوم مدى الدهر .
أو نختار الطريق الأخر ، وهو طريق الإصلاح والتغيير وهي مسؤولية الجميع من كل فئات المجتمع، وهي ليست مهمة سهلة بل صعبة للغاية ، وتحتاج منا الكثير من التضحية والجهد والصبر لبلوغ نهاية الطريق ، لكن نتائجها على المدى البعيد جدا ستكون مثمرة وبدليل تجارب الغير من الدول الأخرى .
كيف تحولت مستعمرة إلى امبرطورية التي لا تغيب عنها الشمس ، وقد خرجت من وضعها المتردي المعروف من الجميع كيف كان إلى ما هي عليه اليوم ، ثورة برقعة محدودة 13 ولاية وقوة بشرية لا تزيد على الأربعة ملايين منذ عام 1783بعد حرب الاستقلال ، وكانت تلك النواة التي نمت بسرعة هائلة لتصبح أعظم قوة في العالم وأغناها في خلال 150 عاما، وما زالت تحتفظ بتفوقها وقوتها منذ أكثر من خمسين عاما . أنها الولايات المتحدة الأمريكية 0
إحدى أسباب ديمومة قوتها تقف ورائها عدة أمور ، لعل في مقدمتها وأبرزها وأهمها الاهتمام المنقطع النظير بالتعليم ، وخصوصا التعليم النموذجي الخاص ، بعد مراحل متعاقبة من الإصلاحات للقطاع التعليمي ، ليكون لديها جيل من الكفاءات الوطنية على مدى السنوات القادمة يستطيع تحمل المسؤولية وقيادة البلد نحو بر الأمان .
جربنا وجود حكام تجربة خمسة عشر عام من حكمهم اثبت فشلهم بنسبة100 % في توفير الخدمات وتحقيق الأمن والاستقرار ، وينطبق الحال على الشريكان ( أمريكا وإيران ) في بناء مؤسسات البلد ودعم أعماره ، لان بقاء بنفس الوتيرة يخدم خططهم ومشاريعهم .
طريق التظاهر والاعتصام لم يحقق لنا غير إصلاحات سطحية، ونتائجها سلبية للغاية،ليكون خيارنا الأخير حمل السلاح ضد حكم المنطقة الخضراء ومن يقف ورائهم ، سنكون في وضع يرثى له ودمار وخراب أكثر مما سبق بكثير جدا ،والاعتماد على النظام التعليمي الحالي يعيش في أسوء حال سواء العام والخاص الأهلي ، والأسئلة تسرب لأهم مرحلة دراسية ومفصلية ، ستكون لدينا جيل ستكون كل التوقعات والاحتمالات حاضرة إن يسير بنا نحو الهاوية المجهولة ، والقادم منه ينذر بما لا يتقبله العقل والمنطق والدين ، وتخالف كل القيم والعادات الاجتماعية أكثر مما موجود اليوم في مجتمعنا ، ووضع بلدنا كيف سيكون علمها عند رب السماء .
خلاصة حديثنا دعوة للكل ( المهمة الكبرى ) إن نبدأ بتعليم أبناءنا وأحفادنا تعليم خاص جدا ونموذجي، بناء مدراس متطورة نموذجية من قبل من يحب الخير لبلدنا ، رجال، قد نفشل في بادي الأمر لكن نكرر المحاولة مرات ومرات حتى نحصد ولو بعد عدة أجيال ، ليكون لدينا جيل واعي مثقف مزود بسلاح فتاك يصعب مواجهة فكريا ، يعرف الحقائق والوقائع كما هي ، يكون قادر على إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولو بعد مئة سنة يتحقق المطلوب في بناء دول المؤسسات القادرة على بناء البلد .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here