قدّاس للحياة

قدّاس للحياة
كواكب الساعدي

“الثوار يملؤون العالم ضجيجاً كي لا ينام العالم على أجساد الفقراء” –
جيفارا

1
هل استجابوا للنداء
المتأبّطون عذاباتهم؟
الصاعدون للميادين
فما بين جدل النفس
المتواري 
خلف قضبان من الأسئلة
أسنظل ندفع ثمن وجودنا؟
فالحياة ليست بحقل صبّار
ولا ضرائب على الأمنيات
فنحن من احترف العشق منهجاً للحياة
ولم نحترف صناعة الدموع
ولكن أنانية الطغاة لطالما
ألبست أيامنا أثواب حداد

2
الصاعدون للميادين 
بامتزاج عجيب
بفورات غضبهم
المغتسلون بعرقهم
القابضون على جمر أيامهم
وخبزهم عصارة كدّهم
لولا قوانين الجذب 
لمادت الأرض تحت أقدامهم
بأصواتهم تنغرس في عيون 
مقتسمي المغانم شرار

3
الآن لا ذرائع
فهاتفاً ضج في السماء 
“النعيم ليس حكراً على أحد!”
لن ينتظروا كشاة رحمة السكين
لقد ملّوا حُقَن المهدئات
وآن لهم أن يخرجوا من غرف الموت الرحيم
يلوحون لمن انبثقوا من ضلعه الطاهر
سنمجدك يا وطن بأرواحنا
ونعود نعصر من دواليك
دواءً لأسقامنا 

4
الآن هم يخوضون معركتهم الأخيرة
ويضعون المشهد الأخير
لرواية الألم الطويلة
التي سيوثقها التاريخ لصالحهم لأبطالها
أسراب من رحلوا وعلى شفاههم
مساحات للحياة، للحب، للحنين
للذاهبة خيراتهم لسواهم
للباحثين بين النفايات 
عن كفاف أيامهم
لآبائهم من عاشوا وماتوا
لا يطلبون من الله إلا الستر

5
ها هم يعلنونها صراحة
لسنا بفائضين عن الحاجة
بل نحن شجر امتدت جذوره
في الأرض ورسخت
يورق ولو بقطرة مطر
سقطت من السماء سهواً
لينبت أوراقاً وسيقاً وقمحاً 
لحياة إخوة فقراء
أو طائراً مهيض الجناح
سيأخذ مكانه بين شجر الغابة
شاء من أراد اقتلاعنا أم أبى
ونحيل من الحزن المتوارث
حيزاً مُضيئاً للآتين بعدنا

شاعرة عراقية مقيمة في الإمارات

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here