يوسف رشيد الزهيري

يوسف رشيد الزهيري

“سراجق عاصمة قبيلة الزهيرية” من اقدم قرى محافظة ديالى واشهرها واغناها زراعة ومن أثارها التأريخية “قلعة الزهيرية المشهورة ” ومعنى اسم “سراجق”هو معسكر الجيش او خيم الجيش التي كانت تتمركز بها القوات العثمانية منذ العصور القديمة ،للسيطرة على حركات التمرد والعصيان وعدم دفع الضرائب من قبل مزارعين القرية والقرى المجاورة، وتشير بعض الروايات الشيعية على أن قرى سراجق واحدة من معسكرات جيش الأمام المهدي عليه السلام وان في هذه القرية مجموعة سرية من انصاره سوف تظهر عند ظهوره وتقاتل تحت رايته”

ساهم زعماء القرية وافرادها بالثورة الشعبية الكبرى في أحداث “ثورة العشرين ” ضد القوات البريطاني.ة وقدم ابناء القرية الباسلة التضحيات الجسام في مقارعة النظام الدكتاتوري السابق، وتعرض الكثير من ابنائها الى الاضطهاد والتصفية وحملات الإعدام من قبل النظام المقبور، والتي طالت الكثير من رموز ابناء القرية امثال الاستاذ حكمت عبد العزيز الزهيري والذي كان يتمتع بمنزلة رفيعة ومكانة دينية كبيرة ،كونه وكيلا للمرجع الديني “محسن الحكيم” وجرى تنفيذ الإعدام بعد ان تم القاء القبض عليه وعلى ابنه” النقيب رعد حكمت “بتهمة التأمر على النظام المقبور واعدامهم سويا.

استمرت الحركة الكفاحية والجهادية لابناء سراجق الباسلة ودافعوا عن مبادئهم وعقيدتهم وعن قريتهم ودور العبادة ،وصدوا العديد من الهجمات الارهابية لتنظيم القاعدة الارهابي عام ٢٠٠٦ حيث انبثق جناحها العسكري المعروف بالجناح العسكري” لقبيلة الزهيرية ” بقيادة الشيخ راسم القاسم وشقيقه صلاح وثلة من المؤمنين المجاهدين من ابناء القبيلة وبجهود وامكانيات وتسليح ذاتي ومنظم،تمكنوا من طرد الفلول والعصابات الارهابية وتأمين القرية وضواحيها من الهجمات الارهابية المكثفة، واحلال الامن والسلم واشاعة روح التعاون والوحدة بين صفوف المجتمع في القرية .كما لعب الجناح العسكري دورا هاما وبارزا على مستوى محافظة ديالى والمدن المغنصبة ابان الغزو الداعشي عام٢٠١٤ ووقفوا صدا منيعا بدعم من العشائر العربية المتحالفة بالوقوف سدا منيعا على اسوار قلعة سراجق العز والبطولة والبسالة ،وشاركوا في تحرير العديد من المدن والنواحي من دنس داعش التكفيري بكل شجاعة وتضحية، وخرجوا مطاالبين بالإصلاح والتنديد ضد الفاسدين وخاصة في محافظة ديالى حيث استمرت تظاهراتهم السلمية واعتصاماتهم للمطالبة بالإصلاح الحكومي وتحسين الظروف والأوضاع الخدمية والامنية .

وقدموا قوافل من الشهداء الأبرار في مسيرتهم الجهادية الحافلة بالانتصارات على طريق ابا الاحرار الحسين (عليه السلام ) وتحت راية الوطن الخفاقة في ساحات المنازلة الكبرى الذي حملها جدهم الأكبر فارس الجزيرة العربية “عنترة بن شداد العبسي” وحملها العراقيون النجباء على مر التاريخ .فالعلم والراية هما رمز الوطن ، والشعار اللذان يدلان عن اسم وعنوان وهيبة الدولة المستقلة، وهو الراية الوطنية والشعور بالانتماء للأرض والوطن، وهو الخيمة التي يأوي تحتها كل مواطن غيور وشريف على وطنه. فالعلم يشيرإلى الدولة في جميع المحافل الدولية، سواء في الداخل كانت أم في الخارج، فهو الرمزية الباقية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل مهما تغير الأشخاص ومهما تعاقبت الشعوب والانظمة الحاكمة على الوطن، لذلك يتخذ المواطنون في مختلف دول العالم من العلم رمزاً لانتمائهم وتاريخهم وحضارتهم ، وتفاخرا بين الشعوب فيتخذون منه رسوماً تزين كل الاشياء ويعلقونه وسام في صدورهم أيضاً كقلادةٍ يحملونها أينما يذهبون، كما تمثل ألوان العلم دلالة على أحداث مر بها الوطن، او دلالات واضحة ترمز له ضمن ابعاده التاريخية والحضارية والاجتماعية ، لهذا يقترن ذكر العلم دائماً بالرفعة والحماسة والزهو ووجوب الحفاظ عليه مرتفعاً خفاقاً وعالياً، يتطلب التضحيات فلأجل أن يظل مرفوعاً تبذل الأرواح، فما من شيء يشعر الإنسان بالانتماء والولاء لوطنه أكثر من رؤية علم بلاده يرفرف، بكل عزة وإباء فقيمته المعنوية عميقة جداً، لا توازيها أي مكانة.وخاصة في ظروف النصر على الأعداء .

مرسل من هاتف Samsung Galaxy الذكي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here