وقفة صراحة : هل التكتل ” السني ” أقّل عمالة و تبعية عن التكتل ” الشيعي ” ؟! ..

بقلم مهدي قاسم

وفقا للأخبار الواردة من تركيا اجتمع ممثلو دواعش السياسة في اسطنبول برعاية تركية و قطرية ، و ذلك بهدف ترتيب أوراق ” البيت السني ” في هذ المرة !!..

بطبيعة الحال ليس من ثمة جديد في هذا الأمر ، ولا حتى من غرابة أو اندهاش، لكون اجتماعا مشبوها برعاية مخابرات أجنبية من هذا القبيل ، سبق و أن حدثت مرارا و تكرارا في اسطنبول بين ممثلي دواعش السياسة في البرلمان العراقي و خارجه أيضا ….

فعلا ليس من غرابة لو …

نقول لو أن هؤلاء الساسة لم يصدعوا رؤوسنا بتشدقهم الكاذب عن الوطنية و الوطنيات ، و كيف أنهم ضد التخندق الطائفي و نظام المحاصصة و ضد التبعية للأجنبي و الخ ..الخ من شتى أكاذيب و أضاليل باطلة و خادعة ..

بينما هم في حقيقة الأمر ، لا يختلفون لا كثيرا و لا قليلا عن بيادق النظام الإيراني في العراق من أحزاب و تنظيمات ومليشيات ” شيعية ” من حيث الولاء و التبعية و التخادمية الذليلة لأنظمة دول الجوار ..

و إذا كان هناك من فارق وحيد فأنه ربما قد يكمن في كون ممثلي دواعش السياسة هم الذين يذهبون لتلقي الأوامر من أسيادهم في تركيا و قطر و حتى في السعودية عن كيفية المشاركة في تشكيل الحكومة القادمة و على أية أساس و سياق ، حسب توصيات و توجيهات تركية ــ على قطرية ، بينما في حالة الأحزاب و تنظيمات ” شيعية ” فأن الجنرال قاسم سليماني هو الذي يتحمل ” عناء السفر ” إلى العراق قادما إلى بغداد ليرتب ــ شخصيا ــ أوراق ” البيت الشيعي ” طبعا حسب ما يخدم و يرسخ هيمنة النفوذ الإيراني في العراق ..

ذات مرة كتبنا بأنه لم يشهد العالم عملاء و تبعيين ذيليين ، ذات ولاءات صريحة صلفة مثل هؤلاء الساسة العراقيين من ” سنة و شيعة ” على حد سواء ، بحيث يجاهرون بعمالتهم و خيانتهم الوطنية و تبعيتهم الوقحة ، و بهذه الطريقة المكشوفة و العلنية ، و أمام أنظار الشارع العراقي و العالم ..

و أحيانا بنوع من تبجح صفيق ومبتذل مقرف ….

تماما كما تفعل مومسات الشوارع الخلفية الواقفات على قارعة الطريق بحضورهن الداعر و الصارخ ..

و بدون أية ذرة من خجل أو حياء ..

ولكن الأغرب من كل ذلك هو أن تتحول هذه العمالة والخيانة الوطنية إلى شيء من مقبولية من قبل الشارع العراقي لتتأخذ شيئا فشيئا طابعا من أمر واقع مسلمَّ به كقدر لعين لا مهرب من التعايش معه إلى أمد بعيد ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here