الحزب الفائز في كركوك يعتزم الطعن بالطعون: الخاسرون تلاعبوا بالصناديق قبل العدّ اليدوي

بغداد/ وائل نعمة

بداية غير مطمئنة لأول يومين من اجراءات العد والفرز يدوياً التي بدأت الثلاثاء الماضي في كركوك، حيث هددت قوى كردية في المحافظة بالنزول الى الشارع اذا لم تتخذ الحكومة الاتحادية موقفا من التلاعب”الخطير” الذي اكتشفته في أقفال الصناديق.
وزعم الاتحاد الوطني الذي يتصدر نتائج الانتخابات التشريعية في المحافظة ان قوة سياسية منافسة في كركوك احتجزت نحو 200 صندوق خلال شهر تقريبا وقامت بالتلاعب باستمارات التصويت.
وحتى نهار امس كشفت النتائج الاولية للعد والفرز في مركزين اثنين فقط في احد اقضية جنوب كركوك، عن وجود فارق بنحو 2300 صوت بين نتائج العد الالكتروني والعد اليدوي، بينها اكثر من 1000 صوت كانت محتسبة لصالح الاتحاد الوطني ونحو 700 صوت كانت قد سقطت من مجموع اصوات قائمتي التركمان والعرب في المحافظة.
ووصل عدد الصناديق التي فتحت في اليوم الثاني لاجراءات العد والفرز في كركوك 10% فقط من صناديق الاقتراع المشكوك بسلامة اجراءاتها وهي في قضاء داقوق حصراً، ما يعني ان العملية تحتاج 10 ايام على الاقل للتحقق من باقي الصناديق، و6 اشهر فيما لو سارت بنفس الوتيرة في كل محافظات البلاد.

اللجوء الى الشارع
وفي هذا الشأن المح عضو الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك شوان الداوودي الى ان حزبه سيخرج مئات الاف من المتظاهرين الى الشارع اعترضا على”التلاعب في صناديق الاقتراع”المحفوظة في مخازن تابعة لوزارة التجارة منذ شهر ايار الماضي (بعد انتهاء الاقتراع).
وتأتي تهديدات الحزب الذي اكتسح الانتخابات الاخيرة في كركوك وحصل على 6 مقاعد من اصل 12، بعد حديث قوى تركمانية عن ان عملية العد والفرز يدويا اظهرت فرقا في النتائج المعلنة في نهاية ايار الماضي بنسبة 50%.
وقال الداوودي وهو نائب سابق في البرلمان المنتهية ولايته في تصريح لـ(المدى) امس ان حزبه”اكتشف وجود تلاعب باقفال الصناديق التي كانت واقعة تحت سيطرة مليشيات”، مبينا ان الاقفال التي تم فتحها من قبل القضاة المنتدبين”ليست هي الاقفال نفسها التي كانت في يوم 12 ايار حين اغلقت الصناديق بعد نهاية الاقتراع”.
واتهم الداوودي الجبهة التركمانية في كركوك بـ”السيطرة على الصناديق لـ28 يوميا بعدما طردوا الموظفين الكرد من المفوضية واستبدولهم باخرين موالين للجبهة”. واشار الى ان حزبه”لديه صور ومقاطع فيديو تؤكد جلوس الموظفين الجدد في المفوضية مع قادة الجبهة التركمانية”. كما قال ان”الموظفين انفسهم ظهروا في الاعتصامات التي نظمها التركمان في كركوك للمطالبة بالعد والفرز يدويا”. وكان المحتجون بعد اغلاق صناديق الاقتراع في ايار الماضي، قد منعوا نقل 188 صندوقا الى بغداد، وهي الصناديق ذاتها التي يعتقد الداوودي بانه قد تم التلاعب بها.
واعتبر عضو حزب الاتحاد ان ما يجري في المحافظة هو من تدبير”تركيا التي لم تعجبها نتائج التركمان التي ذهبت لمصلحة ايران، حيث فاز 2 شيعة مقابل سني واحد من المكون، وهو خلاف ما كان يحدث في السنوات الماضية، حيث ان غالبية الفائزين التركمان كانوا من الطائفة السُنية.

