ثقافة فن الحياة ـ الرياضة ضرورة ملّحة للمسين !

(*) د. رضا العطار

ان النظرة النفسية الى الصحة هي النظرة المفضلة في كل وقت, ولكن من وقت لاخر يجب ان تكون لنا نظرة ميكانيكية – الية – للصحة . لأن الجسم يسير بأعضائه على مبادئ الكيمياء والميكانيك والطبيعيات. فيجب مثلا ان نتحذر بعد الخمسين من رواسب الاحماض نتيجة الاطعمة القلوية كما يجب ان نتخلص من فضلات الامعاء بشكل منتظم نسهّل عملها. وان نحافظ على ليونة الشرايين لتبقى مسالكها حسنة يجري فيها الدم بشكل طبيعي حتى لا يركد في زاوية منها ويتخثر والرياضة ضرورية للتخلص من الاحماض والانقاض في سبيل الاحتفاظ بليونة اعضاء الجسم الى اطول وقت مستطاع .

ليس شك ما للصحة عند المسنين من قيمة نفسية كبيرة لأن المسن الذي يمرّن اعضاء بدنه كل صباح بالرياضة , يحيل دون تيبس الشرايين بل يجعلها مرنة على الدوام . وبالعكس فان تجمد الاعضاء وركود الجسم تعجز الحركة لدى المسن فتجعل صعوده على درجات السلم امرا صعبا. وكذالك يحدث اللهث والتعرق بعد مجهود قليل, او ارتجاف الساقين، وتنحني الفقرات التي تحط القوى الروحية في نفس المسن. فقليل من الرياضة الخفيفة كل يوم , كفيلة ان يتقي شر هذه العوارض ولو الى حد ما.

فالرياضة ضرورة لأنها تقينا من هوان الترهل حتى لا يعود الخمسيني او الستيني مسخرة يضحك منه الشيوخ فضلا عن الشبان . فالبطن المتدلق اوالمستكرش, والذقن والوجه والقفا والظهر الذي يتراكم عليه الشحوم طيات فوق طيات. كل هذا يجب ان نتخلص منه بفضل الاقلال من الطعام والأكثار من الرياضة ونفيد صحتنا كثيرا اذا تعودنا ان نصوم يوما كاملا كل اسبوع . فما دام الدم يجري في الشرايين مرنة لدنة مسلوكة لم تتكلس جدرانها وتضيق وتتصلب لتسبب كوارث قلبية او دماغية, كما هي الحال عند غيرهم, فبالرياضة يتأخر حدوث مثل هذه الفواجع ويقل احتمال ظهور النسيان, ويبقى النسيان الفسيولوجي الذي يرافق معظم المسنين من الشيوخ.

وبالرياضة الاسبوعية نتوخى الرشاقة والقوة لكن بعد السبعين تبدأ في الجسم اعراض ضعف في عضو دون الاخر, مرجعه في الغالب الى المهنة التي كان يحترفها صاحبها قبل ان يتقاعد منها. فأن الظهر ينحني عند الكاتب قبل الحمال او ساعي البريد. والساقان يرتجفان عند الذين كان عملهم يتطلب القعود. ولذلك يجب ان تركز الرياضة على تقوية هذه الاعضاء بطريقة التدليك الذاتي. ولا يخفى ما لرياضة المشي من اثر ايجابي على صحة المسن. وخلاصة القول يجب علينا اتباع القواعد التالية :

1 – ان نتجنب التضخم والترهل حتى لا تؤدي نتائجها الى عواقب وخيمة.
2 – ان نستبقي على هيئة الشباب, فلا ننحي ظهورنا اثناء المشي مهما تقدم بنا السن.
3 – الاّ نغرق ونبالغ، لان الاعتدال رائد الشيخوخة وشعارها.
4 – ان يمارس كل مسن عادة المشي السريع ويستشير مدربا ماهرا بخصوص التدليك
5 – تحتاج الرياضة المعتدلة الى المثابرة، وان تركها يسبب الترهل.
6 – الاستفادة من احواض السباحة الصحية المفتوحة صيفا والاحواض المغطاة شتاء, فمائها الدافئ في درجات حرارة معينة والاشراف الصحي عليها من قبل السلطات المعنية خير مشجع للمسن ان يشترك فيها.

* مقتبس من كتاب حياتنا بعد الخمسين للعلامة سلامة موسى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here