هل نصدق ماقاله سفير واشنطن الاسبق لدى العراق كريستوفر هيل؟

بقلم: نعمت شريف

تصريحات غريبة جدا لدبلوماسي مخضرم مثل كريستوفر هيل. ليس دفاعا عن احد، ولا ضد احد، ولكن الواضح ان هيل بتصريحاته الفجة ان كانت صحيحة يخالف جميع القيم الدبلوماسية والوطنية وتعهداته للعمل في صفوف المنتسبين للحكومة وبشكل خاص وزارة الخارجية الامريكية. للدبلوماسيين في جميع انحاء العالم اعراف والتزامات بالاضافة الى انتمائهم وولائهم لدولهم، فلا شك ان كريستوفر هيل ضرب بجميعها عرض الحائط وجلب على نفسه العار وربما الويل، لان القانون فوق الجميع ولا بد ان يحاسب قانونا ان كانت صحيحة وكشف سرا قبل ان يرفع دولة القانون اي دعوى ضده.

ان توقيت تصريحاته في هذا الوقت بالذات حيث يمر العراق بمرحلة حرجة بعد الانتخابات في ايار الماضي ولا يزال المالكي يطمح في العودة الى الحكم لولاية ثالثة، وهذه التصريحات بالتأكيد يرفع مكانته ووطنيته، ويبرأه من الكثير من القال والقيل عن دوره في سقوط الموصل وغيره من المدن والقصبات العراقية. في الوقت الذي كنا نشكك دائما في ان يكون للمالكي دور خياني في سقوط الموصل، نشكك الان وبشكل جدي في ما يقوله السفير الاسبق كريستوفر هيل. اذا صدقنا ما قال هيل، فربما لم يقلها بدون مقابل، واذا كان كذلك، فهنا الطامة الكبرى حيث سيندرج في باب المحاولات التي يتم ترتيبها للتبرئة، ولكنها تبرهن العكس.

وأما عن تدخل الولايات المتحدة في الدول الاخرى فواشنطن ليست خجولة في ذلك اذا تطلبت الظروف او المصالح للقيام بذلك فتجربتا تشيلي ايام سلفادور اليندي وايران ايام الدكتور مصدق تقفان شاهدين تاريخيين فلا غرابة في ذلك اذا تطلبت مصالحها ذلك. ولكن هل ان السفير هيل اهل للثقة، وان نرفع تصريحاته الى مستوى التصديق؟ لا اعتقد ذلك، ولكنها تصلح لان تكون موضوعا للمجاكرة او المزايدات السياسية وربما لقضية قانونية او المسائلة امام الكونكرس الامريكي للوصول الى الحقيقة. ادناه مقال عن اكاذيبه السابقة امام الصحافة الامريكية.

BEST DEFENSE
ر
كم كانت اكاذيب السفير كريس هيل مع الواشنطن بوست؟ الكثير على ما اعتقد
ترجمة: نعمت شريف

في كتابها الجديد تقول أما سكايس، كنت ارغب في ان ارى مقطعا يتعلق بشئ كنت قد كتبت تقريرا عنه هنا في مجلة قبل سنوات. في سبتمبر 2009 كتبت ان العلاقة بين الجنرال ريموند أوديرنو والسفير الامريكي Best Defense
الى العراق كريستوفر هيل كانت فاترة وتتدهور. أنكرها هيل بلا تردد قائلا….

بقلم توماس ي. ريكس
31 آذار 2015 الساعة 11:04 صباحا

AFP/Getty Images

نائب الرئيس الامريكي جو بايدن يتحدث الى الجنرال راي اوديرنو(الوسط) والسفير الامريكي لدى العراق كريستوفر هيل (اليسار) في السفارة الامريكية في بغداد في 3 تموز 2010
AFP PHOTO / ALI AL-SAADI (Photo credit should read ALI AL-SAADI/AFP/Getty Images) 

في كتابها الجديد تقول أما سكاي، كنت ارغب في ان ارى مقطعا يتعلق بشئ كنت قد كتبت تقريرا عنه هنا في مجلة قبل سنوات. في سبتمبر 2009 كتبت ان العلاقة بين الجنرال رايموند أوديرنو والسفير الامريكي Best Defense
الى العراق كريستوفر هيل كانت فاترة وتتدهور. أنكرها هيل بلا تردد قائلا ل “ال كامين” الصحافي من جريدة الواشنطن بوست ان “فكرة العلاقات الفاترة بينه وبين الجنرال اوديرنو في الحقيقة خطأ و180 درجة عكس الواقع، وانها لا تمت الى الحقيقة بصلة.” واستمر بقوله مؤكدا انه كان يمضي اوقاتا اجتماعية مع اوديرنو، يدخنان السيجار ويتحدثان عن رياضة الفوتبول في الجامعات. وبكلمة اخرى: ماذا كان توم ريكس يفكر؟
والان تقول سكاي في كتابها ان العلاقة بين اوديرنو وهيل كانت سيئة الى درجة ان التقى اوديرنو مع وزيرة الخارجية آنذاك السيدة هيلري كلينتون لمناقشة المشكلة. “اشتكى الجنرال اوديرنو لها ان هيل لم يختلط مع العراقيين او مع الاخرين في السلك الدبلوماسي – ان اهتمامه الوحيد يبدو انه كان يتابع نشاطات الجيش الامريكي. كان الامر مخيفا كيف ان شخصا يمكنه ان يسمم المكان هكذا” (التأكيد -للعبارة الاخيرة- من ت.ريكس)
ولكن انتظر، هناك المزيد! في السنة التالية، عندما كان أوديرنو يجادل ضد دعم المالكي لقيادة العراق، أذاقه هيل صفعة (سياسية). سكاي تقتبس من اوديرنو الذي كان منزعجا بكل وضوح بقوله ان هيل “قال لي ان العراق غير مؤهل للديموقراطية، وان العراق بحاجة الى رجل شيعي قوي. وان المالكي هو الرجل الذي نريده.”
وتضيف سكاي، عندما استبدل هيل بالسفير جيم جيفري “تحسنت الاجواء مباشرة وانتهى العداء بين الجيش والسفارة. ولكن جاء ذلك متأخرا. لقد تحقق الضرر. ان القيام بدعم المالكي علانية، أفقدت الولايات المتحدة امكانية العمل كوسيط بين زعماء العراق.”
ان استنتاجي هو: ان السفير هيل كان يكذب وجها لوجه عندما قال للواشنطن بوست ان كل شئ كان على مايرام بينه وبين اوديرنو. وسؤالي هو: كم من اللوم يمكن ان يلقى على هذه العلاقة الرهيبة بين هيل واوديرنو عن الوضع الراهن في العراق؟ ان هذه العلاقة تقف بموازاة العلاقة بين بول بريمر والجنرال ريكاردو سانجيز قبل عدة اعوام. وكم قذرة يمكن ان تصبح حكومتنا في هذه المغامرات؟
توماس ي. ريكس: كان يقوم بتغطية الجيش الامريكي من 1991- 2008 لحساب جريدة وول ستريت جورنال، ومن ثم لحساب جريدة الواشنطن بوست. ويمكن التواصل معه على
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close