كل عام وتموز بخير…

حسن حاتم المذكور

1 ـــ 14 / تموز 1958 (60) عاما يتمرجح على عمرها زعيم وطني ومشروع خالد, ثورة فتحت ابواب السماء, لتاريخ حضاري يريد ان يتكرر, جمرة اشعلت الشمس في رماد التخلف والأنحطاط, واضاءت في الضمير العراقي رؤيا مآثر الأجداد, فسافر العراق الى قمة التاريخ, ليعود نهضة تغيير واصلاح وتحديث, فكان حاضراً زاهراً, متوجاً على عرشه مستقبل اجيال آمن, في مناخات ديمقراطية تعيد للمجتمع روحه وللدولة سيادتها وللانسان حريته وفرحه ورغيف خبز فيه العافية.

2 ــ ان يستعيد العراق حقيقته, ويضمد العراقيون جراح ذاتهم, ويعيدوا ربط شريان حاضرهم بماضي اوائلهم, ويقودون سفينة التحديث بأنفسهم, هذا الأمر لا يقبله العالم المتوحش, ويخافه الوكلاء في سراديب عتمة الجهالة المطلقة, في خيمة جمال عبد الناصر للنفاق القومي, اجتمعت حثالات الردة, احزاب تجار المذاهب وشرائع التخدير, شيعية وسنية, واحزاب الأنغلاق العشائري لحق تقرير المصير الكردي, تداعشوا في قطار امريكي مفخخ برذائل التآمر والخذلان, وفي صباح 08 / شباط 1963 الاسود, فجروا العراق, قبل ان يُكمل تضميد واعادة بناء ذاته.

3 ـــ سقطت السماء على ارضع العراق, ولملمت الحياة مكاسبها, واحتضنت شهيدها في عيون القمر واغربت معه, تاركة اجيال المشروع الوطني, تحفر قبر الأنتكاسة, وتمسح نبوءة المسحيل, لتعلن للمذعورين, ان العراق الذي ولد ما بين النهرين, لا زال وليد مجراهما وطفل غصب الحق ورعد المشروع التموزي, العراقيون سيضمدون جراح فتنة الأمس واليوم, وينهضون بعراقهم على كامل قامته وارادته, وستبقى ثورة الرابع عشر من تموز 58 نقطة البداية, حتى ولو شاءت الأقدار من صفرها.

4 ــ غداً سيعلو صوت الضحايا, صوت المسيحي الذي فقد تسعة اعشار مكونه, صوت الصابئي المندائي من نقطة صفر الأجتثاث, صوت الأيزيدي اسير نكبة ارضه وعرضه, صوت الفيلي, الباحث عن جرحه في اكثر من مقبرة جماعية مجهولة, ولن يتأخر صوت بنات وابناء الجنوب والوسط, ولا صوت عراقيو المحافظات الغربية والشمالية, ستبقى الأصوات الفاضلة للمكونات العراقية, عالية تحمل النفس الأخير بَحّتِها, وينتصر الهتاف الأخير”عاش العراق”.

منتصف تموز/ 2018

[email protected]

ملاحظة: عزيزاتي اعزائي, الأميل أعلاه

هو الثابت في مراسلاتي القادمة, مع الشكر.

https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/mail/images/cleardot.gif

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here