حمى الانفجارات تصيب مخازن الأسلحة في كردستان

آوارا حميد

شهدت كردستان هذا العام انفجار ستة مخازن كبيرة للأسلحة والذخائر بطريقة مشكوك فيها، والغريب ان أربعة من تلك المخازن انفجرت بشكل متتابع في أسبوع واحد.

الحجج الرسمية لانفجارات مخازن الأسلحة في كردستان والمتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة والمواقع وطرق التخزين غير المناسبة للأسلحة والذخائر لم تبدد الشكوك التي كانت تزداد مع تكرار الانفجارات.

وانفجر مخزن للأسلحة والعتاد في منطقة بحركة في حدود محافظة اربيل في الساعة الرابعة والنصف فجرا يوم الثلاثين من حزيران (يونيو) الماضي وبعد ثلاثة أيام أي في الثالث من تموز (يوليو) انفجر مخزن آخر تابع لوحدات (70) لقوات بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني في منطقة طاسلوجة التابعة لمحافظة السليمانية.

ولم تكن الإجابة عن الأسئلة حول أسباب الانفجارات المتكررة قد ظهرت بعد عندما انفجر في الثالث من تموز (يوليو) ثالث مخزن للأسلحة والعتاد تابع لقوات روز في محافظة أربيل.

حمّى انفجارات طالت مخازن الأسلحة إدارة رابرين في حدود محافظة السليمانية أيضا عندما استيقظ السكان المحليون في حدود ناحية جوارقورنة ليلة الخامس من تموز (يوليو) على أصوات انفجار مخزن للأسلحة.

وكان الربط الساخر بين انفجار احد المخازن مع عيد ميلاد احد القادة العسكريين للبيشمركة على مواقع التواصل الاجتماعي في إشارة الى انعدام ثقة الرأي العام بالحجج التي كانت تعلن من قبل المسؤولين الأمنيين عند انفجار تلك المخازن.

جبار الياور الأمين العام لوزارة البيشمركة تحدث لـ”نقاش”: حول القضية وقال ان”معظم المخازن التي انفجرت هي ليست تابعة لوزارة البيشمركة بل إنها تابعة لقيادة الزيرفاني في وزارة الداخلية او قوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، اذ تملك وزارة البيشمركة ثلاثة مخازن رئيسية في أربيل والسليمانية ودهوك وهي خاضعة لتعليمات وإشراف التحالف الدولي ضد داعش وتتوفر فيها شروط المخازن”.

وارجع الياور سبب انفجار المخازن بداية الشهر إلى أن مواقع التخزين غير مناسبة بالإضافة الى ارتفاع درجات الحرارة.

وأضاف: “المخازن التي انفجرت كانت الأسلحة فيها تحت سقف معدني عادي ولم تتوفر فيها شروط المخازن اذ كانت الذخائر والعتاد والرصاص مخزنة معا وكانت تحتوي على مادة الديناميت التي تنفجر أثناء ارتفاع درجة الحرارة”.

انفجار مخازن الأسلحة في اقليم كردستان ليس بالأمر الجديد بل كانت هناك انفجارات سابقة، ففي شهر آب (اغسطس) من العام الماضي انفجر مخزن للأسلحة والذخائر على بعد (300) متر من مبنى وزارة الداخلية في أربيل وفي ليلة السادس والعشرين من الشهر ذاته انفجر مخزن آخر بالقرب من مطار اربيل.

وقال الفريق الركن خورشيد سليم دوسكي الخبير في الشؤون العسكرية لـ”نقاش” إن “سبب الانفجارات هو تنوع الأسلحة والعتاد العسكري الذي تم تخزينه معا ولا تتوفر فيه الشروط اللازمة، اذ لابد ان تكون مخازن الاسلحة تحت الارض ويجمع فوقها التراب بارتفاع ثلاثة أمتار وتوفر لها أجهزة مكيفة بالإضافة الى فرز أنواع الاسلحة والذخائر كما ان لعمر الأسلحة ودرجات الحرارة تأثيراً على انفجارها”.

