المرجع الخالصي يؤيد المطالب المشروعة للمحتجين، ويدعوهم لعدم فسح المجال للسياسيين لاستغلالها.

أيّد المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، الجمعة، المطالب المشروعة للمحتجين في البصرة وباقي محافظات العراق، داعياً إياهم إلى عدم فسح المجال للكتل السياسية أو الفاسدين باستغلالها لأغراض سياسية مريبة، وطالب الحكومة بالحفاظ على سلمية الاحتجاجات وتجنب العنف، والسعي الجاد لتوفير متطلبات المحتجين. فيما شجب التدخلات الأجنبية في البلاد معتبراً إياها انها المسؤولة عن جميع مآسي العراق وشعبه. ونصح التكتلات السياسية بعدم الانخداع برسل الاحلاف العسكرية المعادية والمرتبطين بجريمة (صفقة القرن) لفرضها على المنقطة، معتبراً ان الانصياع لهم لا يشرف أحداً.

وقال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة بتاريخ 29 شوال 1439هـ الموافق لـ 13 تموز 2018م، قال: تأتي الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي انطلقت من البصرة وسرت إلى الناصرية، والكوت، وكربلاء، وبغداد وغيرها، يطالب المحتجون فيها بتوفير الخدمات في ظل ارتفاع درجات الحرارة وأهمها توفير الكهرباء.

وأضاف سماحته (دام ظله): تأتي هذه الاحتجاجات الشعبية الواسعة وما ترتب عليها من تصعيد وأحداث مؤسفة بعد تحذيرنا في خطبة الجمعة الماضية من الانفجار الكبير إذا لم تسارع السلطات إلى تلبية مطالب المحتجين بتوفير الحد الأدنى الممكن للاحتياجات الملحة لجميع المواطنين.

وتابع سماحته (دام ظله) قائلاً: إننا إذ لا يسعنا إلاّ تأييد المطالب المشروعة والحيوية للمواطنين، ندعو إلى التحلي بالحكمة من الطرفين، وعدم افساح المجال بخروج الأمور عن السيطرة والانضباط.

ودعا سماحته (دام ظله) المحتجين المظلومين بالحفاظ على سلمية مظاهراتهم واستقلالها، وعدم افساح المجال لبعض الكتل والجهات إلى استغلالها لأغراض سياسية فئوية مريبة.

كما طالب سماحته (دام ظله) الحكومة والسلطات الأمنية والإدارية بالحفاظ على سلمية الاحتجاجات وتجنب العنف، ومعالجة الأمر بالسعي الجاد لتوفير المتطلبات الممكنة والاحتياجات الملحة.

وفي سياق متصل شجب سماحة المرجع الخالصي (دام ظله) بشدة التدخلات الأجنبية لا سيما الجهات المسؤولة بالدرجة الأولى عن جميع مآسي العراق والوضع المزري الذي يعاني منه الوطن بجميع مرافقه.

ونصح سماحته (دام ظله) التكتلات السياسية الشريفة بعدم الانخداع برسل الأحلاف العسكرية المعادية ولا بالمتعاطين مع مشروع جريمة (صفقة القرن) التي يسعى رأس الأفعى الصهيوني في الإدارة الأمريكية لفرضها على المنطقة، خدمة للكيان الإرهابي الصهيوني والأطراف الساعية للتطبيع والانصياع لها، فإن الانصياع لأمثال هؤلاء الرسل لا يشرف أحداً.

وقال سماحة المرجع الخالصي (دام ظله) مما يبعث على شيء من الأمل في هذه الأجواء المدلهمة ما افصح عنه السيد رئيس الوزراء أخيراً حين قال: “ان الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة”، وهذا طالما ألمحنا إليه في خطاباتنا، وبيّنا ان هذه العملة ذات الوجهين الفاسدين هي من مسكوكات (العملية السياسية السائدة) التي فرضها الاحتلال لتحقيق أغراضه حتى بعد انسحابه الظاهري، وهي أم المفاسد كلها.

وشدد سماحته (دام ظله) على ان لا أمل في إصلاح جدي إلّا في إطار (عملية سياسية وطنية عراقية) تنبع من إرادة عراقية حرّة تحقق استقلال الوطن وكرامته، وتطلق طاقاته الخيرّة لإعادة إعماره، وحفظ سيادة نظامه، طليقاً من شبح الارهاب والفساد، ولكي (يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف:157).

كما وأدان سماحته (دام ظله) وبشدة، بإسمه وبإسم أهالي الكاظمية المقدسة، ما تعرّض له أهالي موكب النجف الاشرف من اعتداءات باغية ومنع لأداء ممارساتهم المعهودة في العزاء والمواساة للإمامين الكاظمين (ع) بذكرى شهادة الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع)، وأكد سماحته (دام ظله) على ان ما جرى على أهلنا من مدينة أمير المؤمنين (ع) النجف الاشرف في يوم شهادة الإمام الصادق (ع) من قبل المنصّب على أمانة العتبة الكاظمية المقدسة وأعوانه، ما هو إلا تصرّف شخصي ينم عن مستوى الحقد الدفين لهؤلاء ضد المدينة المقدسة وزوارها، وعدم وعي وفهم لقضية أهل البيت(ع) الأساسية، وهو مرفوض جملةً وتفصيلاً.

فيما رحّب سماحته (دام ظله) بشجاعة أهالي النجف الكرام في اقتحام حاجز الصمت والخنوع، مؤكدين بذلك بقائهم على موقفهم في اعتقادهم بأن قضية أهل البيت (ع) هي قضية رفض الظلم والاستبداد، وليست مجرد طقوس او ممارسات خالية من أي تعبير لرفض الظلم، وهو ما دفع أئمة أهل البيت (ع) ومن تبعهم حياتهم لذلك.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here