ما العلاقة بين كأس العالم والاحتجاجات في جنوب العراق؟

عباس الكتبي

أنتهى كأس العالم 2018، واحتفلت فرنسا بفوزها بالكأس كمنتخب وجمهور رياضي وشعب، بحضور بعض كبار الشخصيات من رؤساء البلدان واتحادات رياضية، وكانت الأجواء في غاية الجمال الروعة والود، في أكبر تجمع جماهيري غفير من 32 دولة يقام كل أربعة أعوام ويستمر لمدة شهر كامل.

من المؤكد أن المنتخب الفرنسي عندما يعود إلى بلاده حاملا معه كأس العالم، سيستقبل بحفاوة تامة وترحيب شعبي كبير، وسيكّرم من قبل الحكومة الفرنسية تكريم مادي ومعنوي على هذا الإنجاز التاريخي الذي سيذكر في تاريخ فرنسا، الجدير بالذكر ان المنتخب الفرنسي يتوج بهذا اللقب للمرة الثانية بعد عشرين عاماً مضت من نيله اللقب الأول.

نحن في العراق وبالذات مناطقنا الجنوبية، يقام عندنا كأس العالم كل عام وليس كل أربعة أعوام ونفوز به، ألا وهو حب الإمام الحسين عليه السلام، من خلال الخدمة الحسينية في الحدث الكبير في الزيارة الأربعينية، الذي تقصدها الحشود المليونية من كل أنحاء العالم، من أوربا وأمريكا واستراليا وأفريقيا وشرق آسيا و بلدانها، ومن دول الخليج العربي، لكن الطبقة الحاكمة في العراق بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية لم تقدّر هذا الإنجاز ولم تعير أي أهتمام لهذا الشعب الكريم بدمه وماله، ولم تكرمه بتوفير الخدمات الضرورية له، ولم تخلق له فرص عمل.

لعلكم علمتم بقصة العبد المملوك الذي كان يعمل في بستان للإمام الحسين عليه السلام، عندما جاءه كلب جائع، فأعطاه ذلك العبد نصف غريف الخبز الذي يملكه، ولما علم الإمام الحسين عليه السلام، بهذا الفعل الأخلاقي والإنساني من العبد مع الحيوان، أعتقه لوجه الله جزاءاً وتكريماً وتشجيعاً وتأييداً لهذا الفعل الحسن والجميل.

أهلنا في جنوب العراق قدموا كثير من العطاء والتضحيات للآخرين في سبيل الوطن والإمام الحسين عليه السلام، أن كان في سوح الجهاد أو في خدمة القضية الحسينية، فما قيمة رد الإحسان إليهم بتوفير ماء صالح للشرب أو كهرباء التي صرفت عليها المليارات قدرت بميزانية سبع دول من دون أي تحسن فيها، أو ما قيمة التعيينات لأبنائهم مقابل عطائهم لهذا البلد؟!

مشكلتنا أننا لا نجد آذان صاغية عند المسؤولين تستمع لشعبها وتنفذ مطالبهم المشروعة، وكأنهم أصبحوا جثة هامدة خالية من الأحاسيس والمشاعر والعواطف أتجاه آلآم ومعاناة المواطنين.

الشعب العراقي وخاصة أبناء الجنوب منهم، شعب حسيني يحمل في قلبه مبادئ الإمام الحسين عليه السلام، وفاز بعديد من كؤوس النبل والشهامة والتضحية والإيثار والكرم والشجاعة والشهادة، فيحتاج شعبنا الى رئيس وزراء يتبع منهج الإمام الحسين عليه السلام، قولاً وفعلاً حتى يقدر أنتصاراتهم وتضحياتهم فيجازيهم عليها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here