ديمقراطية علي بابا والأربعين حرامي

لؤي الموسوي
علي بابا والأربعين حرامي؛ قصة من نسج الخيال، عرضت على شكل مسلسل للرسوم المتحركة في مغامرات سندباد، كانت هذه الشخصية في بادئ الأمر سيئة جداً، كانت تمتهن مهنة السرقة، ضمن صفوف مجموعة من اللصوص تتكون من أربعين حرامي، تشن هذه المجموعة غارات على الأسواق والدور السكنية لسرقتها، الإ إن علي بابا بعد أن تعرف على سندباد ترك مهنة السرقة متأثراً باخلاق وطيبة السندباد مما دفعه ان يشاركه في مغامراته حول العالم.. كان ماضيه سيء لكن عاقبته أصبحت جيدة.

تُجار المناصب والسياسة ممن يحمل صفة المجاهد سابقاً؛ الذي قاوم نظام البعث المجرم لعقود من الزمن، عند تصفح تاريخ حياة أحدهم تجدها مناراً يضيء طريق الأحرار، يتمنى المرء ان يصل إلى ما وصلوا اليه، من الزهد والورع والتقوى والأخلاص لله وللوطن، افنوا جُل حياتهم في مناصرة المظلوم ومقارعة الظالم، والسعي لتحرير المواطن من سطوة دكتاتورية البعث الصدامي.. لكن بعض هذه الشخصيات، أصبحت عاقبتها على سوء، من حالة الزهد والتقوى إلى دكتاتوريات أسست لنفسها أمبراطورية خاصة بها لا يمكن الأقتراب والمساس بها، لأنها بنظر المرتزقة عبدة الدينار تُعد خط أحمر وتاج الراس وغيرها من المسميات الأخرى والألقاب التي منحوها في سبيل أرضاء سيدهم المسؤول ولي النعمة.

قبل حرب 2003 كان المواطن العراقي بمعزل تام عن الاعلام الخارجي ونشاط المعارضة العراقية الأ اليسر اليسير من العوائل التي لها صلة بصورة مباشرة او غير مباشرة مع قوة المعارضة تصل اخبارها أليهم وما يؤدوه من دور في سبيل الأطاحة بحزب البعث، لهذا السبب كان المواطن العراقي يحسن الظن في الجميع دون أستثناء، لا يعلم ان الكثير من قوى المعارضة لم تشارك او تدعوا لمظاهرة ضد نظام صدام، سوى بعض القوى اعلنا المقاومة والجهاد ضد حزب البعث آنذاك متمثلاً في السيد محمد باقر الحكيم “طاب ثراه”، أما الاغلب الاعم كان يجاهد في فنادق لندن و نيو يورك والدول الأسكندافية ومتخفياً بأسماء مستعارة!.

بعد حرب 2003 تغيرت المواقف وأصبحت الصورة واضحة سيما بعد سقوط الأقنعة المزيفة التي كان يرتديها البعض بصفة الوطنية والأسلامية والقومية والديمقراطية و الشواهد كثيرة؛ الايام صقلت لنا تلك الأسماء وأظهرت لنا معادنها الحقيقية التي كانوا يتخفى رجالها تحت عناوين براقة تسر الناظر، بعد توليهم لسلطة وفي مراكز القرار.

ديمقراطية علي بابا والأربعون حرامي، تمكين السيد المسؤول الفاسد في منصبٍ ما، باعطاءه حقيبة وزارية ليستثمرها لنفسه كما يريد، يقرب من يشاء ويبعد من يشاء للحفاظ على منافعه الشخصية والطبقة التي تحيط به ومن تقف خلفه.. سؤال طرحه السيد الشهيد محمد باقر الصدر لتلاميذه،

هل طرحت علينا دُنيا هارون حتى لم نصنع ما صنعه هارون مع الإمام موسى الكاظم “عليه السلام “؟ البعض لم يأتيه معشار ما أتى لهارون العباسي، حارب الدين والأنسانية، حارب الله في عباده في تبديد ثرواتهم ومصادرة حرياتهم بالأعتداء عليهم، عن طريق تمكين الفاسدين وبفتح أبواب الفساد؛ السياسي والمالي والأخلاقي وسوء الإدارة في وضع الشخص غير المناسب في المكان المناسب على حِساب رغبات شعب بكامله، كانت النتيجة ضياع شبه تام للوطن والمواطن، أصبح المواطن في حيرة من أمره لا يعلم أين يضع ركابه لينطلق في مشوار حياته في ظل فوضى عارمة وأتساع رقعة الفاسدين الذي زاد عددهم على عصابة الأربعين حرامي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here