الهرطقة والأحزاب الاسلامية ١

الهرطقة ( الزندقة ) تعني الإلحاد بصورة ما، او اظهار الإيمان واخفاء الكفر، وبتعريف الهرطقة ندخل في أمور قد لا يتفق معي الكثيرون، وقد يكون الموضوع مس لمشاعر بعض من الناس وهنا لا اقصد الايذاء او التعرض لمعتقدات الناس، بل سأسرد بعض الحقائق وتساؤلات لا يحق لنا ان نبحث فيه للموروث الديني الذي يثقل كاهلنا ويضع نطاق ضيق حولنا وهذا النطاق اخلّ بتفكيرنا وطريقة حياتنا وصرنا كالبهائم نسير في ساقية دون ان نعلم لماذا نسير فيه!!! وبالرغم من عدم اتفاقي في كثير من الأمور مع الأحزاب الاسلامية دافعت عنهم بكل قوة لإيماني بأن الكل يجب ان يحصل على فرصته، وقد يوصلون الشعب الى بر الأمان ماداموا يؤمنون بالديمقراطية وتداول السلطة ولكن أين نحن الان!

خمسة عشر عاماً والأحزاب الاسلامية تطبل وتزمر وتتحدث عن حلول الهيه ولم نجد غير ذرف الدموع بدل الضحكات واللطم بدل الاسترخاء والعيش في الجحيم على الارض لكي لا ندخل جحيم السماء وزمهرير الشتاء بدل الدف، حولوا حياتنا الى كابوس، كثرت المحرمات فصار المرء لا يفكر ان يقوم بعمل ما الا ويفكر في اجازة ذلك ام لا من قبل مشرعين الدين، وقال الشيخ الفلاني وصمت الشيخ العلاني، هذا حرام وذاك حلال وصرنا كقاصرين نحتاج الى من يأخذ بيدنا، أليست هذه المهزلة صارت مبكية تثقل كاهلنا وتدخل الى عقولنا الوهن بدل ان تدخل النشاط، حولوا عقولنا الى مكبات لازبال افكارهم، يكررون علينا ترهات وخزعبلات لا تنتهي، فصار الناس بين باكي وشاكي وساهي وطافي على خزعبلات الوهم في المخدرات على الحواشي.

اهذا ما وعدوا به هؤلاء الدينين، اهذا ما يريده الله لنا حقاً، بؤس وامراض والبلد صار مكب للنفايات وملجأ للقراد المسمى الاسلام السياسي الذي لا يشبع من الدماء، أهذه رحمة الله على العالمين! ام المسلمين ليسم من العالمين؟! يدعون الفقراء لزيارة مراقد الأئمة والأولياء ان مرضوا، ورجال الدين الى لندن يطيرون ان أحسوا بوعكة او وهن.

فيا أيها الشعب المسكين يا من تعيش على الهامش، غريق الاوهام، الا صحوة لك؟! ام انك ارتضيت بالقسمة التي قسمها الله لك! وإني لأشك بالقسمة والنصيب!

يدعي بعض رجال الدين انهم ضد الفساد والاخرين هم المفسدين وهم فقط سيحاربون المفسدين، ولكن ماذا يحدث في الحقيقة؟ فهؤلاء الدجالين لم يكن لهم قسمة عادلة في نظرهم بكعكة العراق في السابق، فالنهب لم يكن بالقدر الازم لإشباع كروشهم التي تسع البحر، وخدعوا البسطاء وحتى بعض الأحزاب انهم جادين في محاربة الفساد، واليوم يجتمعون مع المفسدين أنفسهم الذين يدعون انهم يحاربونهم، هذه هي السياسة، فالسياسة لا صاحب له ولا دين، وهؤلاء الإسلاميين لا دين لهم، ان قلت لهم لماذا تشغل أقاربك يفتي ويقول الاقربون اولى بالمعروف، وان قلت له ما هذا الثراء الذي بان عليك يقول هذا مارزقني به الله، وان قلت له هذا فساد وسرقة يقول لك الله غفور رحيم، فلكل موبقة يرتكبونه يجدون له عذر شرعي والهي، ويحورون الدين كما يريدون، والشيء الاكيد انهم لايؤمنون بما يدعون وأما الكلام بالدِّين ليس سوى خداع للبسطاء. وقد خرج علينا قبل الانتخابات بعض مراجع الدين والسياسيين المحسوبين على التيار الاسلامي بعدم انتخاب غير الإسلاميين، وهنا لم يقلقني انحياز هؤلاء الفاسدين الى احزابهم والذين يحصلون على نسبتهم من السرقات عن طريق الخمس او عن طريق السرقة المباشرة، ولكن ما أثارني فعلاً هو ان احد الدجالين من المراجع الدينية دعا لقتلهم دون نقاش، وأنكر الدجال آية في القرآن ” وجادلهم بالتي أحسن ” يعني بصريح العبارة ان الآيات والاحاديث حسب المزاج والمصالح، ليضع الدين في وضع لا يحسد عليه، ويزيد شكوك الناس حول الدين والقرآن ووجود الله. وأتذكر مزحة عن تاجر البصل الذي كسدت بضاعته فذهب الى احد رجال الدين يطلب مساعدته، فطلب منه رجل الدين نسبة من الأرباح والانتظار امام الجامع في يوم الجمعة فوافق التاجر، وفي خطبة الجمعة تحدث رجل الدين عن مناقب البصل ودعم ذلك بحديث نبوي، حيث قال انه سمع من فلان عن فلان وعدد كثير من الأسماء حيث سمع الأخير عن رسول الله يقول ” من اكل حقة بصل الجنة قبل وصل “، فهرع الناس يشترون البصل حتى باع التاجر بضاعته. فهؤلاء الإسلاميين من الأحزاب ليسم سوى أشكال متشابه من الدجال صاحبنا.

فالمشكلة الحقيقية لا تكمن في هؤلاء بائعي الكلام من الدجالين ولكن المشكلة في الناس الذين لايريدون ان يحرروا عقولهم، فالدين صار اداة الفاسدين، والله يسيرونه كما يريدون، يأتون به متى شائوا ويحجبونه متى اقتضت مصالحهم، والمؤمنين بهؤلاء الدجالين كالخراف عيونهم تحت اقدامهم لايجرؤون على رفع رؤوسهم، خوفاً من سوط الحرام.

بهاء صبيح الفيلي

[email protected]
Skickat från min iPad

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here