ومضات خاطفة : العبادي الآن في موقف محرج حقا !

بقلم مهدي قاسم

1ـــ و أنت أيضا أيها” القائد العسكري ” ترسل إشارتك للإرهابيين ؟

من المعلوم أن من مواصفات خطة ناجحة في تكتيكات عسكرية هي تلك التي تعتمد على روح مباغتة ومداهمة للعدو الذي غير مهيأ أو مستعد بعد للمواجهة بسبب عدم توقع أو انتظار لحظة حدوثها و اندلاعها ..

وهو أمر واضح و مفهوم ، لا يشك و لا يجادل في حقيقة صحته و جدواه غير أحمق أو أبله ..

غير أنه يبدو أن مهازل السياسة العراقية المتخبطة والمضحكة تنعكس أحيانا حتى على المؤسسة العسكرية التي تتغافل عن هذه الحقيقة ، فعلى سبيل مثال نجد ضمن هذا السياق قائدا عسكريا يرسل إشارات إلى الإرهابيين ، كأنما حاثا إياهم على الهروب والاختفاء قبل مداهمتهم من قبل الجيش و ذلك من خلال تصريحه العلني التالي :

( أكد قائد العمليات الخاصة الثانية، قائد خطة فرض القانون، اللواء الركن معن السعدي، اليوم الأحد، بأن الساعات المقبلة ستشهد هجوماً للقوات الأمنية العراقية على أوكار لمسلحي داعش في محيط مدينة كركوك ــ نقلا عن صوت العراق ) ..

فالمرء هنا لا يحتاج إلى كثير من فطنة ليستنتج بأن هذا القائد العسكري أما لا يفهم شيئا كثيرا في الأمور الخطط العسكرية السرية ، و إما أنه يرسل إشارات إلى عناصر داعش لمغادرة أوكارها و الاختفاء من المنطقة بأسرع وقت ممكن و قبل وصول الجيش إليها ..

وهو في كلا الحالتين يخرق أصول وتقاليد المسلكية العسكرية القائمة أصلا على السرية التامة و الانضباط المطلق و عدم بوح بأي شيء يخص تحركات وحدات الجيش ..

فضلا عن القائد العسكري الجيد والناجح لا يصرّح إلا بعد انتصار ساحق ومكلل بنجاح فائق .

2 ــ العبادي في وضع سياسي محرج حقا

بعد رحيل أعضاء البرلمان العراقي السابق إلى مزبلة التاريخ السياسي ، أصبحت يدا السيد حيدرالعبادي طليقتين و إرادته السياسية حرة وإمكانياته الرسمية غير محدودة على صعيد ملاحقة ومحاسبة الساسة الفاسدين سواء كانوا من مسئولين كبار أو برلمانيين و غيرهم ، من خلال إعطاء إيعاز أو أوامر إلى السلطات الجنائية للقيام بواجبها المطلوب والضروري من هذه الناحية ، سيما أن قائمة الفاسدين طويلة وعريضة ، تحتوي على رؤوس فساد كبيرة التي مكانها الطبيعي والمناسب يجب أن يكون الآن خلف القضبان انتظارا للأحكام القضائية المستقلة والعادلة ..

أما لماذا العبادي في وضع محرج الآن ؟ ..

لأنه صرّح مرارا وتكرارا ، مهددا من خلال ذلك بملاحقة و محاسبة و حبس الفاسدين من مسئولين و سياسة متنفذين ..

ولكن إلا أشوية ..

أما الآن …..

فها هي الفرصة الذهبية و النادرة قد جاءت سانحة و متاحة و حانية وهي تهلهل للعبادي و تدعوه إلى الإيفاء بوعده ..

ولكن هل يستغل هو هذه الفرصة الرائعة ؟ ..

أنا أشك في ذلك ..

أما إذا دحض شكي هذا بإجراءات ملاحقة وحبس فاسدين كبار بكل إصرار و جدية و بنتائج ملموسة و مثمرة ، فسوف أجد نفسي مدينا له باعتذار ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here