مونديال المفاجآت يتواصل بخروج البرازيل

موسكو:

واصلت بطولة كأس العالم 2018 مسلسل مفاجآتها، ولحق المنتخب البرازيلي بقافلة المنتخبات الكبيرة التي ودعت البطولة مبكراً بخسارته أمام المنتخب البلجيكي 1 – 2 أمس في كازان بالدور ربع النهائي.

وسيواجه المنتخب البلجيكي في نصف النهائي نظيره الفرنسي الذي تغلب على أوروغواي 2 / صفر أمس أيضاً.

وبذلك أصبح المربع الذهبي للبطولة أوروبياً خالصاً بعد خروج آخر ممثلي أميركا الجنوبية من هذه النسخة.

وأنهى المنتخب البلجيكي الشوط الأول لصالحه بهدفين نظيفين سجلهما اللاعب البرازيلي فيرناندينيو عن طريق الخطأ في مرماه في الدقيقة 13 وكيفن دي بروين في الدقيقة 31 بتصويبة صاروخية. وفي الشوط الثاني، رد المنتخب البرازيلي بهدف أحرزه البديل ريناتو أوغوستو في الدقيقة 76 بعد ثلاث دقائق فقط من نزوله.

وكانت فعاليات الدورين الأول والثاني شهدت خروج جميع منتخبات أفريقيا وآسيا و«كونكاكاف» (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) ليظل منتخبا البرازيل وأوروغواي من قارة أميركا الجنوبية في المنافسة مع ستة منتخبات أوروبية.

ومع خروج منتخبي البرازيل وأوروغواي ضمنت أوروبا أن يكون البطل من قارتها حيث سيلتقي اليوم المنتخب الروسي مع نظيره الكرواتي والإنجليزي مع نظيره السويدي.

وجاء انتصار بلجيكا ليعمِّق جرح البرازيليين الذين كانوا يقاتلون لمحو آثار الخروج المهين من مونديال 2014 ببلادهم والهزيمة الثقيلة 7/ 1 أمام المنتخب الألماني في «المربع الذهبي».

وتلقى راقصو السامبا صدمة جديدة حيث باءت محاولات الفريق في إحراز اللقب العالمي السادس بالفشل، وأهدر الفريق فرصة ذهبية لاستعادة العرش العالمي.

ومع خروج راقصي السامبا، لم يعد في النسخة الحالية من بطولة كأس العالم سوى فريقين فقط سبق لهما الفوز باللقب، وهما المنتخب الفرنسي المتوج باللقب على أرضه في 1998، الذي تأهل بالفعل للمربع الذهبي، والمنتخب الإنجليزي المتوج باللقب على أرضه في 1966.

وهذه هي المرة الثانية في التاريخ التي يتأهل فيها المنتخب البلجيكي للمربع الذهبي بعد عام 1986 عندما حصد المركز الرابع، وعلى ملعب نيجني نوفغورود، تمكن المنتخب الفرنسي من اختراق الصلابة الدفاعية لمنتخب أوروغواي وتغلب عليه بهدفين نظيفين ليبلغ نصف النهائي للمرة السادسة في تاريخه.

وكبّد أبطال العالم 1998 منافسهم الذي كان يبحث عن اللقب الثالث بعد 1930 و1950، خسارته الأولى في مونديال روسيا، وسجل في مرماه هدفين عبر رافائيل فاران وأنطوان غريزمان، أي ضعف ما تلقاه مرمى الحارس فرناندو موسليرا في المباريات الأربع السابقة في المونديال.

وفي حين افتقد منتخب أوروغواي هدافه إدينسون كافاني بسبب الإصابة التي تعرض لها في ثمن النهائي ضد البرتغال (2 – 1) السبت الماضي، واصل منتخب فرنسا مسيرته الثابتة في النسخة الحالية، محققاً فوزه الثاني على التوالي على منتخب من أميركا الجنوبية، بعد الفوز على الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي في ثمن النهائي 4 – 3، والثالث في البطولة بعد البيرو في الدور الأول (1 – صفر).

وقال مدرب فرنسا ديدييه ديشامب: «قدمنا مباراة كبيرة ضد الأرجنتين ورفعنا من مستوانا مجدداً أمام أوروغواي، لدي فريق جيد لا يزال لديه هامش كبير للتطور».

وأضاف: «يمكنكم أن تروا نقص الخبرة أحياناً، إلا أن لدينا الكثير من الصفات أيضاً، في أي حال لن تكون كأس عالم فاشلة بالنسبة إلينا ننتظر خوض نصف النهائي الثلاثاء المقبل في سان بطرسبورغ».

وبعد دقائق من تأهل المنتخب الفرنسي إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ مونديال 2006 حين خسر في النهائي ضد إيطاليا، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر نصف النهائي في روسيا.

