المحققُ الصرخيَ ..نهجُ الصحابِة وأهلِ البيتِ نهجٌ قرآنيٌّ يا مارقةَ الفكرِ !

فاضل الخليفاوي

إن أهل البيت(عليهم السلام) عنوان مضيء في حياة الإنسانية ، وعنوان شامخ في حركة التاريخ والمسيرة الإنسانية ، وهم أعلام الهدى وقدوة المتقين ، عُرفوا بالعلم والحكمة والإخلاص والوفاء والصدق والحلم وسائر صفات الكمال في الشخصية الإسلامية، فكانوا قدوة المسلمين ورواد الحركة الإصلاحية و التغييرية في المسيرة الإسلامية ، وكان لهم مقامهم الكريم ودورهم السامي عند الفقهاء والمفسرين والرواة والمؤرخين والأدباء والشعراء ، وعند العابدين والزاهدين والأولياء؛

حيث يمتاز المنهج التربوي عند أهل البيت(عليهم السلام) بالتوازن والاعتدال في جميع جوانبه المرتبطة بالإنسان، فيضع لكل شيء حدوده وقيوده ، فلا يطغى جانب على آخر ولا ناحية على اُخرى ، فهو يراعي حاجات الجسد وحاجات الروح في آن واحد ، ويراعي حاجات الإنسان بشطريه الذكر والأنثى ، ويراعي حاجات الفرد والمجتمع فلا تطغى حاجة على اُخرى .
ومن هذه الرؤية تأمّل كيف استثمر القرآن الحالة الوجدانية لأصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )ليغرس في أعماق وجدانهم مفهوماً مهماً عن حقيقة الفوز عند الله، وأن دخول الجنة وتكفير السيئات هما أعظم المرابح وأحسن الجوائز، وأنها أكبر من الانتصارعلى الكافرين، وأنها تكون بالإيمان وطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

إن الدور العظيم الذي أداه علماء الشيعة في سبيل صيانة الدين وحقن دماء المسلمين استقى من دور أهل البيت (عليهم السلام) الذين قدّموا التضحيات العظيمة من أجل أن تبقى راية الإسلام عالية، وكما أدى أئمة أهل البيت دورهم في التصدّي لضلالات النواصب وافتراءات وعاظ السلاطين وعلماء السوء والدفاع عن المذهب الحق،

ومن هذه النظرة العلمية التربوية القرآنية فقد أوضح أحد المحققيين الإسلاميين المعاصرين المنهج المتبع عند الصحابة الاجلاء واهل البيت (سلام الله عليهم أجمعين ) وهذا جزء من كلامه الشريف جاء فيه:

((في تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى?}طه82 . عن الطبري : وقَالَ آخَرُونَ بمَا …سَمعْت ثَابتًا الْبُنَانيّ يَقُول في قَوْله : { وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُمَّ اهْتَدَى } قَالَ(ثابت) : إلَى ولَايَة أَهْل بَيْت النَّبيّ ( صَلَّى اللَّه عَلَيْه وآله وَسَلَّمَ).
أقول : ولاية أهل البيت (سلام الله عليهم ) تأتي بعد التوبة والإيمان والعمل الصالح، هي توفيق من الله سبحانه وتعالى، فمن رزقه الله أن يكون في عائلة، في مجتمع، في مكان، في أرض، في ولاية، تعتقد وتلتزم بولاية أهل البيت (سلام الله عليهم) …، فهذه نعمة من الله، هذا فضل من الله، فعلينا أن نشكر النعمة، علينا أن نلتزم بنهج أهل البيت، علينا أن نلتزم بالولاية الصادقة التي أنعم الله بها علينا، أن نكون زينًا لهم لا شينًا عليهم . ))
مقتبس من المحاضرة { 10 } من بحث “الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)”
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمحقق الأستاذ الصرخي
2ربيع الأول 1438هـ – 2 / 12/ 2016 م

goo.gl/f2ifnv

إن قضية الإصلاح والإيمان الحقيقي قضية مصيرية، يترتب عليها احتفاظ الأمة بمسارها الإسلامي ولن ينصلح حال الأمة إلا إذا قام كل فرد بدوره من إصلاح نفسه ومجتمعه ، والاعتصام بحبل الله تعالى والبعد عن مواطن الخلاف والزلل. نسأل الله عز وجل أن يعصمنا من الفتن والزلل، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والتوبة الصادقة ، وأن يسخرنا لنصرة دينه وعون عباده، وأن يجعلنا بكتابه مستمسكين، وهدي نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) متبعين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here