الضمير

في احد الدول المتقدمة كان لديه مشكلة في حضور وانصراف العاملين للدوام الرسمي ،استخدمت الدولة عدة طرق ووسائل للحد من ظاهرة عدم التزام بعض العاملين بمواقيت العمل ، لكنها فشلت وعجزت في القضاء على الظاهرة ، فوجدت أفضل وسيلة للسيطرة على هذه المشكلة العصية هو ضمير الفرد الذي يفرض على الموظف التزام بالعمل .
عشنا منذ سنوات طويلة نحلم بحياة كريمة وغد مشرق لنا ولأجيال القادمة ،وبقينا نراهن على سقوط نظام صدام لأنها نظام دكتاتوري دموية ، جلب لبلد الحروب والأزمات،لتكون نهايته حكمة الإعدام له ولإتباعه ، ونتأمل خيرا بالنظام الجديد، لكن ما جرى ويجري قد يكون أهون من السابق بكثير
في اغلب دول العالم لديها مشكلة معينة بقطاع ما ، لكن في بقيت النواحي أو الجوانب ، مستقرة متطورة متقدمة ،تعالج مشاكلها ولو بعد حين، ، إما في بلدي يعاني ما يعاني ، مشاكلنا في كافة القطاعات ، لا تعد ولا تحصى ،وحاله من أسوء إلى أسوء ، دماء وتهجير ودمار وخراب،وأمل في تغير الأمور في ظل قادة صم بكم عم لا يعقلون ،أمر لا يتحقق إطلاقا .
لا يمر علينا يوم يذكر دون إن يكون هناك تفجير سيارة مفخخة أو هجوم انتحاري،و سيطرات وهمية تخطف الأبرياء إما تقتلهم بذبح أو رميا بالرصاص ،وسيل دمائنا ما زال يجري بدون توقف من الشمال إلى الجنوب ومن شرقه إلى غربه ، وشبابنا تذبح كما تذبح الشاه وعوائنا مهجرة وهي تعيش في أوضاع يندى لها الجبين وتقشعر منها الجلود، ومدننا مدمرة وتراثنا فجر ، وما ندري ما هو القادم يا ساستنا الكرام .
تقدمنا بمراتب متقدمة عالميا في الفساد وأسوء سمعة ، وحتى من يريد مساعدتنا يخشى على ماله من السرقة وعلى روحه من القتل والعقاب الشديد ، و أرضينا أصبحت ساحة حرب بالوكالة عن الآخرين ومحل لتصفية الحسابات ، نستورد كل شي أكثر مهما يكون نوعه ، أردى وأسوء البضائع ،لا تصلح حتى للاستخدام الحيواني ، ولا نصدر إلا ما ندر ، وبلدنا بلد الثروات والخيرات الوفيرة .
نستورد الثقافات والعادات السيئة التي دمرت شبابنا ، والتي تخالف كل القيم وتشريعات السماء ، وكلها تبرر تحت عنوان الديمقراطية ، ومهما وصلت الأمور في المجتمع ، تمرر دون حسيب أو رقيب ، بل ستكون الباب مفتوحة نحو المزيد ، الأهم بقائهم في قصورهم وعروشهم .
نعود إلى بداية حديثنا وكيف استطاعت الدولة المذكور بمعالجة مشكلتها ، وكما قألنا عن طريق ضمير العاملين ، وعن طريق برامج توعويه وتثقيفية لهم،نمت قدراتهم وطاقاتهم ورسخت في ضمائرهم مبادئ العمل ، من اجل الالتزام بمواقيت الدوام الرسمي .
أين ضمائركم يا حكم اليوم ، والبلد وأهله يدفعون ثمن حكمكم الظالم ، إلى حد تصل أحوالنا لكي تحس ضمائركم ، دمار ودماء لا ماء وكهرباء ، إما ضمائركم ميتة لا حياة بيه ، قد بلغ السيل الزوبى ، ولو تغيرت الامورعليكم ، سيكون مصيركم كمن سبقكم في الحكم ، وقد يكون أكثر من ذلك بكثير جدا .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here