وقفة صراحة : هؤلاء اللصوص لا يختلفون على مبادئ إنما على الحصص فقط !! ..

بقلم مهدي قاسم

بعد تبادل اتهامات بالفساد والسرقة والفشل فيما بينهم في غضون السنوات الأربع الماضية ، فها هم رؤساء أحزاب وتنظيمات و تجمعات ” سياسية ” من كل حدب و صوب و فج عميق !! ولا سيما ما تسمى بأحزاب ” التحالف الوطني ” السابق وفروعها المتشرذمة والمتفرقة ، تلتقي فيما بينها وتتفق و تبرم اتفاقات سياسية ، بهدف الاتفاق على تقاسم الحصة الأكبر من السلطة وفرهدة المال العام ، تحت ظل حكومة كارتونية جديدة مشرعنة شكليا ، لتُسهّل لهم عملية السرقة و الفرهدة مجددا ، و بكل هدوء و اطمئنان ، لتوفّر لهم في الوقت نفسه ، حصانة أو عقبات قانونية لعدم مقاضاتهم على سرقاتهم و جرائمهم السياسية السابقة ، و بالتالي ليمضوا قدما في مواصلة عمليات فسادهم و فشلهم الذريع في تقديم أبسط خدمات للمواطنين تلك التي توفرها حتى أفقر بلد أفريقي ، لحين توجيه طعنة الرحمة الآخيرة إلى كيان العراق المتقوّض أصلا ، بوتيرة مترافقة مع تفشي الفقر بحدة أكبر و أسوأ ، فضلا عن زيادة نسبة البطالة المتفاقمة ، بدون أي أمل في تحسن في وقت قريب ، وهو الأمر الذي أدى و يؤدي إلى نفاد صبر المواطنين المعذبين والمعانين ـــ يوما بعد يوم ــ من رداءة وشحة الخدمات ، وكذلك من شدة الفقر و الحرمان الالطاغية جدا ، لحد غير قابل للتحمل بعد الآن ، مما يدفع المواطنين المنتفضين بدافع الشعور بالمرارة والخذلان و بالإحباط واليأس إلى مواجهة رصاصات رجال الشرطة وعناصر حفظ النظام بصدور عارية و جباه شامخة بغضب و نقمة وسخط شديد ، غير آبهين في هذه المرة للموت المرتقب الذي يحوم فوق رؤوسهم كغربان زاعقة و مشؤومة ..

فيبدو أن طاقة كثير من الناس على التحمل و الصبر قد وصلت إلى نهايتها القصوى ، إلى درجة شعورهم بعدم فقدان ما يخسرونه بعد الآن ، بعدما فقدوا الأمن والأمان والكرامة الإنسانية والوطنية في آن واحد ، و كذلك على صعيد عدم حصولهم على عيش كريم و حضاري رغيد في المستقبل القريب ..

غير أن الخذلان الأكبر سيأتيهم ــ كالعادة ــ من باقي المتفرجين من ” الأغلبية الصامتة ” الذين لا يخرجون إلى الشارع في كل محافظة وبلدة و قرية للتظاهر و التضامن مع أبناء بلدهم المنتفضين غيرة و كرامة ورفضا لهذا العيش الذليل و المذل المهين ، لأنهم لا زالوا ــ كخراف مدجنة ــ تلوك علفها ” المقدس ” بعيون ناعسة وأشداق متثائبة و سحنات كدرة ومقلوبة من ضراوة قهر و معاناة ..

ولكن بلامبالاة مثيرة لدهشة وعدم اكتراث لوضعهم المزري و المهين ..

و كأنما الأمر لا يعنيهم قطعا ..

ربما بانتظار حدوث معجزة ما ..

في زمن انعدمت فيه كل المعجزات !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here