و إنقطعت شبكة المودّة

العراقيون محاصرون داخليا و خارجيا و على كل صعيد بسبب الأحزاب الجاهلية اللعينة المتحاصصة التي لا يهمها سوى بقائها لأجل درّ الرواتب و الأموال ونشر الفساد, و عسى ما نار الشعب تحرق كل حطبهم!

شيئا فشيئا بدأت إفرازات الفساد تتشعّب وتؤثر بآلصميم على حياة و مستقبل و حتى مؤخرة و آخرة العراقيين المساكين الذين تصوّروا بأنّ الأحزاب الـ 300 أحزاب إسلامية و وطنية و وووووو تحاصصت لأجل البناء و الأعمار … و إذا بقادتها يكشرون عن نواياهم و أنيابهم ليضربوا بآلعمق كلّ الأسس و المباني الأقتصادية و الزراعية و المالية و الفوقية و التحتية و فوقها البنى الأخلاقية و العقائدية, حيث علّموا الشعب بأن السلطة و السياسة و التحالفات كلها لأجل المال وضرب ضربة العمر ولسان حالهم هو: (لعنة الله على كل من يدعي الأنسانية) هذا كله نتيجة المسخ و لقمة الحرام التي بدؤوا لا يستسيغون غيرها, بحيث لو دعوت أحدهم للتوبة لأصبحت متهماً و منحرفاً, و هكذا كما قلنا (أصبح المعروف منكرا و المنكر معروفا .. بل صاروا – الأحزاب – يأمرون و يفعلون المنكر و ينهون عن عمل المعروف!

المسألة الجديدة التي ظهرت منذ الأمس هي قطع شبكة الأنترنيت من قبل الحكومة, هذا بعد قطعهم للكهرباء والماء والأكل والطب والدواء عن الشعب بحيث لم يبق متنفس للعراقيين الآن سوى (شبكة الأنترنيت) كمنفذ وحيد لبثّ همومهم و همساتهم وخواطرهم و تبادل رسائل المحبة و العشق والتواصل الأجتماعي فيما بينهم, بضمنها المنشورات السياسية التي تتعلق بحياتهم ومصيرهم وتحكي فساد الساسة!

لكن تلك الحيتان ولمسخ قلوبها بدؤوا يرون المحبة و التواصل بين الناس مؤآمرة ضدّهم لهذا لا يروق لهم هذا التواصل فعمدوا على قطعها و الأعلان بأنّ سبب القطع نتيجة إستهلاك الأجهزة والخطوط لقدمتها, والحال أن العراقيين يعرفون بأن (الأنترنيت) لم يدخل العراق إلا بعد 2005 م ولذلك يكون عمر الأجهزة والأسلاك المرسلات لا تتجاوز العشر سنوات والعمر المتوسط للأجهزة الكهربائية تصل لأكثر من 50 سنة, وبذلك صار الكذب مسلكا ًمن مسالك الأحزاب الممسوخة المتخلفة فكرياً و ثقافياً و عقائدياً وأخلاقياً.

و آلآن ما العمل بعد حصول كل هذا الفساد خصوصا بعد تكرار قتل المتظاهرين في العراق حيث قتلت قوات الأمن و الشرطة يوم أمس وأول أمس ثلاثة متظاهرين آخرين بآلأضافة إلى جرح العشرات منهم بآلرصاص الحيّ و بأمر من رئيس الوزراء نفسه الذي يترأس حزب دعاة اليوم الجهلاء!؟
فهل قتل المتظاهرين السلميين هو الأسلام يا أيها العبد الآبق عبادي!؟
أ لا لعنة الله عليكَ و على والديك اللذان لم يُربّيانك تربية صالحة, و لعن الله كلّ دعاة اليوم الذي ذبحو فكر الصدر المظلوم بجهلهم حتى قطعتم حبل المودة بين الناس لينقطع آخر آمل للشعب كان يتسلى به, و آلآن لم يبق أمامكم أيها الشعب العراقي المنهوب المضروب المهتوك المسروق؛ سوى الثورة المسلحة وإلقاء القبض على الفاسدين و عدم السماح لأيّ موظف أو مسؤول بآلذهاب لدائرته لأن ذهابه دعم للفاسدين من أجل تمزيقكم و تفتيت وحدتكم وقطع علاقاتكم حتى العاطفية و الروحية بعد ما قطعوا جميع علاقاتكم المادية و الخدمية و الصحية و الأجتماعية و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
الفيلسوف الكوني / عزيز الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here