الأجانب في حقول النفط ليسوا عمال تنظيف فقط

بقلم مهدي قاسم

يعتقد بعض ” فطاحل ” الفيسبوك من عباقرة تحليل السياسي ، أنه بمجرد أن تجري عملية طرد العمال الأجانب من حقول النفط العراقية ولا سيما من حقول نفط البصرة ومن ثم القيام بتشغيل الأيدي العاملة العراقية العاطلة، بديلا عنهم فسوف ُيحل جميع المشاكل و تهدأ الأمور و يعم الخير و البركة مع فيض من عسل و حليب ، و تدفق تيار كهربائي طيلة نهار و ليل !! ، طبعا ، دون أن يعلم هؤلاء أن العمال الأجانب هم أصلا عمال من ذوي اختصاصات و أصحاب مؤهلات فنية مختلفة ،لم يتقنوها هكذا بالسليقة أنما عبر دراسة أو دورات فنية و تأهيلية أخرى ..

وأن وجد بينهم مَن يكنس و ينظف أيضا .

و لهذا بالضبط يطلقون عليهم تسمية ” عمال فنيون ” ..

و هذا يعني أن عملية طردهم حالا و رأسا من حقول النفط ستُسبب بعملية انقطاع النفط عن الإنتاج و التصدير أو عن التلكؤ في أفضل الحالات ..

بينما العمال العراقيين الذين سيحلّون محلهم سوف يحتاجون إلى عملية تأهيل فنية قد تستغرق شهورا طويلة أن لم تكن سنة أو أكثر..

طبعا باستثناء الكنّاسين والمنظّفين و أن كان هؤلاء أيضا قد يحتاجون إلى فترة معينة لتعلم واتقان كيفية قيادة سيارات نقل حاويات أو تقليب براميل قمامة باتقان و مهارة مطلوبتين !!.

و كل هذا يعني أنه كان من المفروض على المسؤولين ” النفطيين ” العراقيين أن يلحقوا شرط تشغيل و تأهيل عمال من أيدي العاملة العراقية العاطلة إلى بنود عقود التراخيص كشرط أساسي للحكومة العراقية أثناء إجراء مفاوضات آنذاك ، حيث كان ينبغي أن تلزم بها الشركات الأجنبية من هذه الناحية بشكل غير قابل للتراجع أو غض النظر عن هذا الأمر بأي شكل من الأشكال ..

إذ من المعروف أن الجانب الآخر والمفيد و النافع للاستثمارات الأجنبية في أي بلد من بلدان ذات اتجاه رأس مالي استثماري و تنموي يروم الازدهار الاقتصادي ، هو تشغيل آلاف من سكان محليين من الأيدي العاملة العاطلة عن العمل ، و ذلك بغية تخفيف عبء و ثقل البطالة عن كاهل الدولة التي احيانا تغض النظر حتى عن أخذ الضرائب من تلك الشركات ــ طبعا لفترة معينة ــ مقابل تشغيل مئات أو آلاف من سكان محليين ، الذين من خلال عملهم سيدفعون ضريبة الدخل للدولة فضلا عن الضمان الصحي و الاجتماعي ..

و بذلك بدلا من أن يكونوا عالة على الدولة سيكونون معيلين للدولة..

على الأقل هذا ما يفعله ساسة مسؤولون و رجال دولة وحكم من أجل تقدم بلدهم وشعبهم نحو حقول التنمية والازدهار و الرفاهية ..

أما الساسة والمسؤولون من ” حمير” بليد و لص عتيد ( مثلما يتواجدون عندنا بكثرة كاثرة ) فأن أمرا كهذا لن يخطر على بالهم قطعا لكونهم ساسة حمير فحسب والذين ” أنعم ” الله عليهم بتبن وفير و بريسم كثير و شوفان غزير، بفضل فرهدة المال العام العراقي ..

الأمر الذي يجعلهم أن لا يشعروا بمعاناة المواطنين:

فالشبعان ــ عادة وعموما ــ لا يشعر بمعاناة جوعان ..

و الشخص الجالس في غرفة مكيفة و باردة لا يحس بمعاناة شخص جالس في غرفة بلا كهرباء و تحت تساقط أشعة شمس حارقة ولاهبة بخمسين درجة مئوية مرتفعة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here