كركوك تمضي بإعادة العدّ والفرز اليدوي من دون الحديث عن خروق جديدة

انتهى اليوم الأول من بدء العد والفرز اليدوي في كركوك من دون الحديث عن شبهات تلاعب بالإجراء الجديد. وفي صباح يوم أمس الثلاثاء قال مسؤولون إن مفوضية الانتخابات بدأت بإعادة عدّ وفرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أيار الماضي لتقترب بذلك البلاد خطوة من تشكيل حكومة جديدة تأخرت لأسابيع.وذكر مصدر في مفوضية الانتخابات أن إعادة العّد والفرز بدأت في محافظة كركوك ومن المتوقع أن تحذو ست محافظات أخرى على الأقل حذوها في الأيام المقبلة.

وأمر البرلمان الشهر الماضي بإعادة عد وفرز جميع الأصوات بعدما خلص تقرير حكومي إلى مخالفات واسعة النطاق. وكان زعماء الكتل السياسية قد بدأوا بإجراء مفاوضات حول تشكيل الحكومة المقبلة.
لكنّ لجنة تضم قضاة وتشرف على إعادة العد والفرز قلصت في ما بعد من نطاق العملية وقالت إنها لن تشمل إلا الأصوات المشكوك فيها الواردة في شكاوى أو تقارير رسمية بحدوث تزوير.
وأضافت اللجنة أن الأصوات التي أدلى بها عراقيون في إيران وتركيا وبريطانيا ولبنان والأردن والولايات المتحدة وألمانيا سيعاد عدّها وفرزها.
وحضر ممثلون عن الأمم المتحدة وسفارات أجنبية عملية إعادة الفرز إلى جانب مراقبين محليين ودوليين.
وسقط قتيل وأصيب 20 في كركوك يوم الأحد في انفجار سيارة ملغومة يقودها انتحاري قرب مخزن لصناديق الاقتراع. وقالت مصادر بالشرطة، لرويترز، إن المخزن لم يصب بأضرار.
وعلى وفق النتائج فإن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني فاز بأكثر عدد من المقاعد فيما اتهمه العرب والتركمان بتزوير الانتخابات. وقال رئيس قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، إن الحزب قدم طعوناً الى القضاة المنتدبين حول عدد من صناديق الاقتراع.
وأضاف ريبوار طه، لمراسل (المدى) في كركوك إن “المفوضية بدأت عملية العد والفرز اليدوي لأصوات الناخبين في محافظة كركوك”، مشيرا الى أن “ممثلي الكيانات السياسية يحضرون العملية”.
وأضاف طه، أن “الاتحاد الوطني ملتزم بما تقوم به المفوضية، وقدم الطعون بشأن عدد من الصناديق، خاصة أن هناك تلاعباً بعدد من الصناديق في مخازن كركوك”.
وأشار طه الى أن الحزب “يتمنى من القضاة المنتدبين لإدارة مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق كل من تلاعب بصناديق الاقتراع في كركوك.
بدوره، أعلن رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي، أمس الثلاثاء، عن وجود فرق كبير في النتائج عقب فتح صناديق الاقتراع المطعون بها في محافظة كركوك.
وقال الصالحي في بيان مقتضب إن “فتح الصناديق المطعونة في كركوك والمطابقة الرقمية بين الباركورد والتحقق الإلكتروني أظهر فرقا كبيرا في النتائج”.
بالتزامن مع ذلك، حذرت قائمة كركوك المتآخية في مجلس محافظة كركوك من تزايد تحركات المسلحين داخل المدينة. وجاء هذا في مؤتمر صحفي عقدته القائمة أمس بمشاركة عدد من أعضائها في مبنى مجلس محافظة كركوك.
وقرأ عضو قائمة التآخي أحمد العسكري، بياناً باسم القائمة جاء فيه أنه “منذ فترة يلاحظ تحركات داعش الإرهابي وعناصر مسلحة أخرى بشكل واسع ضمن حدود محافظتنا حيث بدأت خارج حدود المدينة وخاصة في المناطق التي أخلتها القوات الامنية أو التي لا يوجد فيها ما يكفي من القوات لحمايتها ولكنها استطاعت أن تنفذ الى داخل المدينة مما يؤشر بداية خطرة لتعكير الوضع الامني في المدينة”.
شهدت المناطق المتنازع عليها وخصوصاً مدينة كركوك في الاسابيع الماضية حوادث أمنية متفرقة، من بينها حوادث القتل والاختطاف والانفجارات، وذلك على الرغم من استمرار عمليات الدهم والتفتيش التي تنفذها القوات الامنية.
وأضاف بيان الكتلة الكردية: “إننا في قائمة كركوك المتآخية نطلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، أن يأمر بتشكيل قوة مشتركة من الجيش والبيشمركة والأسايش، تكون مهمتها حماية أرواح وممتلكات المواطنين في كركوك، وإحالة الملف الأمني إلى الأجهزة الأمنية المحلية على أن تتمركز القوات الأخرى خارج المدينة”.
ويأتي هذا في وقت نفت فيه قيادة العمليات المشتركة، وجود اتفاق بين البيشمركة والتحالف الدولي على مراجعة خطط حماية كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها، وذلك بالتزامن مع اجتماع لوزارة البيشمركة مع التحالف الدولي ضد داعش للتباحث حول الوضع الأمني لتلك المناطق.
كما دعت القائمة الكردية في بيانها “أعضاء مجلس محافظة كركوك بجميع قوائمه وكتله إلى أن يجتمعوا في أسرع وقت لغرض تفعيل المجلس وإعادة تشكيل وتفعيل وتنظيم الإدارة”.
وتعطلت أعمال مجلس محافظة كركوك منذ حوالي تسعة أشهر وبعد إعادة انتشار القوات العراقية في 16 تشرين الاول وانسحاب قوات البيشمركة من تلك المناطق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here