الهجرات العربية بأتجاه الشرق قديما !

الهجرات العربية بأتجاه الشرق قديما ! حضرموت ودورها المحوري في نقل الثقافة الاسلامية الى اقطار جنوب شرق آسيا ! ح 9 (*)
د. رضا العطار

اما في جزر الفليبين فقد استوطن فيها المسلمون ونشروا فيها الاسلام واقاموا
فيها دولة استمرت حتى عام 1521 حينما هاجمهم الاسبان زمن سلطانهم
عبد القاهر. وبعد زوال حكم الاسبان تحولت البلاد الى السيطرة الامريكية عام 1898, وبعد مرور وقت قصير نال الفليبيون استقلالهم, وعندما وجد الدعاة المسلمون العناية الكافية من قبل السلطة، حينذاك انفتحت امامهم السبل الرحيبة للانتشار الواسع في جزائر المحيط الهادئ.
وقد جاء في ( دراسات عن المسلمين وتاريخهم ) لمؤلفه محيى الشريف المطبوع في العاصمة الفيليبنية مانيلا عام 1905 ما يلي :

( يرجع فضل نشر الدين الاسلامي في الجزر الفليبينية الى علوي اسمه حسن بن علي من ذرية احمد المهاجر، أحد احفاد امام المسلمين جعفر الصادق )
وقد عمل هذا الشخص على نشر الاسلام بادئ الامر في جزيرة – يوايان – وعندما احيط ملك الفليبين علما بدعوة هذا العلوي حتى دعاه اليه, طالبا منه ان يشرح لجلالته جوهر عقيدة الاسلام, وعندما انتهى الضيف كلامه, اعلن الملك اسلامه على يديه, وما ان شاع الخبر بين سكان الجزر : ميندانا , مافيندانا , سولو , سبيو , كوتا , بارو , كمبايان , تمبارا و ليبونغانا. حتى توافد الاهالي زرافات ووحدانا على الدعاة يعتنقون الدين الجديد لملكهم برضا وسرور ) – – – والجدير ذكره ان الدعاة هؤلاء كانوا يعلًمون السكان المحليين القراءة والكتابة.

لقد شهدت بلاد تايلند بين القرن الثاني والخامس عشر تدفقا اسلاميا عربيا هادرا كان فيهم بعض العلويين من ذرية الامام جعفر الصادق، وقد لقوا من ملكها الاستقبال الرحب، افضوا على بعضهم مراتب عليا في الدولة, خاصة ما كان يتعلق بشؤون التجارة والجيش وكان تاثير العقيدة الاسلامية في المجتمع التايلندي تاثيرا عميقا وواسعا لدرجة انه بعد اجيال كان احد سفراء تايلند في الخارج بعد نيل الاستقلال السياسي مسلما. والطريف انه لما حضر مندوب ملك تايلند ليهنئ المسلمين بالمولد النبي، يشاركهم احتفالهم, جاء في خطابه انه يشعر بالغبطة والسرور كلما حدثته امه عن جدها الاكبر رجل الدين المسلم الشيخ احمد المهاجر.

يمكن القول ان عام 1150 للهجرة كان عام الهجرة الحضرمية الاخيرة التي انطلقت من الجزيرة العربية متوجهة الى اندونيسيا كان بينهم اربع علويون مغامرون هم حسين القدري وعثمان حسن ومحمد حامد ومحمد القدسي, كان هدفهم يومذلك السعي وراء العيش الكريم ليس الا, بيد ان الحظ قد حالف بعضهم فاقترنوا بالاميرات، بنات السلاطين في اندونيسيا. بعد ان انبهروا بهؤلاء كونهم منحدرين من سلالة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام. وفي نظرهم كان موضوع المصاهرة معهم، موضع فخر وشرف. وقد تطور هذا الامر بعدئذ حتى اصبح بعض ابناء المهاجرين يرتقون عرش المملكة. هكذا ظهر السلطان سياك والسلطان فونتيانك وهما في الاصل كانوا من سلالة هؤلاء الوافدين.
* مقتبس من كتاب دائرة المعارف الاسلامية لمؤلفه حسن الامين بيروت 1990 .
الحلقة التالية في الاسبوع القادم !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here