(لا تحملون العبادي..اكبر من طاقته ومحدوديته وما مرسوم له)..(لا حل الا الادارة الدولية للعراق)

بسم الله الرحمن الرحيم

كما يبدوا ان كل رئيس وزراء عندما يتحرك.. يتحرك ضمن ما مرسوم له من دور.. وانهم محدودين القدرات الشخصية.. فلا يمكن تحميلهم اكثر من طاقتهم.. فهم اعطوا اقصى ما لديهم.. والخطوط الحمر المرسوم لهم لا يمكن ان يتجاوزوها.. وان حاول اي منهم ان يتجاوز دوره .. سنجده يتهاوى بسرعة.. بمخالب المقربين له وحزبه انفسهم.. وشركاءهم بالحكم معا.. مع ايماني شخصيا بان اي منهم (تم جلبه لمعرفة قدراتهم المحدودة) قبل تنصيبهم واختيارهم اصلا.

فحيدر العبادي.. هل يستطيع ان يواجه الفساد ويعتقل الفاسدين.. كما فعل مثلا مهاتير محمد زعيم ماليزيا ؟؟ الجواب كلا.. فانه سوف يواجه تحدي اكبر من طاقته وامكانياته القياديه:

1. حزب الدعوة حكم لاكثر من 12 سنة.. 8 سنوات للمالكي واربع سنوات للعبادي.. والفساد الاكبر وسوء خدمات ووضع امني مزري بظل حزب الدعوة.. ومنها ما ختمها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بسقوط ثلث منطقة العراق بيد داعش.. وتشريع المالكي لعشرات المليشيات المسلحة.. بهيئة حشد خارج سيطرة الحكومة والعبادي اصلا.. و قتالها بسوريا بدون اذن من بغداد.. خير دليل على ذلك.. اذن اي مواجهة مع (لوبي الفساد) سيكون ضمنه مواجهة حزب الدعوة و قياداته ومسؤوليه.. مع المليشيات الموالية لهم.

2. اي مواجهة مع لوبي الفساد بالعراق يعني مواجهة مع ايران نفسها.. ومليشياتها.. لعدة اسباب.. منها.. ان النظام السياسي بعد عام 2003 هيمنت عليه القوى السياسية الموالية لايران وبعضها اسستهم ايران داخل اراضيها بالثمانينات.. وهم متورطين بالفساد والفشل.. وكذلك لتورط الشركات والمسؤولين الايرانيين مع مواليهم بالحكم ببغداد لسنوات بصفقات فساد كبرى.. لذلك سيكون اي رئيس وزراء يعلن الحرب على الفساد يعني اعلاه حربه على ايران نفسها.. وخاصة ان العقوبات ضد ايران اليوم.. .وهذا ما يجعل ايران تعتبر العراق اكثر (بقرة حلوب تستحلبها باقصى ما لديها).. اكثر من ذي قبل وبكل قسوة ولا رحمة كعادتها.. بالتعامل مع منطقة العراق سواء قبل او بعد عام 2003.

3. تورط المليشيات الموالية لايران، بعمليات تهريب النفط والمخدرات، كما تشير لذلك التقارير الامنية.. وانها خارج ايطار الدولة.. وتعمل لتامين ممر بري لايران للمتوسط.. وجعل العراق ساحة وجبهة لتصفي ايران فيها حساباتها الدولية والاقليمية للضغط على امريكا من اجل ان تجني طهران مكاسب لمصالحها القومية العليا.. لذلك مجابهة الفساد ومن اوجهه التهريب.. سيكون يعني مواجهة مع مليشيات موالية لايران في العراق..

ماخذين بنظر الاعتبار اي خيار بديل يطرح.. يعني الرجوع ليس للمربع الاول لعام 2003.. بل الرجوع لما قبل ذلك..:

فقد جربنا الحكم الملكي وسقط.. والجمهوري والرئاسي ومنها بزمن صدام وسقط.. وما بعدها البرلماني.. بفساده .. وجربنا القوميين والاسلاميين والوطنيين..وكلهم فشل بفشل..

وتم خداعنا بان سبب مشاكلنا هي صدام والبعث.. سقط صدام والبعث وانفتحت ابواب جحيم جديدة.. فجاءت القاعدة والزرقاوي وانظمة الفساد المالي والاداري.. ليقتل الزرقاوي وتهزم القاعدة.. فتحت ابواب جحيم اخرى داعش والبغدادي.. وقالوا بعد داعش وهزيمتها.. تنفتح ابواب العراق للكمرة والربيع.. فما فتحت الا للجحيم ايضا.. بانتخابات مزورة.. ومخاطر جفاف الانهار.. وفساد وسوء خدمات وانهيار للتعليم اخرها تسريب اسئلة البكلوريا.. وعودة داعش بتكتيكات اخطر.. مع بقاء الفساد ومنظومته منذ ذلك الوقت بدون ان تنهز.. بل تستمر ويتمدد الفساد اخطر واخر..

كل ذلك يؤكد ضرورة الادارة الدولية للعراق .. تأخذ على عاتقها المهام التالية خلال فترة الادارة الدولية:

1. تأسيس محكمة دولية كمحكمة لاهاي بعد الحرب العالمية الثانية ولكن هذه المرة لمحاربة اركان الفساد المالي والاداري بمنطقة العراق منذ عام 2003.. ومتابعتهم وسجنهم.. واستعادة الاموال.

2. تاسيس منظمة تشرف عليها المحكمة الدولية لاستعادة الاموال العراقية المهربة.. لحساب مالي مخصص لاعادة اعمار منطقة العراق.. وخاصة ان الفاسدين كثير منهم ذوي جنسيات اجنبية ويقيمون هم وعوائلهم خارج العراق.

3. فدرلة العراق لثلاثة اقاليم فدرالية.. للانتقال لمرحلة ما بعد الطائفية المذهبية والعنصرية القومية.. لمرحلة تتجاوز فيها المكونات المخاوف فيما بينها عبر حكم بنفسها بنفسها.

4. حصر جميع العقود لاعادة الاعمار والبناء بمنطقة العراق.. بالشركات العالمية المعتمدة حصرا.. من اوربا وامريكا واليابان.. وخاصة ان احدى اسباب ارتفاع الفساد بالعراق هي التعاقد مع شركات من دول العالم الثالث والجوار كايران والصين وتركيا ومصر وامثالها بعد عام 2003.

5. النهوض بالقطاعات الصناعية والزراعية والخدمية وقطاعات الكهرباء والمجاري والمياه.. من اجل توفير فرص عمل لملايين العاطلين .. ونهوض الاقتصاد بشكل يجعله مستقلة عن النفوذ الايراني والتركي والمصري والجوار بشكل عام.. مما يمكن لاستقلال القرار ببغداد.

6. اقامة ثلاث قواعد عسكرية دولية امريكية.. بمنطقة العراق.. الاولى بالجنوب لمواجهة التغول الايراني، والثانية بالمثلث الغربي لمواجهة اي مخاطر لسونومي سني كداعش، و الثالثة بكوردستان لمواجهة اي ردات فعل اقليمية وداخلية لاندفاع الشعب الكوردي للاستقلال بارضهم كوردستان.

…………………….

واخير يتأكد لشيعة منطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

………………………

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here