المحقق الحسني : الجاهل يجني على نفسه بجنايته على الصلاة بتركها

الصلاة عمود الدين، و روح العبادة المستقيمة، و أحب لقاء بين العبد، و خالقه، فكل إنسان حينما يكون على موعد مع الحبيب، فإنه سيفكر، و يتأمل كثيراً في نوعية الكلام الذي سيقوله، وسيعمد إلى اختيار أفضل الثياب، و أجملها، و أكثرها تأثيراً في الحبيب، وهو من جنس البشر، فكيف إذا كان الموعد، و اللقاء مع صاحب الجمال المطلق، و الرب الجليل، و الحبيب الأول، و الآخر !؟ ومتى اللقاء؟ عندما يكون في الصلاة، في محراب العشق الإلهي المقدس، و النفس فيها تقر، و تعترف بما كسبت، و تطلب العفو، و غفران الذنوب من خالقها، وهي في ساحة الرحمة الإلهية الواسعة، فيقيناً أنها سوف تنال ما في جعبتها من حوائج، و قضايا مصيرية، و تلك حقاً نعمة ما من بعدها نعمة، فالصلاة نعمة، و رحمة، و سداد للإنسان، و توفيق رباني لا يضاهى بتوفيق آخر، و أما الشقي الجاهل بفضل الصلاة، و تارك لها مَنْ حُرم من هذه النعمة التي لا تُقدر بثمن، لكن المصيبة حينما نجد أن تارك الصلاة من كبار شريحة المثقفين، و أصحاب الشهادات العلمية، و الألقاب العلمية المرموقة، فعندما تختبر معلوماته، و تستنطق ثقافته تراها إبداعية في كل شيء إلا في الإسلام في الصلاة تجد مستوى الضحالة العلمية تحتل نسب كبيرة، و غير متوقعة، فلا يمتلك ثقافة إسلامية، و معلومات عبادية، و قد استهجن المحقق الصرخي هذا المستوى في الضحالة عند المثقفين و بُعدهم عن الإسلام، و قيمه، و مبادئه النبيلة، و أحكامه، و تشريعاته الفقهية، و الأصولية جاء ذلك في معرض كلام السيد الأستاذ، وهو يتحدث عن جناية تارك الصلاة و جهله بما سيقع عليه من عذاب شديد، فقال في رسالته العملية المنهاج الواضح / كتاب الصلاة / القسم الأول ما نصه :((لو ألقى كل منا نظرة فاحصة للمجتمع لوجد جناية الجهل، و تأثيره الفعلي في ترك الصلاة، و خاصة في الشريحة الاجتماعية التي تسمى (المثقفة)، وكل فرد من هؤلاء على استعداد أن يقرأ، و يطلع على أي شيء إلا عن الإسلام، و يفكر في أي شيء إلا في الإسلام، فمعلوماته عن الإسلام أما ضحلة لا تمثل شيئًا، أو خاطئة، ومسمومة، ومنحرفة، وفي خصوص الصلاة لا تتعدى معلوماته، وفي الواقع إن مثل هذا الإنسان ليس بمثقف، ولا واعٍ بل هو الجاهل الحقيقي؛ لأنه ينفق عمره في أشياء تافهة زائلة، ولا يبحث في المسائل المصيرية المهمة، ألا يعلم مثل هذا التابع والذنب للمجتمع الغربي أن أمامه حياة أخرى غير هذه الفانية، و تلك هي الدائمة والباقية؟!، ألا يعلم أن له ربًا خالقًا منعمًا عظيمًا شديد العقاب سيسأله عن أعماله، وأفعاله الصادرة في هذه الدنيا الفانية، وماذا جهز؟ وقدم لدار بقائه ؟ أليس من الحكمة، و العقل النظر، والتمعن في معرفة هذه الدعوى المهمة عن الخالق العظيم، والآخرة، والإسلام ومعرفة حقيقتها، ومتطلباتها، وبالتأكيد سيسمع، ويقرأ أن الصلاة تمثل أكبر، وأهم المسائل الفرعية لهذا الدين الخالد، وأنها من ضرورياته ؟ فالجاهل يجني على نفسه بجنايته علي الصلاة بترکها )) .

بقلم الكاتب // احمد الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here