التَّظاهُرات المَطلبيَّة دليلُ فَشلِ السَّاسَة

لقنواتِ [الْيَوْمَ (في مُشاركتَين)] [الثَّقلَين] [الكوْثر] [سي بي سي أَكسترا (المصريَّة)] [بِلادي] الفضائيَّة؛
في مفهُومِ الشَّراكة!
التَّظاهُرات المَطلبيَّة دليلُ فَشلِ السَّاسَة
بُوتِن وضعَ ترامْب بـ [العَليجَة] في قِمَّة هِلسِنكِي
نـــــــــزار حيدر
١/ لا أَحدَ في العراق يُرِيدُ العَودة بهِ إِلى سابقِ عهدهِ تتسلَّط فِيهِ عصابةٌ من مكوِّن واحد وتهمِّش الباقين! فلقد أَثبتت التَّجربة أَنَّ الاستئثار بالسُّلطة ومن قِبَل أَيٍّ كانَ لا يساعدُ على إِستقرار البلاد أَبداً، والبديلُ هو الشَّراكة الحقيقيَّة في إِدارة الدَّولة!.
الخلافُ ليس في أَصل الفكرة وإِنَّما في مفهومِها وطرُق تطبيقها.
أ/ فالشَّراكة الحقيقيَّة والسَّليمة هي التي يتمُّ تطبيقها في الدَّولة وليس بالضَّرورة في الحكومةِ حصراً! فبالنِّسبة للبعضِ فإِنَّ الشَّراكة تعني أَن يكونَ موجوداً في كلِّ مؤَسَّسات الدَّولة أَو أَنَّها بِلا معنى وهذا خطأٌ كبيرٌ! سببهُ أَنَّ الكلَّ لا يرى الدَّولة إِلَّا من خلال السُّلطة فقط [الحكُومة] لأَنَّ العقليَّة هي عقليَّة السُّلطة وليست عقليَّة الدَّولة! والتي هي كما نعرف جميعاً سُلُطات متعدِّدة ومؤَسَّسات متنوِّعة! وأَنَّ الشَّراكة التي تتبنَّى مفهوم السُّلطة لا يُمْكِنُ أَن تتحقَّق أَبداً وإِذا تحقَّقت فستدمِّر الدَّولة لأَنَّها ستتحقَّق بالمُحاصصة وهذا ما نراهُ الآن في العراق.
ب/ كما أَنَّ الشَّراكة الحقيقيَّة والسَّليمة لا تعني بالضَّرورة أَن تكون الأَحزاب الحاكِمة حصراً موجودةٌ في كلِّ مؤَسَّسات الدَّولة! وأَنَّ من يحصِر الشَّراكة بنفسهِ فقط أَو بحزبهِ فهو الآخر يرتكبُ خطأً كبيراً! فهو يعتبر الشَّراكة بخيرٍ إِذا كانَ الوزيرُ من حزبهِ وهي على كفِّ عفريتٍ إِذا كانَ مُستقلّاً مثلاً أَو من غيرِ حزبهِ! فهذه الأُخرى مُحاصصة وليست شَراكة!.
٢/ إِنَّ الواقعَّ العراقي الحالي لا يُمْكِنُ إِصلاحهُ إِلَّا بشرطَين أَساسيَّين؛
أ/ تأسيسُ أَحزابٍ سياسيَّةٍ معيار الإِنتماء لها هُوَ المُواطنة وليس الدِّين والمذهب والإِثنيَّة والمناطقيَّة وغير ذلك، لنضمِنَ صناعة أَغلبيَّة وأَقليَّة سياسيَّة حصراً.
ب/ أَن يعتمد الجميع مفهوم الدَّولة وليس الكانتونات أَو الطَّوائف!.
٣/ إِنَّ التَّظاهرات والإِعتصامات الشَّعبيَّة الحاليَّة هي دليلٌ واضحٌ على فشلِ السَّاسة في إِنجاز ما يتطلَّع إِليه المُواطن في الحياةِ الحرَّة الكريمة.
