لماذا كانت نتيجة مبارة البرتغال وأورجواي منطقية؟

قراءة فنية : صلابة دفاع أوروجواي تصنع الفارق امام البرتغال

    يعتبر فوز منتخب أوروجواي على نظيره البرتغالي 2-1، في ثمن نهائي بطولة كأس العالم المقامة في روسيا، نتيجة منطقية، إذا ما وضعنا بعين الاعتبار الأسماء المؤثرة في الفريقين، إضافة إلى قياس مدى فاعلية الخطط التكتيكية.

وضربت أوروجواي موعدًا مع المنتخب الفرنسي في ربع نهائي البطولة، لكنّها تعرّضت لضربة قوية لم يتّضح مدى تأثيرها بعد، إثر خروج نجم الفريق إدينسون كافاني من الملعب مصابًا في الشوط الثاني.

إصابة كافاني مقلقة بكل تأكيد، لأنه واحد من أهم نجوم أوروجواي، ولعب  دور البطولة، عندما سجّل هدفين في مرمى البرتغال، ليؤكد أنه من أفضل مهاجمي العالم حاليا.

لكن ذلك لا يعني أن منتخب بلاده لا يستطيع اللعب في ظل غيابه، فقد قدّم أكثر من لاعب المستوى المأمول منه، لا سيما في الشق الدفاعي.

اعتمد تاباريز على طريقة اللعب 4-4-2، فكان الدفاع مستقرا بوجود ثنائي أتلتيكو مدريد دييجو جودين وخوسيه ماريا خيمينيز، ولعب دييجو لاكسالت على الناحية اليمنى، ومارتين كاسيريس على اليسرى، وتناوب لوكاس توريرا وماتياس فيسينو على قيادة وسط الفريق، بإسناد من رودريجو بينتاكور وناهيتان نانديز، وراء ثنائي الهجوم المكوّن من كافاني ولويس سواريز.

إيقاف الكرات العرضية

وأجاد الدفاع في قطع معظم الكرات العرضية أمام مرماه، كما أنّه تمتّع بإسناد ضروري ومهم من لاعبي الوسط، لا سيما وأن أوروجواي تقدّمت في النتيجة مبكّرا، فكان التركيز على إغلاق المنافذ أمام مهاجمي البرتغال، والأهم من ذلك، عدم السماح بتمرير الكرات البينية من العمق، إدراكا من المنتخب الأوروجواياني أنه قادر على التعامل مع الكرات المرسلة أمام مرماه من الجناحين

أدى فيسينو على وجه الخصوص، دورا حيويا مزدوجا في وسط الملعب، لكن الحمل الهجومي كان على عاتق كافاني وسواريز، وهو أمر يجب التوقّف عنده، لأن هذين اللاعبين قاما أيضا بأدوار دفاعية من خلال العودة إلى الخلف واستلام الكرة في محاولة لصنع وتنفيذ الهجمات المضادة.

لمسة كافاني الأخيرة كانت حاسمة في فوز أوروجواي، لكن هذا لا ينتقص من الأداء الفعّال للمشاغب سواريز الذي أرهق دفاعات البرتغالي بنشاطه واحتفاظه بالكرة، كما أنه صنع بإتقان الهدف الأول.

قلة حيلة البرتغال

في الجهة المقابلة، بدا المنتخب البرتغالي محدود الخيارات في الناحية الهجومية، لسببين، الأوّل يتمثّل في قلّة الأسماء التي يمكنها إحداث الفارق، والثاني يكمن في إغلاق كافة المحاور أمام اللاعبين، وإرغامهم على رفع الكرات التي نادرا ما كانت تشكّل خطرا على مرمى الحارس الأوروجواياني فرناندو موسليرا.

ولجأ مدرب المنتخب البرتغالي فرناندو سانتوس إلى طريقة اللعب 4-4-2 أيضا، فتألّف الرباعي الدفاعي من رافائيل جوريرو وبيبي وجوزيه فونتي وريكاردو بيريرا الذي لعب على حساب سيدريك سواريس كظهير أيمن، وتولّى ويليام كارفاليو دور لاعب الارتكاز بمساندة من أدريان سيلفا، وتواجد برناردو سيلفا وجواو ماريو على الجناحين، فيما لعب جونزالو جويديس إلى جانب النجم كريستيانو رونالدو في الهجوم.

الهدف المبكّر الذي تلقّاه البرتغاليون أثّر بشكل كبير على معنوياتهم، لكن الكتلة الدفاعية للخصم داخل منطقة الجزاء غرست الإحباط في نفوسهم، وكانت الأمور تسير بشكل جيّد في تنظيم الهجمات حتى لحظة وصول الكرة إلى الجناحين، لأن الأسلوب الوحيد لإيصال الكرة أمام المرمى تمثّل في رفع الكرات العرضية التي تفنّن دفاع أوروجواي في إبعادها.

وأخيرا، عانى رونالدو من العزلة، ولعب دورا في ذلك عدم تمتّعه بإسناد من المخيب للآمال جويديس، بيد أنه لم يتمكّن من صناعة الفارق هذه المرة عبر أداء فردي، فكان ظهوره في المباراة خجولا وغير مؤثر، ليودّع برفقة غريمه التقليدي، الأرجنتيني ليونيل ميسي، البطولة من الباب الخلفي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here