المراسلون الحربيون العراقيون (الحلقة الثانية) علي جواد

جواد كاظم الخالصي

ويستمر مداد الشرفاء اصحاب الكلمة الحقّة والاعلام الحقيقي لفهم ما دار في معارك الشرف والكرامة ضد الارهاب الداعشي وهم ينقلون للعالم اروع المآثر التي حملها ابناء العراق الذين أعطوا الدماء والارواح وكل ما يملكون دفاعا عن وطنهم وكرامتهم ومقدساتهم والاهم الدفاع عن شرف العراقيات.

هذه المرة هو واحد من الأبطال الذين أبهروا العالم بتفانيهم ومهنيتهم وهو المراسل الحربي علي جواد من قناة العراقية والذي عُرِفَ ببرنامجه الشهير “الرد السريع” رأيناه يخوض غمار المعارك وجحيمها في الخطوط المتقدمة يحمل دمه على كفيه الناعمتين بنعومة شبابه الذي بذله من اجل أهله واحبته العراقيين ابناء المناطق الغربية مدافعا عنهم بسلاحه مايكرفون الحقيقة والصورة الحيّة من ارض المواجهة والصراع.

لا بدّ ان نقف عند محطات هذا الشاب الصحفي والمراسل البارع لتبقى تلك الحقيقة مشرقة ليلا نهارا كشروق الشمس في وضح النهار حيث تنساب بين ناظريك ويطرق مسامعك صوته الشجي مداعبا التاريخ ليدخل صفحاته عمدا وعنفوانا وشموخا وهو يحط على قدمين صلبتين وقامة عالية يجنح عليها قمة الرجولة من أبناء العراق في القوى المقاتلة بكل صنوفهم من جيش وشرطة اتحادية وحشد شعبي بكل اطيافه التي جمعت صورة العراق الحقيقية الناصعة قبل او يلوثها الغرباء والمحتلين.

لو حاول كل منا أن ينظر بعمق الى سيرة ومسيرة هذا الصحفي الشاب سيجد ان الانحناء للوطن واحدة من خصاله الراكزة بقوة في عنفوانه وجبروته ضد اي معتدٍ عليه وهو ما أطّره من موقف واضح في مواجهة الدواعش وإجرامهم ليغرس قِيَمه في عمق هذا الوطن وبكل اتساعه متنقلا في سوح المعارك من مدينة الى مدينة تاركاً خلفه حطام الدنيا وبهارجها رغم انه شاب في ريعان شبابه ففضل ان يكون بين غبار المعارك ولحظات الموت الذي يمكن يقع في اي وقت ، كل ذلك كان من اجل الوطن وأهل المناطق الغربية الذين احس بانتمائه اليهم كأنهم ذات العائلة التي تربى بين أحضانها وذات الرجل المسن الذي يقابله في محطات طفولته في مسقط رأسه وذات الأم التي حملت وتحملّت ضيم الحياة من اجل ان يعيش الاخر من ابناءها بسلام وذات الطفل حين يحتضنه ويحميه من رذاذ وشظايا الأحجار التي تتطاير من هذا الشارع او ذاك فهو يحميه اليوم من شظايا القذائف ورعب المفخخات وأجساد التفجير المفخخة التي تقتل البسمة على شفاه الناس.

وانا انظر الى مقاطع الفيديو وصور صولات وجولات المراسل علي جواد أَجِد نفسي انظر الى قوة العراق وهي تتجلى بهذا الصحفي البارع لمواجهة اعتى ارهاب على وجه الارض، فهي حرب تختلف قواعدها بين كَر وفر، ليست حربا تقليدية لها ثوابتها والمراسلين الحربيين لديهم أساليب عمل واضحة انما تجمع بين مواجهة الاشباح وفي ذات الوقت الحفاظ على نقل الحدث بدقة ومهنية عالية والموت يتربصهم في اي لحظة وبين الحفاظ على الأهالي وحمايتهم، من هنا كان أداءه فريد في الجمع بين مهنته وبين انسانيته وحرصه على انجاز النصر وليس من طبيعة المراسل الحربي ان يكون الجمرة الاولى في المواجهة ويهرول في الخط الاول امام نيران الأعداء بل يأخذ احصائية رسمية من قادة الجيشمن خلف المعارك لكنه أبى إلا أن يكون الحدث بعينه في لحظته الاولى فينقله الى عيون الجمهور في العراق والعالم بحقيقته الناصعة دون تحريف او تزييف كما فعل ولا يزال يفعل الاعلام الاصفر والمغرض على مدى عقد ونصف من الزمن وهو يناصر ويجمّل حقيقة الارهاب ويصفهم ما بين ثوار عشائر واصحاب مطالب ومضطهدين عبر پروپاكاندا قذرة .

عندما وقع المراسل علي جواد جريحا مخضبا بدمه من الاعلى الى الأسفل كان يكفيه ذلك وساما عراقيا ليرتاح وقد أوفى مهنته حقها وأكثر لكنه اثر عدم الاخلاء والابتعاد عن مطاردة الإرهابيين بعدسته ومايكرفونه الذي بات قذيفة قاتلة تقض مضاجع الإرهابيين ومَن يقف خلفهم من سياسيين خونة وبائعي ضميرهم ووطنيتهم ومع ذلك لم يكن هذا الموقف وحسب وانما واجه استشهاد شقيقه رحمه الله في ارض المعركة بموقف لا اعتقد ان الانسانية وثبات المباديء قادرة على نكران هذا الموقف حينما لفّ أخيه وحزام ظهره بعلم العراق مضرجا بدمه ليحمله على كتفيه الى أهله الى ناسه الى أحبته الى أمه الثكلى ووالده القوي في البصيرة ليعود في اليوم الثاني الى ارض المعركة كي تكتمل المسيرة ،، إنها المثالية في المهنة والاخلاص والذوبان في حب الوطن والحرص على الحقيقة.

تحية إحترام وتقدير واجلال لروحك أيها المراسل الحربي علي جواد الشهم إبن الجنوب العراقي وانت تخط روح الوطنية بأحرف من ذهب على تراب المناطق الغربية العراقية فتستحق بذلك شرف المهني الصادق في الاعلام الحقيقي .

Sent from my iPhone

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here