الطعن بالمطعون
ويشكك الداوودي بسلامة الاجراءات الجديدة، ويؤكد ان حزبه”سيرفض النتائج الجديدة اذا لم تحقق الحكومة الاتحادية في التلاعب بالاقفال”. كما استغرب تسرب وثائق عن عمليات العد والفرز يدويا الى بعض الجهات قبل ان ترسل الى بغداد، في وقت اكد فيه ان”مجلس القضاء اشار الى انه لن يسمح لاي جهة بالتدخل في عمله وان القضاة المنتدبني سيغلقون هواتفهم!”.
وتسربت وثائق امس عن نتائج العد والفرز يدويا في مركزين اثنين في قضاء داقوق جنوب كركوك. واظهرت الوثائق نتائج 7 صناديق في مركز”بيشوا”و”امام حسين”احتساب فرق 1410 صوت من مجموع اصوات الاتحاد الوطني (نقص عن العد والفرز الالكتروني) و116 (زيادة) في محطتين اثنين من الـ7.
كذلك ظهر في المركزين فرق ب 508 اصوات (زيادة) لصالح الجبهة التركمانية، مقابل 258 (زيادة) للتحالف العربي. وظهر في احد المحطات (بيشوا) تسجيل 21 صوتا للجبهة في العد والفرز الالكتروني، و86 في الالكتروني للتحالف العربي.
وعلى الرغم من ذلك يقول الداوودي ان الاتحاد الوطني مازال متصدرا النتائج. وقال اعضاء في الحزب الثلاثاء ان الوثائق المسربة غير دقيقة وان”الاتحاد”حصل علی الاغلبیة الساحقة بواقع 2268 صوتا مقابل 886 صوتا لقائمة جبهة تركمان كركوك”.

فتح الصناديق
الى ذلك كشف المرشح عن الجبهة التركمانية في كركوك حسن توران، عن فتح 23 صندوقا في اليوم الاول من عملية العد والفرز اليدوي لقضاء داقوق فق، واشار الى ان كتلته حصلت على المركز الاول في العد والفرز (الجديد) في القضاء.
وبين توران وهو نائب في الدورة البرلمانية المنتهية في تصريح لـ(المدى) امس ان”الجبهة قدمت طعنا بنتائج 1123 صندوقا من اصل 1196 صندوق اقتراع في كركوك، لكن المفوضية (الجديدة) قررت فتح 522 صندوقا فقط”.
واضاف توران الذي لم يحالفه الحظ في الحصول على مقعد في العد والفرز الكترونيا ان”بين الصناديق التي سيعاد تدقيقها 334 صندوقا عُدّت الكترونيا و188 لم تدخل في عملية العد والفرز من الاساس”.
ويؤكد توران ان العد والفرز يدويا كشف عن ان الطريقة الالكترونية كانت تقرأ كل النتائج لصالح حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. ويأمل الاخير ان تدفع عملية التزوير الكبيرة التي ظهرت في نتائج العد والفرز اليدوي، بحسب كلامه، لان تعيد المفوضية عملية التدقيق بكل الصناديق في المحافظة، مشيرا الى ان”عملية التدقيق لباقي الصناديق ستسير بصورة اسرع من اليوم الاول وستنتهي في غضون اسبوع او 10 ايام”.
ووصل عدد الصناديق التي تم فتحها حتى نهار امس، بحسب مصادر في المحافظة، الى نحو 50 صندوقا. وكانت المفوضية (الجديدة) قالت بانها ستعيد تدقيق الصناديق في 7 محافظات على الاقل كمرحلة اولى، وانها قد تعلن باقي المحافظات الاخرى تباعا، وهو امر قد يؤخر تشكيل الحكومة، خصوصا وان النتائج التي ستعلن ستكون قبلة للطعن.
بدوره قال صفاء الموسوي الخبير في شؤون الانتخابات في تصريح لـ(المدى) امس انه”لا يمكن تحديد وقت نهاية عملية العد والفرز اليدوي لانه الامر يتعلق بعدد الشكاوى ونوعها وعدد المحافظات التي ستخضع الى التدقيق الجديد”.
ولم يصدر من القضاة المنتدبين حتى الان تصريح بعدد الطعون التي تلقوها بشأن الصاديق المشكوك في امرها، فيما قد يتسبب عدم معرفة القضاة بعمل المفوضية في اطالة عمر الاجراء الجديد، بينما يؤكد الموسوي وهو عضو في المفوضية السابقة انه”يمكن للقضاة الاستعانة باللجان الفنية الموجودة في المفوضية والمدربة على كل الحالات للاسراع في حسم النتائج”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here