ملابس البغداديين في العهد العباسي

طارق حرب

في سلسلة التراث البغدادي كانت لنا محاضرة عن الملابس البغداديه في العهد العباسي اذ ان للباس والثياب والاداب والازياء ببغداد في هذا العهد شأناً مهماً فقد تعددت الازياء وكان لكل صنف من البغداديين زي أو كسوه أو رداء خاص يميزون فيه فللعلماء زي محدد وللعسكر ولقوادهم لباس معين حيث كانوا يلبسون الأقبيه الملونه والقباء ثوب يلبس فوق الاثواب يماثل (الزبون) والمناطق أي الانطقه في أوساطهم وطبيعي انهم يتقلدون سيوفهم والطبر زينات أي (الطبر) والات الحرب والاسلحه التي تتطلبها واجباتهم وكان السواد وهو شعار العباسيين بدلا من البياض شعار الدوله الامويه رداء للكثيرين وهو جبة سوداء وعمامه سوداء واذا كان الخليفه المأمون قد أمر بلبس الاخضر بدلا من الاسود ولكن لفترة قليله حيث عاد للرداء الاسود وكان الاسود لعلية القوم في بغداد ويقال ان أول من لبس السواد عم الخليفه المنصور وكان يرتديه الخطباء واهل الفكر الصوفي وكان لرجال الدين المسيحي الرهبان زي خاص لهم ومما يروى ان الوزير أبا حامد العباس وزير المقتدر جاء يوما مستترا بزي الرهبان وكان التاجر ومن كان ثرياً يلبس قميصين ورداء فوق السرويلان وكان الطيلسان والخف رداء مشايخ الكتاب والعلماء والطيلسان كساء من الصوف يلبسه الخواص كالعلماء والمشايخ والقضاة وتعددت الازياء في بغداد وكان لكل شريح لباس خاص للوزراء والندماء والغلمان والرقاصين وملاحي السفن في دجله وللجواري والمتسولين والشطار أي الشقاوات والعمال والمتعطلون والمنكوبون وللقضاة رداء الصداره بين الملابس في بغداد وكانت الجباب ذوات الأكمام الواسعه التي كان عرضها ثلاثة أشبار حيث تقوم مقام الجيوب وتخفظ فيها النقود والكتب التي يحتاجها القاضي والصيرفي والخياط أما أصحاب الظرف من أهل بغداد فكانت ملابسهم ظريفه مثلهم فهم يلبسون الغلائل أي ما يلبس تحت الثول والقمص من أجود أنواع الكتان والمبطنات والخامات والدرايع أي الجبه المشقوقه من الامام والطيالسه لكن الطرفاء لا يميلون الى لبس الثياب الشنعة الالوان المصبوغه بالطيب والزعفران ومن تقاليد ورسوم ذلك الزمان ان لايدخل البغدادي الى دار الخلافه وهو يرتدي النعل أو الخف الاحمر لأن هذا لباس الخلفاء فقط وكان من تقاليد بغداد يومها أن يكون دخول الناس على الخلفاء والامراء والعظماء أن يدخلوا معممين لأن ذلك من تقاليد التعظيم والاجلال وأبعد من التبذل والاسترسال اذ شبه تحريم من نزع العمامه عند اللقاء بهؤلاء ومن يخرج عن هذا التقليد يلاقي من الامر أرذله ومن الاهانة أقبحها أحيانا ويروى ان الخليفه المأمون كان أكثر خلفاء بغداد تساهلا في السماح لمن يغشى مجلسه بنزع العمامة وكانت الدنيات وهي نوع من القلنسوه محددة الاطراف طولها نحو شبرين تتخد من ورق وفضه على قصب وتغشى بالسواد تبرز في أيام مواكب الخلفاء ببغداد اذ يحضر صنوف البغداديين باختلاف مراتبهم وكان القضاة يلبسونها والخطباء والاكابر الاكابر ولقد كانت صناعة النسيج والحياكه الاولويه بين ما تشتهر به بغداد حيث كان البغداديون ينسجون الثياب من القطن والحرير والصوف والكتان ويتفنون في صناعتها كثياب القطن الغلاظ والرقيق منه او من الكتان واشتهر في بغداد ثوب اسمه البغدادي وحتى يقال ان الفرنسيين نقلوه لبلادهم في العصور الوسطى وهو ثوب فاخر للغايه يرتديه علية القوم من ملوك وأمراء وأعيان البغداديين واشتهرت بغداد بالقز ومنه لقب قزاز حيث كانت محله كبيره بهذا الاسم لاقامة دار واسعه فيها لصناعة ثياب القز واشتهرت محلة العتابيه ببغداد بثيابها المنسوبه اليها التي تتكون من حرير وقطن واشتهر في بغداد الثوب (الملحم) من الحرير الابيض وكان يصدر للخارج وثوب(السقلاطون) من الحرير المخلوط بغزال الذهب وكانت هنالك قريه خارج بغداد تسمى سبن نسبت اليها الثياب السبنيه وهي نوع من ثياب الكتان وكذلك قرية الحظيره كانت تصنع فيها ثياب الكرباس الذي يصدر للخارج وقرية باقداري التي أجادت في ثياب القطن وذكر الرحاله الايطالي ماركو بولو في كتاباته في القرن الثالث عشر للميلاد ما كان يصنع في بغداد من نسيج الحرير الموشى بالذهب وكانت محلة التستريين في بغداد نسبة الى مدينة تستر في كرخ بغداد تصنع فيها الثياب التستريه وكانت الثياب في بغداد منسوجه أو مطرزه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here