هذا هو الإرهاب بعينه و ذيله و رأسه !!..

بقلم مهدي قاسم

المفهوم المعاصر لمصطلح الإرهاب يتجسد في قيام فرد أو مجموعة مسلحة ــ بدوافع عقائدية أو أيديولوجية متطرفة ــ بممارسة أعمال عنف وحشية منظمة و متواصلة ضد أناس آمنين و عُزل الذين هم ــ أصلا و أساسا ــ خارج جبهات حرب ومعارك ، و أصحاب هذه الممارسات الوحشية إنما يفعلون ذلك بنية تحقيق أهدافهم المخططة سواء منها السياسية أو غير ذلك من نوايا و أهداف مضمرة أو معلنة بقوة العنف و الإكراه ، فنراهم يلجئون إلى أعمال خطف أو مداهمات و اقتحام مباغت بحق المدنيين المسالمين بقصد إلحاق الأذى بهم ، مصحوبة بعمليات التفجير و القتل و المذابح و التعذيب الوحشي ، علاوة إلى نشر أجواء من ترويع وفزع و ترهيب بين قطاع أكبر من الناس بهدف مماثل آخر يسعى إلى خلق ظروف مرتبكة من فوضى واضطراب على صعيد بلد برمته ..

في حين من المعروف أن الحروب و المعارك تجري عادة بين جيوش و فرق و ألوية جيش مسلحة و على جبهات معينة ، قد تكون بعيدة ــ عادة ــ عن مناطق آهلة بالسكان الآمنين ، أو بالأحرى أن الجيوش النظامية المتحاربة فيما بينها تسعى إلى تجنيب المدنيين نيران معاركها ، لكونهم ليسوا طرفا مباشرا في هذه الحرب أو تلك ، طبعا دون ان يعني ذلك عدم سقوط ضحايا بين المدنيين في بعض الأحيان ..

فضلا عن إن الجيش النظامي لا يتخذ من المدنيين دروعا بشرية سواء لإحتماء أو لخوض معارك أو مواجهات مسلحة ، ولا وسيلة ابتزاز خطفا أو أسرى ، إذ أن الأسيرعادة يكون جنديا أو ضابطا أو قائدا من القوى المسلحة المستسلمة أو المهزومة في الحرب و ليس من مدنيين عزُل الذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل في مثل هذه الحروب ، أنما تجري عملية خطفهم أو أسرهم مباغتة ، من قبل مجموعات مسلحة ، وهم في طريقهم لإنجاز أعمالهم وشؤون حياتهم الأخرى و من ثم تجري عملية التنكيل الوحشية بهم قتلا و ذبحا بعد وجبات تعذيب رهيبة ، دون أن يكونوا قد فعلوا شيئا يستحقون من أجله أن تجري معاملتهم بهذه الطريقة الهمجية المفرطة ..

لكون القتلة والضحايا المقتولين حتى لا يعرفون بعضهم بعضا إلا أثناء الخطف و القتل فسحب !..

و إذا كل ليس إرهابا فمن هم الإرهاب إذن ؟!! ..

و بما أن تنظيم ” القاعدة ” وفيما بعد ” داعش ” قد انفردا في عصرنا الراهن بممارسة هذا النوع الوحشي من أعمال العنف والإرهاب بحق المدنيين العُزل ، عبرنصب حواجز وهمية أو مداهمات مباغتة لخطف المدنيين في الطرق و الشوارع و حتى في بيوتهم ولمئات مرات بهدف قتلهم ، فأنهما بسبب هذه الأعمال الإجرامية المروعة قد استحقا صفة أو دمغة الإرهاب بينما العناصر التابعين والموالين صفة الإرهابيين ، وما يقوي هذه الصفة و يضفي عليها نوعا دامغا من المصداقية هو عدم اقتصار عمليات الخطف و القتل و التنكيل البشع التي نفذها تنظيما القاعدة سابقا ــ و داعش فيما بعد و حاليا ضد الشيعة فقط ، إنما هذه الأعمال الوحشية و الشنيعة قد طالت المسيحيين و الأيزيديين أيضا بل مرار و تكرارا..

و ليس سهوا أو بالغلط !! ..

و ما دمنا عند الأيزيديين العراقيين ، فحسب علمنا أنه لا يوجد عداء مصالح أو نزاع سياسي حاد بين سنة العراق و الأيزيديين العراقيين ، ( بل و حسبما نظن أن الأيزيديين ربما قد يكونوا أقرب إلى سنة العراق بوصفهم كوردا ) ومع ذلك فأن الإرهاب الداعشي العنيف قد طالهم بالصميم و بوحشية فظيعة أي :

ـــ تدميرا لمعابدهم و منازلهم و قتلا لرجالهم و شبابهم و خطفا و اغتصابا و سبيا لنسائهم وفتياتهم وبيعهن في سوق النخاسة ..

فكل هذا يُسمى بالإرهاب بعينه و ذيله ورأسه أيضا !..

حقا و حقيقة ..

و … نقطة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here