اما جعفر الشيخ مصطفى مسؤول وحدات (70) لقوات البيشمركة التي كان المخزن الذي انفجر في السليمانية تابعا لها، قال لـ”نقاش”: اننا “لا نصدق ان انفجار المخزن التابع للوحدات في السليمانية كان بسبب تماس كهربائي او درجات الحرارة، إلا اننا لا نعرف أسبابها وقد تم تكليف لجنة بالتحقيق في الأمر”.

وأكد انه “نظرا لان الشكوك ليست من داخل الإقليم فقط بل هي من الخارج أيضاً، لذلك فقد تم إبلاغ ألمانيا والولايات المتحدة للتحقيق في انفجار مخزن السليمانية”.

استدراج التحالف الدولي ضد داعش إلى التحقيقات تم بعدما ساورت الشكوك بعض المسؤولين الأمنيين إلى أن تفجير تلك المخازن جاء عن قصد لإخفاء الأسلحة المفقودة التي زود بها التحالف القوات الأمنية في إقليم كردستان خلال الحرب ضد داعش بين عامي 2014 و2017.

إلا أن اللواء احمد كويي مسؤول وحدة الحماية في القيادة العامة لقوات الزيرفاني أشار إلى أن الأسلحة التي انفجرت في المخازن كانت تعود لجيش نظام حزب البعث وبقايا أسلحة مسلحي داعش المستولى عليها.

كويي قال لـ”نقاش”: ان تلك “الأسلحة انفجرت لأنها لم تخزن بطريقة علمية وتم تكديسها فوق بعض كما ان بعضها كانت مصنوعة من قبل مسلحي داعش وانفجرت بسبب الحرارة ولم تتوفر فيها الشروط اللازمة”.

ويطالب برلمان كردستان وهو أعلى سلطة رقابية في إقليم كردستان بنتائج تحقيقات وزارة البيشمركة حول انفجار المخازن.

وقالت شيلان جعفر رئيسة لجنة شؤون البيشمركة في برلمان كردستان لـ”نقاش”: حول ذلك “دعونا ممثل وزارة البيشمركة الى البرلمان، قالوا إنهم شكلوا لجنة وسألناهم كيف انفجرت المخازن ليلا وخلال مدة أسبوع فقالوا إنهم سيحققون في الأمر وسيبلغوننا بالنتائج”.

ولا يبدو أن النتائج التي ينتظرها البرلمان حول التحقيقات ستوصلهم الى أجوبة عن الأسئلة التي تثار من قبل الرأي العام حول الانفجارات.

ايوب عبدالله رئيس لجنة الداخلية في برلمان كردستان اكد لـ”نقاش”: ان ” اللجنة وجهت كتابا الى وزارة البيشمركة وطالبتها بإرسال تقريرها عن انفجارات هذا العام وانفجاري العام الماضي الا انها لم ترد على الكتاب حتى الآن كما لم تجر متابعة انفجارات العام الماضي اذ كان البرلمان معطلا آنذاك”.

ومع انه تم تشكيل لجنة خلال الفترة الماضية للتحقيق في الانفجارات السابقة، إلا أن نتائجها لم تعلن للرأي العام فيما يبدو انه سيتم تصنيف القضية ضمن الملفات العسكرية الحساسة.

الأمين العام لوزارة البيشمركة يقول: “حتى وان انتهت نتائج اللجان حول الانفجارات فلن نعلن أنواع الأسلحة التي انفجرت فيها لأنها من الأسرار العسكرية”.

والى جانب الشكوك حول أسباب انفجار المخازن تمثل ملكية المخازن جانبا آخر من المسألة فوزارتا البيشمركة والداخلية تتبرآن من ملكيتها على لسان مسؤوليها فالاولى تقول انها تابعة للداخلية والثانية تنفي ذلك.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here