باب ضمير العالم!

صديقي العزيز محمد شيت. منظر المرأة لا زال يطاردني، بحثت عنها في كل مكان في تلك المدينة المنكوبة، لم أجدها لكني وجدت العشرات من امثالها، ثم عثرت على المئات من الرجال والأطفال ممن عاشوا قصة مثل قصتها. تراجيديا مكررة يصعب تصديقها، هذه هي الموصل.
خرجت في صباح يوم الخميس المصادف 12.05.2015 كي أوصل ابنتي الى الجامعة، خرجت بالسيارة الى شارع الحدباء الرئيسي، صرخت ابنتي وهي تمد سبابتها الى الأمام. أفزعني صوتها نظرت باتجاه السبابة، رأيت شابا معلق على عمود الكهرباء. منظر الشاب وقد تدلى رأسه وكأنه يتوسل الأرض أن تجد له قبرا، جعلني استدير في منتصف الشارع و اعود باتجاه آخر. بقيت ابنتي تغلق عيونها بيديها في حالة هيستيريا لفترة لا أستطيع أن اصفها بالقصيرة. محاولة يائسة لمسح ذلك المنظر التراجيدي من أمام عينيها.
في اليوم الأحد توجهت الى الجامعة و أخذت طريقي المعتاد، وجدت الشاب معلقا في مكانه و امرأة تقف الى جانبه تحمل وعاء فيه ماء، و منشفة تمسح رجليه بحنان من آثار الدماء و كأنها تخشى أن تؤلمه أو توقظه من غفوة هنيئة، ثم ترفع يديها بالدعاء له بهدوء و عيونها تستعطف السماء.
في يوم الاثنين كانت واقفة في مكانها المعتاد تمارس نفس الطقوس وقد توقفت كثير من السيارات بالقرب منها، ونزل الركاب رجالا و نساء متشحات بالبراقع السود بمحاولات ولدت ميتة لمواساتها، و منحها بعض المال، لم اسلك ذلك الطريق لأيام و بعد فترة عدت لنفس الشارع و لم أجد لا الجثة و لا المرأة. وجدت صديقي صاحب المحل المقابل لمكان الحادثة جالسا على كرسي أمام دكانه يبحلق في السماء. أوقفت سيارتي وترجلت لكي اتحدث معه. بعد عبارات التحية المعتادة والسؤال عن الحال و الأحوال سألته.
– ماهي قصة تلك المرأة التي كانت تقف أمام الجثة. اتشح وجهه بالحزن ونظر في عيوني كمن يتوسل أن اسحب سؤالي، بقيت صامتا انظر في عينيه، أجابني أخيرا.
– الشاب شرطي سابق اعتقلته داعش و اعدمته. نفخ بحسرة وهز رأسه عدة مرات بحركة بطيئة قبل أن يكمل حديثه.
لم يبلغوا أمه عن مكانه، وجدته بالصدفة البحتة. كانت تأتي يوميا لتغسله وتقرأ له القرآن وتدعو له بالرحمة. بدأ الناس يتوقفون بسياراتهم ويحاولون مساعدتها.
شعرت أن هذا الموضوع لم يرق لداعش. فسألته مستعجلا الإجابة.
– كيف كانت ردة فعل الدواعش؟ ابتسم بسخرية سوداوية، اشد ايلاما من السوداوية المجردة.
– أخفوه عن أمه. عندما جاءت في صباح يوم الأربعاء لم تجد الجثة، أخذتها داعش في الليل. تركوا المرأة فريسة لقهر لا يقتل فترتاح منه، و لا أمل في إيجاد قبره. مسحت عامود الكهرباء ودعت له واختفت بين أبناء المدينة. أقصى امنياتها كانت أن تملك له قبرا تزوره. سكت صديقي الدكتور محمد شيت.
أغمضت عيني باحثا عن استراحة ذهنية، ثم فتحت عيوني و قلت لصديق اذا تمكنت منظمة إرهابية من خلق هذا الكم من القهر و الحزن، فكم من الحب و الفرح يمكننا أن نمنحه للعالم أجمع لو تجمعت كل الطاقات الخيرة مع آلاف المنظمات الإنسانية في هذا العالم.
خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة، نحن لا نؤمن بالحرب ولا بالسلاح لخلق السلام بل نؤمن بالحب والحرية لهذا العالم. سنعمل كلنا معا في منظمة واحدة لنخلق قيما إنسانية جديدة.
أدعموا منظمة كلنا معا All Together و أمنحونا فرصة لنحقق احلامكم. حلمكم بالسلام العالمي هو مخططنا.
يمكن التبرع على . Pay Pal
الحساب: [email protected]
او رقم الحساب المصرفي:
Organisasjon konto nummer er:
6215.05.96047
للتواصل معنا
Mohamed Al-Mofty mobil nr
0047 9666 9444
أو
Imad Al-Samaray mobil nr
محمد المفتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here