داعش

منذ 2003 نعيش مسلسل رعب دموي لا تنتهي حلقاته ولغاية يومنا هذا ، لكن دائما تفاصليها مأساوية، ونهايتها لا تسر صديق بالنسبة لنا .، وجهات وليس جهة واحدة تستفيد ون وجودها من اجل تحقيق مأربها الشيطانية .
طرحنا يقول من هي الأيادي التي تفجر وتقتل وتخطف وتهدد امن البلد وأهله طول هذه المدة ، هل هي جهة أو جهات أو قضية حسابات أخرى، والاهم من ذلك هل أصبحت عنوان يستر بيه لإغراض معينة .
المخرج لمسلسل العراق الدموي محترف وبارع جدا في عمله ، وظف كل إمكانياته وقدراته لنجاح مسلسلها،لما يملك منها في مستوى عالي جدا، ولكل حلقة منها قصة وبطل وسيناريو وحوار ، ووزع الأدوار لكل حلقة واختار إبطالها،والغرض من هذا المسلسل دمارنا وتدميرنا قدر المستطاع ،تحقيق لهم إغراضهم وأهدافهم ضمن خططهم ومشاريعهم المرسومة لنا .
مسميات هذا الجهات في كل حلقة تختلف حسب مقتضيات كل مرحلة ولوقتنا الحاضر،المقاومة العراقية ما بعد السقوط ، تنظيم القاعدة ، مجموعات أو فصائل مسلحة ،كتائب أو حركات بأسماء متعددة ، إسلامية وغير إسلامية ، وأخرها داعش ، ولا نعلم ما ينتظرنا في المستقبل القريب أو البعيد , والمحصلة النهائية لهذا المسميات قتلنا بلغت الآلاف ،ودمار مدننا لا يحتاج إلى دليل .
لكل حلقة طريقة نموذجية في قتلنا وتهجيرنا ،تفجيرات سيارات مفخخة والقتل على الهوية وعمليات انتحارية واغتيالات بالكاتم أو ذبح الضحايا وخطف الأبرياء والمساومة عليهم ، وفي اغلب الحالات ومع الأسف يكون مصيرهم القتل ، لتعدد الطرق والوسائل النوعية والكمية ، ويبقى مشهدنا المعتاد، الحزن والدموع لأغلب طوائف شعبنا ، وأيتام وأرمل بدون معين ولا ناصر ، وحكومتنا وأحزابها منشغلة بالمناصب وملذاتها .
دائرة الاتهام لحد يومنا موزعة على عدة جهات ، بمعنى أخر نجد اغلب العمليات الإجرامية تقيد ضد مجهول في بعض الأحيان ، ومنها ضد جماعة معين ، بدليل بعضها تعلن جهات مسؤوليتها عن عمل إرهابي معين ، والأخرى لا يعرف من يقف ورائها ،ومنها معروفة الجهات لكن لا يعلن عنها من الأجهزة الأمنية ولأسباب معروفة من الجميع ، لكي تبقى دائما صورة مشوشة ومعقدة ، ومن يبحث عن الحقيقية يفشل في تحقيق غايته ، ليكون تحت التهديد أو مصيره القتل ، لان كشف الحقائق والوقائع كما هي ، ستقف جهات كثير بالمرصاد ضدها ، لأنه سيكشف حقيقتهم وتواطئهم مع الغير ، وخير مثال الموصل وسقوطها لم تكشف لهذا اليوم .
داعش وغيرها مجرمة قاتلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ومن يقف ورائها تتحقق لهم غايتهم ، وجهات كثيرة داخلية وخارجية استغلت هذه المسميات لتحقيق مكاسبها سياسية وانتخابية وإسقاط الغير ، أو الضغط على عدة إطراف معينة للغايات مختلفة ، بل أصبحت وسيلة تهديد ووعيد من حكم اليوم لنا جميعا ، إما بقائنا في الحكم أو البديل داعش ونظرائها .
الشعب صاحب التغيير الحقيقي لحالنا ، وإلا ننتظر الموت إما عن طريق التفجير أو الذبح أو الخطف ، أو يكون خيارنا الأخير الهجرة إلى خارج البلد .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here