حربٌ مُدمّرة على آلأبواب

برعاية حكومات بلادنا الفاسدة والعالم بقيادة المتخلف فكرياً (ترامب) الذي يُنفّذ سياسات الحيتان الكبيرة في (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تسيطر على كل الكرة الأرضية تقريباً؛ بدأت تلوح في منطقتنا بوادر حرب مدمرة ستحرق البلاد و العباد لأنهاء بقايا المقاومة فيها .. كل ذلك بسبب نفاق حكوماتنا الأميّة التي لا تتقن إلاّ التآمر والفساد ونهب الأموال والرواتب و المخصصات على حساب الحقّ و بيع البلاد بلا رحمة و إنسانيّة و بظاهر مقدس و متدين للتغطية على الفساد و النهب والظلم فما زالت تتعامل مع شعوبها و كأنهم غنم لا يفقهون حتى حقوقهم الطبيعية و لا يعرفون العدالة, و لهذا نرى في كل مرة يُسلط الله الظالمين على الظالمين لأن الظالم سيف الله ينتقم به و ينتقم منه كما يقول الحديث.

وقد أبدع غاندي الذي وصف السياسيين ألحاكمين بآلفساد و الخداع بقول حكيم: [أقوى إنتصارات الشيطان تتحقق حين يظهر وكلمة الله على شفتيه], و لهذا حين تتعرض الشعوب للخراب و المحن و الجوع بل وحتى العطش لشحّة الماء بسبب سوء إدارة الحكومات وإنشغالهم بجيوبهم و أرصدتهم؛ عندها تلوح في الأفق بوادر الحرب ليأتي (السّيد) الأكبر و يحل محلهم بنفسه ليسيطر على كل شيئ من قرب, و هكذا كانت الحرب الأقتصادية السلاح الأمضى لقوى التكبر و العنجهية, لكن هذه المرة سوف لن تتوقف عند الأقتصاد الذي تمّ تدميره على كل صعيد؛ بل هناك بوادر حرب شاملة لترتيب أوضاع المنطقة بوضع الرتوش النهائية عليها.
فهل الحرب الأقتصادية القائمة ستؤديّ لحرب عسكريّة طاحنة تشترك فيها جميع الدول والقواعد والاساطيل والجيوش؟

بعد إعلان الرئيس الغير المثقف كما كلّ رؤوساء الحكومات والسياسيين في العالم بسبب لقمة الحرام والأميّة الفكرية وآلعمالة التي ميّزتهم وأحزابهم التي تنضح بآلجّهل والخيانة و النفاق و الأنتهازية كما رأينا وبرهنا ذلك عبر عشرات المقالات التي كتبناها سابقاً؛ بعد أعلان رئيس – رئيس حكومات الدُّنيا الذليلة (ترامب) بتحذير دول العالم من التعامل مع إيران وفرض عقوبات على كل من يشتري النفط الأيراني؛ ردّت إيران على لسان الرئيس روحاني؛ بأنّ إيران لن تقف مكتوفة الأيدي و ستردّ الصّاع صواعيناً و ليس صاعين, و ذلك بقطع مضيق هرمز الأيراني التابع لجزيرة قشم الأيرانية, ممّا يتعقّد الموقف وينذر بوقوع أخطار كثيرة, خصوصا ًإذا علمنا بأن 50% من نفظ العالم يُؤمّن و يمرّ من هذا المضيق الحيوي للغاية, و إن جميع دول الخليج كآلعراق و الكويت و الامارات وقطر و السعودية تُصدّر معظم إنتاجها النفطي عبر هذا الممرّ الستراتيجي كما إن أكثر من 50% من واردت هذه الدّول تُؤمّن عن طريقها أيضاً, و في حال قطعه فأن المنطقة تدخل حرباً إقتصادية – تجارية – عسكرية بشكل طبيعي!

و هنا يتوجب على دول الخليج و حلفائهم الذين يرتبطون بأمريكا قلباً و قالباً وعلى كلّ صعيد بآلتحرك و الضغط على أمريكا للعدول عن قرارها المجنون القاضي بمنع الدول من شراء نفظ إيران, لأن حكومة إيران الثورية تختلف عن حكومات العالم خصوصا حين تصل المسألة للقمة عيش الشعب – بل كل شعوب العالم, و في حال عدم موافقة أمريكا على ذلك فأن المنطقة بدولها و حالها و مالها ونفطها و حكوماتها ستحترق بنار الحرب و الصواريخ العملاقة و الطائرات و الغواصات و الطوربيدات و ستصبح هشيماً تذروه الرياح لا سامح الله.

خلاصة الكلام: حين يقود دول العالم حكومات جاهلية لا يهمها سوى بطونها ومصالحها المُحددة من قبل المنظمة الأقتصادية؛ فأنّ النتائج لا تكون أفضل من هذا, بل المزيد من الحروب و الجوع والعطش والدمار والعبودية والذلة و الخنوع والارهاب!

و في هذا الوسط على علماء الدِّين التدخل بقوة كونهم أعلنوا عن مرجعيّتهم لبيان ألموقف لأن القضية هذه المرة مصيرية و ترتبط بحياة كل البشر تقريباً, و القرآن و الأحاديث تؤكّد خصوصا في مثل هذه الأوضاع على وجوب بيان العلماء و المراجع لمواقفهم لنجاة الناس: [(إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي فَعَلَى الْعَالِمِ أَنْ يُظْهِرَ عَلِمَهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْل)؟] فما فائدة المراجع وحتى الدِّين إذا هلك العَالم؟ ولا حول و لا قوة إلا بآلله العلي القدير.
عزيز الخزرجي/ فيلسوف كوني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here