مرحلة الحضيض : منظمة يونيسكو لا تعترف بالشهادة العراقية بعد الآن !

بقلم مهدي قاسم

أسراب الجراد ” المغولية الملتحية ” والمسماة بأحزاب الإسلام السياسي الشيعية ــ على السنية على حد سواء ــ و التي اجتاحت العراق ، بغفلة غادرة من الزمن ، لم تترك شيئا جيدا أو مقبولا بمقاييس عالمية في العراق ، و إلا انقضت عليه تخريبا وتشويها وتتفيها ، لتنحط به إلى أسفل الحضيض ، و كان من الطبيعي أن تُطال عمليات التدهور و التقهقر و الانحطاط هذه ، قطاع التعليم أيضا ، فجرت عمليا تشويه و تسخيف وتهريج لهذا القطاع المهم سواء داخل الجامعات الحكومية أو الأهلية و من ثم تفريغها من محتواها العلمي الحقيقي ، و بعدما حوّلوها إلى شبه مساجد و حسينيات للطم و العويل و الزعيق فضلا عن حشوها بخزعبلات نصوص غيبية وتلقينيات دينية تارة وعدم جدية و تسيَّب تارة أخرى ، فكُثرت جامعات أهلية من ضمنها “جامعات وكليات ” ، أصبحت تابعة لوقفي الشيعي و السني و تدار تحت إشرافهما المباشر ، و الغاية منها جمع الفلوس بدلا من نشر العلوم فتخرج” محامون ” لا يعرفون شيئا كثيرا عن بنود وفقرات و مواد قانون العقوبات الجزائية العراقية ، ولا عن شؤون و

أمور المحاماة والقضاء ، بينما خريجي علم النفس بالكاد سمعوا اسم فرويد ولانغ و غيرهما ، ناهيك عن عدم معرفتهم بعلم النفس الإكلينيكي ومستشفيات النقاهة و العلاج النفسي ، إما ما يخص خريجي الطب فقد تحتم على المريض العراقي أن يزور عيادات عشرات أطباء دافعا لهم مبالغ كبيرة على أمل أن يشخّصوا مرضه تشخيصا صحيحا و دقيقا ، ليتسى على ضوء ذلك معالجته بصورة صحيحة وشافية ، ولكن بلا جدوى ، فكل ما يفعله هذا ” الطبيب ” أو ذاك هو أن يبعث المريض أو المريضة إلى فحص الدم في مختبر موجود في عيادته ؟!! ، طبعا على نفقات المريض ، و بالتالي ينتهي الأمر بأن يكتب الطبيب وصفة لشراء المهدئات ــ قسم منها صلاحيتها منتهية أصلا !!ــ بالرغم من أن المريض يدفع مرتين : مرة لكون الطبيب قد فحصه و مرة أخرى بسبب فحص الدم في مختبره الشخصي ، والنتيجة كما هي ومثلما سابقا ، أي المرض باق و غير مشخّص ولا علاج جذري و شاف ، بينما المريض لا زال يعاني و يعاني مراجعا طبيبا ثالثا ورابعا و خامسا و الخ ، ولكن فعلا بدون اي جدوى!..

( كنتُ أنا شاهد عيان على هذه الحالات بصحبة أحد الأقرباء المرضى عندما كنت في بغداد في شهر شباط من هذه السنة ) ..

غير أن ” مودة ” دراسة ” الإسلاميات ” في الجامعات الحكومية و الأهلية قد طغت هي الأخرى و انتشرت و سادت بشكل ملحوظ و ملفت للنظر ، و ذلك لسهولة القبول وتدني الدرجات ، سيما في ” الجامعات و الكليات” التابعة لوقفي الشيعي و السني ، و التي بإمكان حتى خريج محو الأمية أن يدرس فيها و يتخرج لو دفع فلوسا جيدة مع علاقة وساطة شكلية أو حتى برشاوى من تحت العباءة !! ..

( مع التأكيد على أننا هنا لا نقصد التعميم المطلق ) ..

فمن هنا لم استغرب موقف منظمة اليونسكو والمتجسد بعدم الاعتراف بالشهادات العراقية بعد الآن ، فبعض حاملي هذه الشهادات أنفسهم يشكّون بمستواها أو بقيمتها العلمية ( وكنتُ قد كتبتُ بعد رجوع من العراق مقالة عن خريجات و خريجي قسم علم النفس ــ كان أحد أقرابائي من ضمنهم ــ دون أن يعرفوا حقيقة ومهنية الشهادة التي يحملونها و ذلك لضحالة المواد التي درسوها فأرادوا اللقاء مع عميد الكلية ولكنه رفض استقبالهم ) ..

و هذه كارثة أخرى من الكوارث المتتالية التي أخذت بخناق العراق على كل صعيد وناحية..

إذن فأن الشهادات العراقية غير معترفة بها بعد الآن ، ولا زال الحظر الجوي مفروضا على الطيران المدني العراقي ، وهو نفس الحظر الذي طالت الملاعب العراقية ، بينما جواز السفر العراقي يعتبر من أسوأ الجوازات في العالم و كذلك الأمر لنوعية الحياة في العراق من حيث اعتبارها من الأسوأ و الأردأ ، بينما العاصمة بغداد تُعد من من اخطر و أوسخ العواصم في العالم ..

هذا دون أن نضيف شحة المياه المتفاقمة و كارثة التصحر الزاحفة ..

فلا يتملك المرء نفسه إلا أن يقول مذهولا مصعوقا :

ـ يا إلهي هل بقي من شيء جيد و حسن في العراق لم تطله معاول التخريب والتشويه و التتفيه لأحزاب المغول ” المتأسلمة المتسلطة حاليا على مصير الشعب العراقي المتغافل ؟..

مجرد تنويه : لقد سبق لي أن تناولت مشكلة التعليم في العراق بمقالات عديد وعبر سنوات مديدة ، بعدما أصبح مصيره بيد أصحاب عمائم من ببغاوات حفظ نصوص أو أصحاب شهادات مزّورة الذين أصبحوا أما نوابا أو وزراء ، وكان هدفي ومسعاي إنقاذ حقل التعليم في العراق من عمليات التشويه و التخريب ، على الأقل و كأضعف الإيمان !..

ولكنني لم أفلح لا أنا ولا غيري ممن تفضلوا و كتبوا في هذا المضمار !..

و يبقى أن نقول : أنا بتُ الآن على قناعة بأن الاستعمار الغربي الحديث ما كان سيفعل بالعراق من خراب و مهوّل و صاعق صادم ، مثلما فعلت هذه الأحزاب الذيلية و وخراتيتها التافهون .

و تاليا و ضمن هذه التصور إذا اعترنا إيران بلدا شبه مستعمر للعراق حاليا فأنها ــ أي إيران ــ تعتبر من أخطر الدول الاستعمارية المعاصرة تخريبا و تدميرا و تشويها و تحطيما ، سيما من ناحية إصرارها على إبقاء بيادقها في السلطة والحكم بالرغم من فسادهم و فشلهم الإداري.

هامش ذات صلة :

*( خبرمؤسف …..

اليونسكو يشطب الشهادة العراقية من التعامل و يعتبر التعليم العالي خارج نطاق القياسات العالمية وتسقط الشهادة العراقية من التعاملات المستقبلية

كذلك أبعد التعليم العالي من مؤشرات الجودة العالمية لأنه دون مستوى المؤشر ــ نقلا عن مواقع ووكالات عديدة ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here