التَّظاهُرات المَطلبيَّة لا تعتَدي على أَحدٍ!

لِوكالةِ [مِهر] لِلأَنباء؛
التَّظاهُرات المَطلبيَّة لا تعتَدي على أَحدٍ!
أَلجُزء الثَّاني والأَخير
نـــــــزار حيدر
س٤/ لماذا يتغاضى المسؤُولُون عن المشاكل الحياتيَّة المُزمنة للشَّعب كالكهرباء والماء وغير ذلك؟!
وهل تعتقد أَنَّ حلَّها سيكونُ على قائمةِ أَولويَّاتهم في الدَّورة الدُّستوريَّة الجديدة؟!.
الجواب؛ هم لا يتغاضُون، إِنَّهم عاجزُون بسبب فسادهِم المُخيف، المالي والإِداري، ولذلكَ فهم فشلُوا فشلاً ذريعاً في إِدارة الدَّولة، ففشلُوا في إِنجازِ شَيْءٍ يُذكر على كلِّ المُستويات!.
لنتخيَّل مثلاً كيفَ أَنَّهم أَهدرُوا ميزانيَّات إِنفجاريَّة ضخمة في عهد [القائد الضَّرورة] رئيس الحكومة السَّابق الذي إِنشغلَ، ولا يزال، بالقتالِ على [الوِلاية الثَّالثة] بذريعةِ أَكثر من [٦] آلاف مشروعٍ وهميٍّ! إِلى جانب الفساد المالي والاداري الذي نخرَ الدَّولة ومؤَسَّساتها! خاصَّةً المنظومة الأَمنيَّة والعسكريَّة!.
حتَّى على المُستوى الأَمني فشلُوا فشلاً ذريعاً! فلولا فتوى الجِهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجع الأَعلى لانتهكَ الإِرهابيُّون حُرمة البلاد بالكاملِ!.
آمُل أَن تتشكَّل الحكومة القادمة على أَساس معايير النَّزاهة والخِبرة والمِهنيَّة بعيداً عن المُحاصصة والحزبيَّة والكُتلويَّة ليتسنَّى لها تحقيق الإِنجازات الحقيقيَّة وعلى كلِّ المُستويات بما فيها الخدمات الأَساسيَّة كالكهرباء والماء والصِّحَّة والتَّعليم وغيرها! فتكون مطاليب المُتظاهرين في تحقيقِ الحياة الحُرَّة الكريمةِ على رأس الأَولويَّات.
س٥/ أُطلِقت بعض الشِّعارات السياسيَّة في المُظاهرات؟! هل تُحاولُ بعض الأَطراف إُستغلال هذه التَّظاهرات لتصفيةِ الحِسابات ضدَّ بعض؟!
أَلجواب؛ إِنَّ أَخشى ما أَخشاه هو أَن يغفل المتظاهُرون عن أَهدافهِم المطلبيَّة فتركب أَطرافٌ محليَّة وإِقليميَّة مُختلفة ظهرهم لتأزيمِ الوضعِ أَكثر ممَّا هُوَ عَلَيْهِ الآن!.
إِنَّ تغلغُل المشبُوهين أَو المتصيِّدين بالماءِ العكِر بمثلِ هذه التَّظاهرات والعُملاء سواء للأَحزاب السياسيَّة الحاكِمة أَو لهذهِ الدَّولة أَو تلك سيدمِّر مسار التَّظاهُرات ويُحرِّف أَهدافها! ولذلكَ ينبغي الحذر جيِّداً!.
ولا ننسى التَّهديدات بإِشعال الحرب الأَهليَّة التي أَطلقها قُبيل الإِنتخابات النيابيَّة الأَخيرة عددٌ من السَّاسة الفاسدين والفاشلين إِذا ما فشلُوا في الإِنتخابات، فالخشيةُ والحذرُ من أَن ينفِّذ هؤلاء تهديداتهم باستغلالِ الإِحتجاجات المطلبيَّة الحاليَّة!.
فالحذر الحذر قَبْلَ فواتِ الأَوان!.
س٦/ وهل ستتصاعد حدَّة الإِحتجاجات مع الوقت؟! وماذا عن الإِجراءات التي اتَّخذها العِبادي؟! هل هي علاجيَّة بالفعل أَم تسكينيَّة؟!.
الجواب؛ لا أَعتقدُ بأَنَّها ستأخذ مَديات أَبعد ممَّا هي عَلَيْهِ الآن سواء على صعيد الكمِّ أَو النَّوع، لأَنَّها تظاهرات مطلبيَّة لحدِّ الآن على الأَقلِّ، ولذلك فإِنَّ الإِجراءات والقرارات التي اتَّخذها السيِّد رئيس مجلس الوُزراء خلال زيارتهِ الأَخيرة إِلى مُحافظة البصرة هي إِستجابة طبيعيَّة لمثلِ هذا النَّوع من التَّظاهرات!.
أَمَّا إِذا تطوَّرت وتحوَّلت إِلى تظاهرات سياسيَّة فعندها لكلِّ حادثٍ حديثٍ! إِذ ستتغيَّر أَهدافها وأَدواتها وشروطها والتي لا أَعتقد أَنا شخصيّاً أَنَّ البلاد مُستعدَّة لمثلِها لأَسبابٍ عدَّة! خاصَّةً في هَذِهِ الفترة الزمنيَّة وهي إِنتقاليَّة فلازالت المحكمة الدُّستوريَّة العُليا لم تُصادق على نتائج الإِنتخابات النيابيَّة الأَخيرة وبالتَّالي فليس في البلادِ برلمانٌ يُشرِّع ولا حكُومة تقترح القوانين والتَّشريعات! كما أَنََهُ ليس بإِمكانِها أَن تُقيل وزيراً وتستبدل آخر مع غيابِ مجلس النوَّاب الجديد!.
إِنَّها، كما نعرف، حكومة تصريف أَعمال فحسب!.
أَمَّا المُعارضة السياسيَّة فلا وجودَ لها في البلاد لأَنَّ كلَّ الأَحزاب السياسيَّة، مهما تضاءل حجمها، فهي في السُّلطة! الأَمرُ الذي يُعقِّد الأُمور أَكثر فأَكثر!.
بقيَ أَن أُشيرَ إِلى أَمرَين؛
أ/ ينبغي أَن يبتعدَ الجميعُ عن لُغَةِ التَّخوين والطَّعن والتَّشكيك بهويَّة المتظاهرين، خاصَّةً الطَّبقة السياسيَّة التي يجب عليها أَن تتعامل مع التظاهُرات كحقٍّ كفلهُ الدُّستور للمواطن!.
ب/ ينبغي على الجميع الحذر عند تناقُل أَخبار التَّظاهرات، إِذ يلزمنا التَّعامل بواقعيَّة والإِبتعادِ عن التَّضخيمِ والأَكاذيبِ وغير ذَلِكَ!.
يلزم التَّعامُل بحضاريَّة حتَّى لا نكونَ ضحيَّة التَّضليل والخداع ولُعبة الإِعلام الكاذِب الذي ينشط بشكلٍ واسعٍ في مثلِ هَذِهِ الظُّروف!.
١٦ تمُّوز ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here