ألعبادي لا يعرف قيمة ألأنسان:

في العراق فقط يصبح رئيس الجمهورية والوزراء والنواب من لا يعرف قيمة الأنسان ومكانته في الوجود, إنّها الأقدار والصدفة والمحاصصة التي تجلبهم لسوء حظ شعب العراق الذي هو الآخر شاركهم في الظلم لذلك ما زال يحكمهم أناس جُهلاء يتلذذون بالحرام وآلنهب والكبر والفساد بفتاواهم الهادفة إلى إبقاء الشعب في مستنقع الجهل و الأميّة الفكريّة لتستمرّ رواتبهم و نهبهم!

أيّها العراقيون؛ رئيس حزب دعاة اليوم لا يعرف قيمة الأنسان, ولا يفهم حتى آية من كتاب الله كما كلّ دُعاة اليوم ألمُتعجرفين الموهومين, وحين لا يُعرف قيمة الأنسان بحسب الفلسفة الكونيّة ومعنى القرآن والوجدان وعوامل إضعافه وفنائه؛ كيف يُمكن لهؤلاء قيادة البلاد والعباد لشاطئ الأمان وآلرفاه و المحبّة؟

رئيس الوزراء و كما أشار الأخ ألصّديق (سليم الحسني)؛ قد تعدّى حتى على حرمة عوائل الشهداء و وصفهم بأبشع الصّفات وهو(الكذب) الذي يعتبر أم الخبائث, وكما جاء في خطابه الجارح لمشاعر جميع العراقيين وموقفه من المختطفين الأبرياء موجهاً كلامه لأهالي الضحايا المغدورين من شهداء كربلاء والرمادي، وهو يتحدث عن الدّماء العراقيّة وعن المختطفين والشهداء، بلغة الكم العددي و(الكُوترة) قائلاً بجهلٍ فاضحٍ: [طالما إنّ العدد قليل فهو لا يُمثل شيئاً .. ولا قيمة له], و قد تعَوَّد على مثل هذه التصريحات الساذجة التي تُعبّر عن أميّته الفكريّة للحط من قيمة الشهداء وعوائلهم و متعلقيهم وبباقي أبناء شعبنا المضطهد, حيث نسى بل لم يكن يعرف بأنّ القرآن الكريم وكل الرسالات السماوية والأرضية تٌعتبر قتل نفس واحدة بمثابة قتل الناس جميعاً!

و من هذا الأعلان ألرّسميّ .. يُمكنك معرفة وقياس مستوى ثقافة (دُعاة اليوم) الذين يسيرون على خطى و نهج قائدهم العبادي!؟.

هذه حسابات العبادي وهذه ثقافته و فهمه لفلسفة الحياة وخلق ألإنسان و قيمة الشهداء التي بنظره مجرّد رقم لا غير؛ وكتلة لحميّة لا أكثر؛ و لا قيمة ولا كرامة و لا وزن لهذا المخلوق، لكونه لا يفهم معنى الحياة والرّوح والعائلة واليتيم والأرملة والثكلى. و غيرهم .. ناهيك عن فلسفة عليّ(ع) في الحكم!

بل لا يستطيع هذا العباديّ أن يتصوّر الفاجعة وما تعقبها من آثار تدميرية على الأطفال الصغار وعلى مستقبلهم وعلى العائلة ووضعها الاجتماعي والمعاشي!؟.

إن هؤلاء الحكام الجهلاء قد سبّبوا تكريس مأساة شعب عانى العوق الجسدي و النفسي على يد الحكام الظلمة حتى أصيب الجميع بآلمرض بمرض ألذهان الجماعي كما يقول علم النفس الحديث Collective psychosis

Collective mental illness!

العبادي وصل حدّاً وصف معه أهالي الضحايا المغدورين بـ (الكذّابين)، و ذلك حين يقول عنهم في خطابه المذكور: [هؤلاء المُرجّفون يُكبّرون عمل الأعداء والإرهابيين]. والمُرّجف هو الذي يختلق الأكاذيب في اللغة العربية, وهنا يتحير المرء أحيانأً أمام السؤآل الكبير الذي طرحناه سابقاً؛ أيّهما أكثر إرهاباً : دولة العبادي و دعاة اليوم؛ أم دولة داعش و دعاتهم الأرهابيين؟

أين (الكذبة) التي اختلقها أبناء الضحايا يا دولة رئيس الوزراء؟

وهل تُريدهم أنْ يُباركوا صمتكَ وتخاذلكَ و ضحكاتك و هزوك .. حتى لا يكونوا (مُرجفين)؟

إنهم أيها الأرهابيّ الذليل للسلطة وآلدّولار؛ بشرٌ .. لهم مشاعر وأحاسيس وعواطف وقيم، وهم فقراء متعففين .. عيونهم على بداية الشهر حين يأتي آباؤهم بما يسدّ رمقهم، ولا يطمحون كأبنائك بآلنستلة والشكولاته البلجيكية والملكية(ستريت), بل بلقمة العيش فقط، فلقد حذفوا من أحلامهم لعبة بسيطة أو سفرة لمدينة ألعاب أو زيارة مرقد مظلوم مثلهم؛ إنهم أكتفوا بقطع القماش الرث يتسلون بها.

أيُّها العباديّ المنافق؛ أيُّها الباحث عن الولاية الثانية من أمريكا والسعودية؛ أيّها ألمٌدّعيّ لقيادة الدّعوة والدّعوة ألأسلامية الحقيقيّة – لا العلمانيّة – منك ومن أسيادك براء كما من غيرك من الذين سرقوا حتى إحتياطي العراق من النفط، و هو حصة الأجيال التي لم تلد بعد؛ أنت لا تعرف حتى معنى القيم ومعنى الحزن حين يعصر قلوب الفقراء وأهالي الضحايا و قلب طفل فقير برئ؛ كما لا تفهم معنى اليتيم وحال الجائع؛ كما لا تستطيع ان تدرك معاناة طفل حافيّ في الشارع وهو يبحث عن لقمة يأكلها من القمامة؛ أنتم حفنة من العملاء المترفين والجواسيس الأذلاء بلا وجدان جئتم لسرقة وخراب الوطن وهدم آمال الأطفال على صخرة تكبركم الأجوف .. بسبب أمّيّتكم الفكريّة ونفاقكم وثقافتكم الهجينة ألمنحطة التي ميّزت دعاة اليوم بشكل مقرف للغاية.

أهالي الضحايا صادقون كلّ الصّدق لأنهم أكرم منك و من أبيك و من كلّ دعاة اليوم المنافقين، وليسوا كما قلت؛ (لا يعرفون معنى الحياة)، بل انت الذي لا تعرفه، و هذا هو الفرق بين المضحين الكرماء ضد الظلم والفساد و بينكم أنتم الفاسدين المسلطين الذين مردّتم على النفاق لأجل المال و المناصب والرّواتب الحرام, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم, وإن غداً لناظره قريب.
عزيز الخزرجي: فيلسوف كونيّ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here