وفي حين كانت الأوروغواي تسعى لبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ مونديال جنوب أفريقيا 2010 عندما حلت رابعة، أقر مدربها أوسكار تاباريز بأن منافسه كان «أفضل»، وقال: «المنافس فرض سيطرته علينا ويجب تهنئته. الدقائق العشرون الأولى كانت متكافئة. أخذوا الأفضلية، وهي أفضلية تساوي كثيراً في ربع النهائي. بذلنا الجهود، ولا شك بذلك، إلا أن فرنسا سيطرت على المباراة بشكل جيد، وعندما تقدموا 2 – صفر، كان الفارق قد أصبح كبيراً».

وأضاف: «لم نجد الحلول، إلا أنني أقر بأن الخصم لعب بشكل أفضل».

وعول المنتخب الفرنسي على مهاجمه أنطوان غريزمان أفضل لاعب في المباراة، والذي تجمعه علاقة صداقة بعدد من لاعبي الأوروغواي، لا سيما زميليه في أتلتيكو مدريد الإسباني دييغو غودين وخوسيه ماريا خيمينيز.

وأتى الهدف الأول من ركلة حرة رفعها غريزمان داخل منطقة الجزاء، وتابعها فاران برأسه قوية في مرمى موسليرا بالدقيقة 40. أما الهدف الثاني، فجاء من تسديدة قوية لغريزمان من خارج منطقة الجزاء، لم يحسن حارس أوروغواي التصدي لها لتفلت من يديه إلى الشباك في الدقيقة61.

ولم يحتفل غريزمان بهدفه، موضحاً أن ذلك كان بدافع «الاحترام» لأصدقائه.

وبدأ المنتخبان المباراة بشكل حذر نسبيا. وأجرى كل من المدربين تغييراً واحداً على التشكيلة التي خاض بها مباراة الدور ثمن النهائي (فازت فرنسا على الأرجنتين 4 – 3 وأوروغواي على البرتغال)، فدفع ديشامب بكورونتان توليسو بدلا من بليز ماتويدي الموقوف بسبب تراكم الإنذارات، بينما عوض تاباريز غياب كافاني بكريستيان ستواني.

وغابت الفرص الخطيرة بشكل كبير في الشوط الأول، وكانت المحاولة الفرنسية الجدية الأولى عبر الشاب كيليان مبابي، 19 عاماً، الذي برز في مباراة الأرجنتين وسجل هدفين. فإثر تمريرة عرضية من الجهة اليمنى من بنجامان بافار، حول أوليفييه جيرو الكرة برأسه إلى مبابي غير المراقب داخل المنطقة، إلا أن مهاجم باريس سان جيرمان حول رأسيته على سقف الشباك في الدقيقه 15. وبقي مبابي جزءاً أساسياً من الهجوم الفرنسي طوال الشوط الأول، وفي الدقيقة 35، اخترق سريعاً عبر الجهة اليمنى وحول الكرة لداخل المنطقة، تجاوزت موسليرا دون أن تجد أي لاعب لمتابعتها.

وقبل خمس دقائق على نهاية الشوط، ارتكب الأوروغواياني رودريغو بنتانكور خطأ ضد توليسو كلفه تلقى بطاقة صفراء، ومنها جاء الهدف برأسية فاران. وفي حين تمكن مدافع ريال مدريد من وضع الكرة بشكل محكم على يمين موسليرا، ساهم غريزمان في عملية التنفيذ، إذ خدع الدفاع الأوروغواياني بعدما بدأ بالركض تجاه الكرة الثابتة، قبل أن يتوقف للحظات بينما كان المدافعون قد بدأوا بالتحرك، ما أكسب فاران لحظات ثمينة لتفادي الرقابة.

وكادت الأوروغواي تعادل من ركلة حرة أيضاً نفذها لوكاس توريرا، وحولها مارتن كاسيريس رأسية خطرة على يمين لوريس الذي ارتمى نحوها وأبعدها بأعجوبة بيده اليمنى، تابعها غودين عالية عن المرمى في الدقيقة 43.

ومع انطلاق الشوط الثاني في ظل عقم هجومي لدى أوروغواي، دفع تاباريز بماكسيميليانو غوميز بدلاً من ستواني، وكريستيان رودريغيز بدلاً من رودريغو بنتانكور في الدقيقة 59. إلا أن المدرب المخضرم لم يكن يتوقع أن يتسبب حارس مرماه بالهدف الثاني. فبعدما كاد موسليرا يتسبب بهدف عندما حاول مراوغة غريزمان على مقربة من مرماه في الدقيقة 48، وقع حارس غلاطة سراي التركي في المحظور، إذ أخطأ في التعامل مع تسديدة قوية لغريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد من خارج المنطقة، فارتدت من يديه إلى الشباك.

وشهد الشوط الثاني توتراً وتدافعاً بين اللاعبين عندما سقط مبابي أرضاً بعد احتكاك دون كرة مع رودريغيز، ما دفع غودين للتوجه نحو الفرنسي وهو على الأرض والصراخ في وجهه، متهما إياه بالتمثيل على الحكم، ما دفع زملاء مبابي للتدخل. ورفع الحكم الأرجنتيني نستور بيتانا البطاقة الصفراء في وجه رودريغيز ومبابي.
    

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here