احتجاجات العراق تلقي بظلالها على الكويت وسط تأهب رسمي

ألقت أحداث العراق والاحتجاجات المستمرة منذ أيام بسبب الظروف المعيشية، بظلالها على الكويت أكثر من أي بلد خليجي آخر بسبب الموقع الجغرافي للبلدين وتجاورهما، وتاريخ العلاقات بين البلدين.
وباشرت الكويت منذ اندلاع الاحتجاجات في العراق باتخاذ إجراءاتها الاحترازية تجنبًا لأي طارئ قد يحدث، حيث شددت الحراسة الأمنية عبر حدودها مع العراق، إضافة إلى إلغاء الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها إلى النجف التي شهدت احتجاجات واضطرابات.
في غضون ذلك، لم يغب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن المشهد العراقي الملتهب، معلنًا استعداد بلاده لتقديم الدعم الممكن ليتجاوز البلد الجار ما يمر به من ظروف، لتحقيق كل ما فيه خير ومصلحة للشعب العراقي المنتفض.
وعلى الصعيد الكويتي الداخلي فقد أبدت كل من وزارة الدفاع والداخلية والحرس الوطني، في اجتماع تنسيقي لها الإثنين، كامل استعداداتها والتنسيق فيما بينها لمواجهة مختلف والظروف لحفظ أمن واستقرار البلاد.
كما قرر مجلس الأمة عقد جلسة بناءً على طلب عدد من النواب بحضور الحكومة لمناقشة الأحداث والتطورات العراقية، وتداعيات ذلك على الحدود الكويتية، والاستعدادات لمواجهة مختلف الاحتمالات.
وبعيدًا عن الجانب الرسمي، فلم يغب العراق عن مقالات الكتَاب وتغريدات النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، ومنهم الكاتب عبدالهادي الصالح الذي تعاطف مع الشعب العراقي مبررًا انتفاضته ضد الفساد في مقال (العطش على ضفافي دجلة والفرات) في إشارة إلى جفاف النهرين بسبب التدخلات الخارجية.
وأضاف الصالح في المقال الذي نشرته صحيفة “الأنباء”، أن “من حق الشعب العراقي أن يغضب، فبلده العراق هو بلاد السواد من الشجر والنخل والثمر وعيش العنبر، بلد الألبان والأنهار، بلد النفط والصناعة، بلد السياحة الدينية المليونية بلا انقطاع! أليس حرامًا أن يموت العراقي فيها جوعًا وعطشًا، في حرارة قيظ الصيف، وبردًا في زمهرير الشتاء!”.
وفي مقال آخر للكاتب غانم النجار أوضح أن “انطلاق الاحتجاجات لم يكن غريبًا، بل كان عدم انطلاقها مستغربًا”، مضيفًا ” تكالبت على العراق القيادات السياسية الركيكة أو الفاسدة أو المغامرة، وسحبت الجسد العراقي على الشوك واستنزفت ثرواته وأحالته إلى بلد فقير. يقول الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب “وفي العراق جوع… ما مر عام والعراق ليس فيه جوع””.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي توالت ردود الأفعال الكويتية تجاه الاحتجاجات، والتي شهدت تباينًا واضحًا بين النشطاء الذين اعتادوا على فروقات واضحة في نظرهم إلى العلاقة مع العراق نتيجة الغزو العراقي الذي ما زالت أحداثه حيَة في ذاكرة عدد من أبناء الكويت.
ورغم تعاطف عدد من النشطاء مع الشعب العراقي داعين لهم بالاستقرار والهدوء والخلاص من الفساد وتحصيل حقوقهم، إلا أن آخرين لم ينسوا أحداث الغزو التي تبعد ذكراها أيامًا من الآن، وداعين الأمن الكويتي للتشديد الأمني على الحدود تجنبًا لأي تجاوز من قبل العراقيين.
ويتكرر الحديث عن العلاقات الكويتية العراقية، في مثل هذه الأيام من كل عام، مع اقتراب ذكرى الغزو العراقي للكويت الذي يصادف الثاني من آب/ أغسطس، في واحد من أبرز أحداث القرن العشرين الماضي، التي ما زالت آثارها واضحة لدى العديد من الكويتيين الذين فقدوا أبناءهم وأقاربهم في هذه الحرب، التي انتهت بتدخل عسكري دولي تم على إثره تحرير الكويت في 26 شباط/ فبراير 1991.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here