والفشلُ سببهُ الفساد المالي والإِداري المُتعاظم.
٤/ إِنَّ الإِتِّهامات التي يسوقها بعضُ السَّاسة والحزبيِّين ضدَّ المُتظاهرين دليلٌ على الحَماقة وإِنعدام الحسِّ الوطني وروح المسؤُوليَّة! فَلَو كان هؤلاء يمتلكونَ ذرَّة غيرة وشرف لتحمَّلُوا المسؤُوليَّة فإِمَّا أَن يستقيلُوا أَو يواجهُوا الحقيقة من دونِ أَن تأخذهُم العزَّة بالإِثم فيعالجُوا الفشل بجريمةٍ والتي تتمثَّل بإِتِّهام المُتظاهرين!.
بدلاً من أَن تنشغلُوا بتوزيع التُّهَم، تفنَّنُوا في إِنجازِ ما يخدم المواطن!.
٥/ إِنَّهُم يبيعونَنا دِيناً!.
إِحتفظُوا بدينكُم لأَنفسِكُم وبيعُونا إِنجازاً ونجاحاً تخدمُونَ بهِ الشَّعب!.
٦/ لقد ساهمَ مِحور [موسكو – طهران] في كسر أُحاديَّة القُطب في العالَم! فلم تعُد واشنطن هي القطب الوحيد الذي يمكنهُ التصرُّف بمصيرِ العالَم كيف يشاء! فلقد باتَ العالَمُ الآن مُتعدِّد الأَقطاب وهو أَمرٌ يساهمُ بشكلٍ كبيرٍ في التَّخفيف من حدَّة الأَزمات التي تعصف بملفَّاتٍ كثيرةٍ، دَوليَّة وإِقليميَّة، ويساهم في التَّخفيف من الضُّغوط التي تتعرَّض لها الشُّعوب المُستضعَفة!.
٧/ لقد وضعَ الرَّئيس الرُّوسي بُوتِن الرَّئيس الأَميركي ترامْب بـ [العَليجَة] [وتعتي الكيس] في قمَّة هِلسنكي! أَو كما وصفَ ذلك رئيس جهاز [سي آي أَي] السَّابق بأَنَّهُ وضعهُ في جيبهِ بالكامِل!.
٨/ للأَسف الشَّديد فإِنَّ التَّظاهُرات ليس لها رأسٌ [قِيادة] يُخطِّط لها بشكلٍ سليمٍ وصحيحٍ من أَجل تحقيق الأَهداف المطلبيَّة الدستوريَّة، ولذلكَ فمِن السَّهل جدّاً على الأَحزاب الحاكِمة التسلُّسل لها وتغيير وِجهتها كما يسهُل على القِوى الإِقليميَّة ذلك، ما يُحمِّل المُتظاهرين الكثير من المسؤُوليَّة الوطنيَّة حتَّى لا يتمُّ إِستغلالها لضربِ العِراق!.
٩/ إِنَّ التَّظاهرات المقطُوعة [المُتعاقِبة] التي تشهدها المُحافظات بين الفِينةِ والأُخرى ولنفسِ الأَسباب، ولكن بشَكلٍ مُتفاوت وغير مُتَّسق، دليلٌ على أَنَّها تحملُ بذُورَ الفشلِ سلفاً ولذلكَ هيَ لم تعمُّ البلادِ في نفسِ الوقتِ ولَم تتحوَّل إِلى مِليونيَّة أَبداً! لأَنَّ التَّظاهرات المناطقيَّة التي تختلف في الشِّعارات والمطاليب يُمْكِنُ للأَحزابِ الحاكِمةِ والسُّلطاتِ المحليَّةِ الإِستفرادِ بها وهضمِها واستيعابِها بكلِّ سهُولةٍ ويُسرٍ! وهذا ما يحصلُ في كلِّ مرَّةٍ!.
١٦ تمُّوز ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here